أخبار محليةغير مصنف

أستاذ جامعي يمني يعمل في «مصنع طوب» بعد قطع الحوثيين مخصصات الجامعة

أحد أساتذة جامعة صنعاء رهن هاتفه ليسدد ديونه، وآخر عمل في صناعة الطوب ليكسب قوت يومه، فيما لم يجد ثالث الأموال لعلاج أحد أبنائه.

يمن مونيتور/ صنعاء/ وحدة الرصد:
أحد أساتذة جامعة صنعاء رهن هاتفه ليسدد ديونه، وآخر عمل في صناعة الطوب ليكسب قوت يومه، فيما لم يجد ثالث الأموال لعلاج أحد أبنائه.
ينقل صبري العزعزي، طالب في جامعة صنعاء، قصة مأساوية عن أستاذه في كلية العلوم الذي يعاني وضعاً مالياً متدهوراً جعله يعجز عن شراء العلاج لابنه، في حالة تتكرر كثيراً لهذه الفئة.
وينقل «العزعزي» عن أستاذه – الذي لا يرغب في ذكر اسمه – كيف امتنع صاحب البقالة عن بيعه رغيف خبز ليشبع جوع أطفاله، مقابل 250 ريالا يمنيا (دولار أمريكي)، لأن ديونه تجاوزت الحد المسموح.
أما أستاذ الفلسفة في جامعة صنعاء الدكتور جميل عون فهو مثال آخر لتدهور أوضاع أساتذة الجامعات في المناطق التي تسيطر عليها جماعة (الحوثي) وحلفاؤها من أنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
عون اضطرته الظروف إلى ترك وظيفته والعمل في أحد مصانع الطوب الإسمنتي، من أجل توفير لقمة العيش لأطفاله.
ويَعتبر «عون» إقدامه على تلك الخطوة «ضروريا من أجل إيجاد مصدر دخل له ولأسرته.
يضيف الأستاذ الجامعي: «نحن موظفون ونعتمد بشكل أساسي على الراتب الحكومي، وبعد أربعة أشهر من انعدام الدخل، استنفدنا كل الحلول، واستخدمنا مدّخراتنا، ووصل الأمر إلى بيع المجوهرات الخاصة بزوجاتنا».
وبعد يومين من العمل في مصنع الطوب، تم تسريح «عون» من وظيفته الجديدة بسبب قلة الطلب على المنتج الذي امتهنه حديثا، نظرا لتوقف حالة البناء. ونتيجة للوضع الذي باتوا عليه اليوم، يطالب الأستاذ الجامعي، حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بالتدخل، وصرف رواتبهم باعتبار أن «الراتب حياة».
وتمتنع سلطات جماعة الحوثي في المحافظات الخاضعة لسيطرتها، من صرف الرواتب للموظفين الحكوميين، معللة ذلك بانعدام السيولة المالية، ونقل البنك المركزي من صنعاء إلى مدينة عدن التي اتخذها الرئيس هادي، عاصمة مؤقتة.
وفاقمت تلك الخطوة من انتشار الفقر في أوساط موظفي الدخل المحدود والطبقة المتوسطة، وبات الآلاف منهم دون أية موارد مالية، وهو ما انعكس على وضعهم المعيشي، لتنضم تلك الشريحة إلى 21 مليون يمني (80% من السكان) من الذين هم بحاجة ماسة إلى مساعدات، وفق أرقام أممية.
ومنذ نحو شهرين احتج أكاديميون في الجامعات الحكومية، وطالبوا جماعة الحوثيين التي تسيطر على العاصمة بدفع رواتبهم، خلال أقصى مدة ممكنة، لكن تلك الاحتجاجات جوبهت بتجاهل مطلق.
وحاول الأساتذة التصعيد بإضرابات مفتوحة، غير أن الرد جاء سريعاً من الحوثيين: «إذا ما أضربتم عن العمل ستُسجنون لأنكم عملاء»، وفق ما قال عضو الهيئة الإدارية للنقابة عبدالله العزعزي في لقاء موسع مع أعضاء النقابة، مطلع الأسبوع الحالي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى