انفراجه وشيكة في الأزمة اليمنية وتطلعات لوقف الحرب بداية العام المقبل
يتطلع المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد والأمم المتحدة إلى وقف الحرب بداية العام المقبل أي بعد عشرة أيام من الآن، في وقت تحتدم المواجهات في جبهات القتال اليمنية.
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
يتطلع المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد والأمم المتحدة إلى وقف الحرب بداية العام المقبل أي بعد عشرة أيام من الآن، في وقت تحتدم المواجهات في جبهات القتال اليمنية.
وكشف ولد الشيخ في تصريح لصحيفة “الرياض” السعودية، اليوم الثلاثاء، عن أبرز ما حملته طاولة اجتماع اللجنة الرباعية، التي فضلت عقده بحضور وزير الدولة للشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي، والتي تمثلت في نقطتين مهمتين: الخروج بآلية حقيقية لوقف إطلاق النار، وبحث آلية لتفعيل المبادرات التي قامت بها جميع الأطراف للخروج بحل سياسي من الأزمة اليمنية.
وقال ولد الشيح إن الخطوة الأولى التي سيعمل عليها هي بحث إمكانية الحصول على عملية وقف إطلاق النار، “ولكن هذه المرة وقف إطلاق نار حقيقي”. وأوضح أن هذا هو ما توصل إليه اجتماع وزراء خارجية أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات وعمان، الذين وضعوا خطة تحضيرية لوقف عملية إطلاق النار، وتدريب الأطراف عليها كافة، بحيث لا يمكن أن تقل عن ١٥ يوما، من يوم وصول الوفود إلى محطة الدورة التدريبية، ثم تتحول إلى واقع مطبَّق”.
وأضاف أنه بعد كل هذا التخطيط “نتفق على تاريخ معين، على سبيل المثال أن يكون نهاية السنة أو بداية السنة المقبلة، وأن يكون هناك تاريخ محدد، وبعد ذلك تتحول اللجنة وأعضاؤها إلى العمل سواء من جنوب السعودية أو أي مكان يتفق عليه.
وقال إسماعيل ولد الشيخ أحمد إن سلطنة عُمان جزء من حل الأزمة اليمنية، ولها دور إيجابي من خلال تسهيل الاتصال مع الحوثيين، إلى جانب استضافتها لعدد من الاجتماعات.
هادي بارك البيان قبل صدوره
وأوضح السبب الحقيقي لعدم ضم الحكومة اليمنية إلى الجنة الرباعية التي تناقش الأزمة اليمنية، قائلا: إن “الرباعية” لم تتجاهل الحكومة اليمنية.
وقال إن الرئيس اليمني كان مرتاحاً للاجتماع وللبيان الختامي: “وأريد أن أؤكد لكم أنه قبل أي اعلان اتصلت بالرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وكان معي السفير محمد الجابر سفير المملكة لدى اليمن، وأطلعناه على تفاصيل الاجتماع وعلى البيان الذي سيخرج، وقد كان مرتاح له، وأؤكد بأنه لم يتم تجاهل الحكومة من هذه الاجتماعات بل إن عدم حضورهم كان بتنسيق مع الرئيس اليمني هادي”.
وأكد ولد الشيخ أحمد أن الأمم المتحدة لا تعترف بمن أسماهم “الانقلابيين” ككيان سياسي: ” لا تعترف الأمم المتحدة بالحوثيين وصالح ككيان سياسي وشرعية إطلاقا، لكن يجب أن ندرك أنه في كل الخلافات والحروب التي تحدث في العالم نتعامل مع كل الأطراف، وهذا الشيء من واجبنا، فالسلام لا يقوم على طرف واحد للأسف”.
وأضاف: “فالشرعية اليمنية لا يوجد عليها أي غبار والمجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن يعترف بحكومة هادي كشرعية واضحة. كما أنني أدنت ما حصل أخيرا، من تشكيل لـ»حكومة» في صنعاء بإدانة قوية، ونحن في الأمم المتحدة ومجلس الأمن لا نعترف بها، ولكن نحن نؤمن بأن الانقلابيين جزء من الحرب وأنهم طرف آخر وأنه لا يمكن أن يكون هناك سلام إلا بنقاش مع الطرفين وهذا أمر عادي”.
وأشار بالقول: “ولكن يجب أن نتذكر أن الأمم المتحدة تقوم بما تقوم به الدول الأعضاء، والدول الأعضاء لا يعترفون بهؤلاء الانقلابيين ككيان سياسي، ولكنهم كممثلين للحرب وجزء من الحرب ويجب أن يكون لنا معهم نقاش”.
مجلس التعاون يرحب
وفي السياق أعربت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، يوم الاثنين، عن ترحيبها بالبيان الصادر عن اجتماع اللجنة الرباعية لإحلال السلام في اليمن الذي عقد في الرياض أخيرا.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف بن راشد الزياني: “إن دول مجلس التعاون تساند جهود اللجنة الرباعية من أجل حث جميع الأطراف على العودة إلى طاولة المفاوضات لإحلال السلام الشامل في اليمن، وهي تشيد بما تضمنه البيان من أن المبادرة المقترحة من الأمم المتحدة ستكون أساسا لاستئناف المفاوضات من أجل التوصل إلى حل سياسي وفق المرجعيات المعتمدة، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالشأن اليمني”.
وأوضح الزياني أن دول مجلس التعاون تؤكد دعمها ومساندتها لليمن الشقيق، وتأمل أن تسفر جهود اللجنة الرباعية عن وقف لإطلاق النار في اليمن واستئناف مفاوضات السلام وايصال مساعدات الإغاثة الإنسانية للشعب اليمني في جميع المحافظات.
ومع تحذير الأمم المتحدة من اقتراب اليمن من المجاعة نتيجة القتال والأزمة الاقتصادية، دعا وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط توباياس إلوود جميع الأطراف إلى استئناف وقف الأعمال القتالية والعمل لإحلال السلام.
وقال إنه اتضح من اجتماعه مع وزراء خارجية السعودية والإمارات وعُمان والأمم المتحدة والولايات المتحدة وجود رغبة حقيقية لتحقيق السلام، وإن بلاده سوف تواصل دورها في تحقيق ذلك”.
وشدد إلوود على أن يبدأ جميع الأطراف بالتعاون مع الأمم المتحدة لاستئناف وقف العمليات القتالية والانخراط في جهود لجنة التهدئة والتنسيق لضمان فعالية واستمرار وقف إطلاق النار”. وحث هذه الأطراف على العمل من أجل تسهيل دخول المساعدات الإنسانية والسلع التجارية للمساعدة في تخفيف المعاناة الإنسانية.
اجتماع بالأردن
وحسب البيان الصادر عن الاجتماع فإن من المقرر أن تحتضن العاصمة الأردنية عمان، خلال الأسبوع القادم، اجتماعًا للجنة التهدئة والتنسيق لوقف إطلاق النار من أجل التمهيد لهدنة جديدة تسبق انطلاق مشاورات سياسية بين الحكومة الشرعية والحوثيين، فيما لم يتم الإعلان بعد عن أين ستقام جولة المشاورات التي ستكرس لمناقشة خارطة الطريق الأممية لحل النزاع.
وقال المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مساء الإثنين، إن الأردن لن تستضيف مشاورات سياسية بين الأطراف اليمنية، موضحاً في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر:” إن ما سيجري هو اجتماع تقني بحت للجنة التهدئة والتنسيق وليس مفاوضات سياسية”.