الميليشيات الشيعية تعيق خروج المدنيين من أحياء حلب المحاصرة
على الرغم من إعلان روسيا يوم الجمعة، وقف الهجمات التي يشنها النظام السوري على شرقي حلب، بشكل مؤقت للسماح للمدنيين بالخروج من المناطق المحاصرة، فإن الميليشيات الشيعية التي تأخذ أوامرها من الجيش الإيراني تعرقل مغادرة المدنيين.
يمن مونيتور/ حلب/ الأناضول:
على الرغم من إعلان روسيا يوم الجمعة، وقف الهجمات التي يشنها النظام السوري على شرقي حلب، بشكل مؤقت للسماح للمدنيين بالخروج من المناطق المحاصرة، فإن الميليشيات الشيعية التي تأخذ أوامرها من الجيش الإيراني تعرقل مغادرة المدنيين.
وقالت مصادر محلية مقيمة في المناطق المحاصرة بحلب وتتواصل مع الأناضول عبر شبكة الإنترنت، إن مقاتلي حزب الله وحركة النجباء، على وجه الخصوص، يمنعون المدنيين من المغادرة.
ويعيش حوالي 100 ألف شخص تحت الحصار في منطقة مساحتها 8.6 كيلومترا مربعا شرقي حلب، في ظل غياب المواد الغذائية، وانقطاع مياه الشرب بعد أن سيطر النظام على حي باب النيرب الذي يقع فيه خزان المياه.
وقتل حوالي 991 مدنيا في هجمات النظام السوري والميليشات الشيعية على شرقي حلب، خلال الـ 27 يوما الأخيرة، وتستمر هجمات الميليشيات الشيعية التي لا تلقي بالا للمدنيين، على أحياء الجديدة، وبستان الباشا، والمرجة، وسيف الدولة، وصلاح الدين، والشيخ سعيد، ومساكن هنانو، وأرض الحمرا، والشيخ لطفي، والأنصاري، ودوار الراموسة.
وقال أحمد حمامي، أحد القادة الميدانيين للمعارضة، للأناضول إن قوات الأسد والقوات الإيرانية لا تسمح للمدنيين بمغادرة حلب مضيفا “تلحق القوات الإيرانية والعراقية وقوات حزب الله أضرارا كبيرة بالمدنيين. الرجال في المرحلة العمرية من 18 إلى 40 عاما الذين يذهبون للمناطق الخاضعة لسيطرة النظام، يتم إجبارهم على حمل السلاح ويرسلون إلى خطوط الجبهة في حلب”.
وتابع حمامي “80% من العمليات تقوم بها ميليشيات أجنبية. العناصر التابعة للجيش السوري قليلة جدا، بالأحرى لم يعد هناك شيء اسمه الجيش السوري، النظام يعتمد في بقائه على الميليشيات الأجنبية، وإيران هي الممول الأكبر لتلك الميليشيات. إيران ترغب في تشييع حلب”.
وأشار حمامي إلى أن الميليشيات الشيعية توجه المدنيين الذين يغادرون مناطق الاشتباكات في حلب للذهاب لمناطق معينة قائلا “قدمت الآلاف من العائلات إلى حي الأنصاري الذي يقع تحت سيطرة الميليشيات. نخاف من ارتكاب مذابح كبيرة في هذا الحي والأحياء المشابهة”.
وقال المواطن السوري إسماعيل عبد الله المقيم في حلب، في تسجيل صوتي أرسله إلى الأناضول عبر الإنترنت “لا توجد مياه، لا يجد الناس مياها للشرب. والكهرباء مقطوعة منذ أشهر، لا يوجد طعام. طعامنا مكون من الأرز والعدس. أنابيب الغاز انتهت”.
وقال مسؤول الدفاع المدني في حلب نجيب أنصاري إن هناك أشخاص أحياء تحت الأنقاض في المباني المهدمة، إلا أن قوات الدفاع المدني لا تتمكن من إنقاذهم، بسبب الضرر الذي تعرضت له المعدات في الهجمات السابقة، وصعوبة الحصول على الوقود.
وطالب بيان صدر عن مجموعات المعارضة المسلحة في حلب، يوم الخميس الماضي، بإعلان وقف إطلاق نار إنساني لمدة 5 أيام، وإجلاء المرضى الذين يحتاجون إلى علاج عاجل تحت إشراف الأمم المتحدة. وطلب البيان بالسماح للمدنيين الراغبين في مغادرة المدينة، بالنزوح إلى الريف الشمالي، قائلا إن بالإمكان التفاوض مع النظام بعد إجلاء المدنيين.
وبين الضمانات التي يُطالب بها خلال إجلاء المدنيين، ضمان سلامتهم خلال المرور بالمناطق التي يسيطر عليها النظام، وعدم اعتقال الرجال و إجبارهم على القتال مع جيش النظام، والسماح لهم بالتوجه إلى مناطق آمنة، وعدم فصل أفراد الأسر عن بعضهم البعض. –