تتورط الإدارة الأمريكية بشكل وقح في إيذاء المقاتلين المنخرطين في صفوف الدولة اليمنية، والباذلين الجهد والمال والنفس دفاعاً عن دولتهم ووطنهم وعيشهم المشترك،ولا تتورع عن إسناد الفصيل الإرهابي المسلح الذي تمثله جماعة الحوثي الشيعية المرتبطة بإيران.
تتورط الإدارة الأمريكية بشكل وقح في إيذاء المقاتلين المنخرطين في صفوف الدولة اليمنية، والباذلين الجهد والمال والنفس دفاعاً عن دولتهم ووطنهم وعيشهم المشترك،ولا تتورع عن إسناد الفصيل الإرهابي المسلح الذي تمثله جماعة الحوثي الشيعية المرتبطة بإيران.
كان نبأ فرض وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على المناضل الشيخ الحسن علي أبكر والأستاذ عبد الله فيصل صادق الأهدل، و”منظمة رحماء الخيرية”، لصلتهم المزعومة بالإرهاب، صادماً بحق، وأعاد إلى الأذهان سلسلة الإجراءات المدانة التي اتخذت من قبل الخزانة الأمريكية بحق شخصيتين يمنيتين معروفتين، هما الدكتور عبد الوهاب الحميقاني أمين عام اتحاد الرشاد، ونايف القيسي محافظ البيضاء.
المعايير الأمريكية للإرهاب، لا تزال تعكس العقدة الصليبية الكامنة في سلوك المجتمع الغربي، وتعبر في الوقت نفسه عن النزعة الامبريالية التي تعظم مصالح أمريكا والغرب وتستهتر بمصالح الشعوب الأخرى وبأمنهم واستقرارهم وكرامتهم، إنها نوع منفلت من ممارسة الإرهاب بحق شعوب منطقتنا.
لا يمكن فهم هذه الإجراءات إلا أنها جزءٌ من عملية إيذاء متعمدة تقوم بها الخارجية الأمريكية وأجهزة المخابرات التي تعمل ضمن أجندة مفضوحة تستهدف إضعاف جبهة استعادة الدولة في اليمن من خلال ربطها القسري بـ”التصور الأمريكي للإرهاب” ، بعد أن استنفدت الخارجية الأمريكية كل حيلها لتطويع التسوية السياسية في اليمن، لصالح الحوثيين.
هذه الجماعة التي يعلم الجميع أنها بدأت من دماج بخوض حرب بالوكالة ولكن بنفس طائفي خطير جداً أجهض واحدة من أهم تجارب الانتقال السياسي السلمية في المنطقة، وعانى جراءها اليمنيون خلال أعوام من الدعم الأمريكي للحوثيين من مخاطر انهيار الدولة ومن تداعيات الحرب الأهلية المدمرة التي حصدت الآلاف وجرحت عشرات الآلاف من اليمنيين، وشردت الملايين منهم، وسدت الأفق أمام شعب بكامله.
ولا تزال هذه العصابة الطائفية تمضي قدماً في مهمة إفساد الحياة تحت أعين الإدارة الأمريكية، المخاتلة والمنافقة، التي لم توفر وسيلة إلا وقدمتها لإسناد الحوثيين، وكان آخرها التصور الشائه لإحلال السلام في اليمن، الذي قدمه وزير الخارجية الأمريكي المنتهية ولايته، جون كيري، غداة زيارته الأخيرة للعاصمة العمانية مسقط التي التقى خلالها الحوثيين، واعتقد أنه وصل معهم إلى خاتمة المطاف بقبول هذه العصابة بوقف لإطلاق النار، ليخرج بعدها بإعلان مفاده أن التحالف العربي والحوثيين وافقوا على وقف إطلاق النار وعلى عقد محادثات تفضي إلى تشكيل حكومة.
كان هذا الإغفال المتعمد من جانب كيري للحكومة الشرعية في ترتيبات مصيرية كهذه يؤشر إلى أن الخارجية الأمريكية إنما كانت تسابق الزمن لإنجاز هذه التسوية الخطيرة، ولأنه لم يعد لديها المزيد من الوقت أفرغت ما كانت تخبئه من ترتيبات سيئة بدأت بإسقاط صنعاء وكادت إن تنتهي بإسقاط الحكومة الشرعية نهائياً.
ليس لدى الشيخ الحسن أبكر وزميله ولدى “منظمة الرحماء” الأموال التي يمكن للإدارة الأمريكية أن تصادرها، فهو جهد إنساني عنوانه الرحمة، ويمكن لأي مؤسسة أخرى أن تكمل المهمة.
لكن الخبث في كل هذه الإجراءات هو الإساءة المتعمدة لمصداقية القادة السياسيين الذين يعملون في صف الشرعية، والذي يشكلون النواة الصلبة في مواجهة المشروع الطائفي لإيران في المنطقة.
هذه الإجراءات يمكن أن تتواصل لتحقق ما لم ينجح الحوثيون في تحقيقه عبر أعمالهم العسكرية والإرهابية، التي سبق وأن دمرت بيوت حسن أبكر في الجوف، وقتلت اثنين من أبنائه، وكان هذا هو الإرهاب الحقيقي، الذي يفضح إلى أي مدى هذه الجماعة تعمل كطرف محلي مرتزق مع الأمريكيين في الوقت الذي ترفع فيه شعار” الموت لأمريكا..”.
الحسن أبكر بالنسبة لملايين اليمنيين رمز من رموز التضحية والعمل الوطني المقاوم والساعين إلى لم شمل اليمنيين وترسيخ أسس النظام والقانون، هكذا يتعامل معظم اليمنيين مع هذا الرجل ورفيقة ومع أمثاله من المناضلين، الذين لم يختاروا الحرب بل فرضت عليهم فخاضوها من أجل الوطن ومن أجل الدولة ومن أجل السلام.
وحينما تتورط أمريكا في هذه المهمة المشبوهة من التصنيف الظالم للشخصيات اليمنية المناضلة فإنها تكون قد أساءت إلى طيف واسع من المجتمع اليمني، وفي الوقت الذي أرادت فيه أن تظهر عدم مصداقية الذين يقاتلون في جبهة الشرعية، فإنها بالقدر نفسه وأكثر تظهر إلى أي مدى تفتقد الإدارة الأمريكية المصداقية والنزاهة والإحساس بأهمية العدالة أيضاً.