وأنت تشاهد تلك الجثث المتفحمة التي تناثرت أشلاءً جراء الحادث الإرهابي الأخير الذي وقع أمامَ معسكر الصولبان، حريٌ بك، مواطنٍ يمني غيور على وطنك، أن تذرفَ دموعَ الحزنِ على أولئك الأبرياء، لا أن تطلقَ عباراتِ التشفي والاستخفاف. وأنت تشاهد تلك الجثث المتفحمة التي تناثرت أشلاءً جراء الحادث الإرهابي الأخير الذي وقع أمامَ معسكر الصولبان، حريٌ بك، مواطنٍ يمني غيور على وطنك، أن تذرفَ دموعَ الحزنِ على أولئك الأبرياء، لا أن تطلقَ عباراتِ التشفي والاستخفاف.
ذلك ما لاحظناه وسمعناه من وسائل إعلام الإنقلابيين وسياسييهم عقب التفجير الإرهابي الجبان الذي راح ضحيته عشرات الجنود الأمنين الذين باغتتهم يدُ الإرهابِ على حين غفلة.
إن التشفي في مثل هذه المواقف دليلٌ دامغ على غياب القيم والمبادئ وكل الأخلاقيات الإنسانية والثوابت الوطنية، فمهما بلغت حدة الخلاف يجب ألا نتخلى عن هذه الثوابت الإنسانية التي من دونها لن تستقيم حياتنا، ولن ننعم بطيب العيش في ضل غيابها.
ذلك الجندي الآمن الذي ينتظر مرتبه الزهيد كي يعود إلى أسرته بمتطلبات الحياة لم يقتل في جبهة من جبهات القتال حتى تتشفون من قتله، ولكن قتل غدراً وخيانة بيدٍ أثمةٍ لا ترقبُ في مؤمنٍ إلا ولا ذمة.
فمنطقكم ـ اللامنطقي ـ يبرز مدى تأييدكم لمثل هذه الأعمال الإرهابية التي تتعارض مع كافة المبادئ والقيم الإنسانية، فهذه الدماء دماء يمنية زكية، فلماذا التشفي إذاً؟
ألم تقولوا أنكم تحاربون الدواعش والتكفيريين والقتلة؟
فها هو تنظيم داعش الإرهابي يتبنى العملية الإرهابية الجبانة، أم أن الدواعشَ في نظركم هم أولئك الأطفالُ والأبرياء الذين تقصفونهم صباحَ مساءَ في الأحياء والشوارع الأهلة بالسكان في محافظة تعز؟
أين هي الوطنية التي تتغنون بها، أم أن لها تعريف آخر في قواميسكم؟
تفصلون الوطنية على مقاساتكم، ومن خالفكم فهو ليس وطني ومن لف لفكم كان وطنياً ونزيها، هنيئاً لكم هذا السبات؛ فشعبنا المغلوب على أمره يعي جيداً كل من يتربصون لأمنه واستقراره.