النساء العاملات باليمن.. مشقة كبيرة وأجور زهيدة (تقرير)
تشكو النساء العاملات في اليمن، من الأجور الزهيدة، رغم فترة العمل الطويلة يومياً، ناهيك عن المشكلات النفسية. يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
تشكو النساء العاملات في اليمن، من الأجور الزهيدة، مقابل جهود مضنية وشاقة، في ظل وضع إنساني بالغ الصعودبة، فقد الآلاف خلاله وظائفهم ومصادر دخلهم.
فترة عمل طويلة يومياً، مقابل أجور لا تكاد تكفي للمصاريف اليومية، ناهيك عن مشكلات نفسية كبيرة تتمثل في عدم الاهتمام بهن من قبل أرباب العمل وتعرضهن أحيانا للإهانة، دون أي مبرر، وهو ما يضاعف المعاناة الكبيرة لديهن، في بلد تصنف من أفقر دول المنطقة.
ياسمين (16 عاما) تنحدر من بلدة حرض الحدودية مع السعودية، التابعة لمحافظة حجة شمال غربي اليمن، نزحت مع أسرتها مع بدء الحرب في البلاد قبل قرابة عامين، إلى العاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين وحلفائهم.
ياسمين واحدة من بين تسعة أفراد هم قوام أسرتها التي نزحت واستقرت بصنعاء، وتعمل حاليا كعاملة نظافة في أحد المنازل بحي عصر.
تشكو “ياسيمن” من قلة الدخل نظير عملها المُتعب، وتشير إلى أنها تتقاضى من الأسرة التي تعمل لديها مبلغ 10 آلاف ريال يمني فقط (33 دولارا) وهو مبلغ زهيد جدا، لا يفي بأدنى متطلبات الحياة.
وتضيف لمراسلة “يمن مونيتور”، “أعمل لوقت طويل، يبدأ منذ الساعة التاسعة والنصف صباحا، وحتى ابتداء الليل، أي ما يزيد عن ثمان ساعات.
وتشكو كثيرا من مشقة العمل وطول فترته قائلة: “العمل متعب جدا، وفوق ذلك لا وجود لأجر يقدر ما أقوم به، أو حتى تقدير من قبل الأسرة.
تتابع ياسمين، “صاحبة المنزل يبدو أنها تعاني من مرض نفسي.. ترفع صوتها عليَ دائما، وعادة ما أختم عملي في البيت بصراخها، وهو ما يؤثر سلبا على نفسيتي وحبي للعمل”.
تنوء “ياسمين” بحمل ثقيل تجاه اسرتها، كون والدها النازح في صنعاء لم يعثر على فرصة عمل، وما يزال يبحث”، مشيرة إلى أن الأزمة الكبيرة التي تعصف بالبلاد هي من أجبرتها على العمل في المنازل لتوفير لقمة العيش لها ولأسرتها، وتأمل كثيرا العودة إلى تعليمها وتحسن الوضع في اليمن لتعيش في واقع خال الحرب والنزوح.
وتشاطر ياسمين الهم نفسه الشابة فاطمة (منتصف الثلاثينات العمر) التي تعمل في إحدى كفتيريات جامعة صنعاء (كبرى الجامعات الحكومية في اليمن).
وتقول فاطمة لـ”يمن مونيتور”، إنها انفصلت عن زوجها منذ فترة، وتُعيل أربعة أطفال بعد أن تركهم أبوهم الذي يسكن حاليا في مدينة الحديدة غربي البلاد، وتحملت هي تكاليف معيشتهم مع والدتها التي تسكن معها.
وتضيف فاطمة “أعمل أنا ووالدتي الأرملة البالغة من العمر أكثر من 50 عاما، كمنظفات في الكافتيريا بأجر يومي مقداره 400 ريال يمني (أقل من دولار ونصف) لكل واحدة منا، وهو مبلغ لا يكفي لشراء وجبة أكل واحدة.
وتشكو فاطمة من أن ما تتقاضاه وأمها من مبلغ زهيد لا يفي بأدنى متطلبات الحياة، سيما أنها تنفق 10 آلاف ريال شهريا كإيجار للغرفة الوحيدة التي تعيش فيها مع أولادها الأربعة وأمها في شارع هايل، ذو الكثافة السكانية العالية وسط صنعاء.
وعلى الرغم من المبلغ الزهيد الذي تحصل عليه فاطمة إلا أنه يبدو عليها نوع من القناعة رغم ألم المعيشة وتضيف: “أن نحصل على هذا المبلغ الزهيد، أفضل من لا شيئ”.
يشار إلى أن تقارير نشرتها منظمات الأمم المتحدة تؤكد أن حوالي 80% من اليمنيين باتوا بحاجة لمساعدات، في حين يعاني أكثر من 7 ملايين يمني من نقص حاد في الغذاء وبحاجة عاجلة للإغاثة، فضلا عن تسبب الحرب بنزوح حوالي 3 ملايين مواطن، وإغلاق عدد كبير من الشركات الخاصة والمصانع والمحلات التجارية، ما تسبب بزيادة كبيرة في مؤشر البطالة والفقر وبروز للمجاعة في عدة مناطق.
وكان تقرير صادر عن مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي اليمني (غير حكومي) قد ذكر نهاية أبريل/ نيسان الماضي أن نحو مليون ونصف المليون عامل من اليمنيين، فقدوا أعمالهم بسبب الحرب التي تشهدها البلاد، في حين توقفت 800 شركة مقاولات عن العمل.