لن نكون غير منصفين لو قلنا إن من يقف في الحياد متفرجاً على مأساة زملائه من الكتاب والصحفيين في معتقلات هذه الحركة الغاشمة، لا يعدو على أن يكون إما متواطئاً أو خائفاً. لن نكون غير منصفين لو قلنا إن من يقف في الحياد متفرجاً على مأساة زملائه من الكتاب والصحفيين في معتقلات هذه الحركة الغاشمة، لا يعدو على أن يكون إما متواطئاً أو خائفاً.
و المتواطئ خائن لأمانة الكلمة والانصاف ومزيّف للحقائق ومرتزق بكتاباته، قد أراق ماء وجهه تحت نعال المليشيا قبل حبر قلمه لخدمتهم.
والخوف لا يليق بحملة القلم والفكر، فهم أنبياء ودعاة الحرية والكرامة، فإذا سكت هؤلاء النخبة بدعوى الخوف فمن يحمل مشاعل الكلمات لإضاءة الطريق للعامة والبسطاء؟!
ثم إن هؤلاء الذين باعوا أنفسهم للصمت والحياد، وأقلامهم للدس والزيف لن يكونوا في منجا من بطش المليشيا التي لا تقيم وزناً لمثل من هم على شاكلتهم، فهي تعاملهم كما تعامل الأحذية التي اهترأت كذبا وزورا.
الخوف ذل، فلا ترغم قلمك على تجرعه، فكل قلم هو رسول ليصدع بالحق وإلا فهو مسيلمة سنكفر بما يقول أو يكتب.
وها نحن في النهاية لسنا سوى أمواتاً في هذه الحياة القاسية التي فرضوها علينا، وما الموت على مبدأ حر معتق بالكرامة إلا حياة الخلود.
لقد عجزت أقلام الشرفاء عن حصر أوجاع هذا الوطن التي تناثرت على أطرافه المترامية.
والمعتقلون وجع لا يخص ذويهم فقط، إنه ينكئ إنسانيتنا وبقوة.
فلا تعذبوهم مرتين جسدياً ومعنوياً.
ففي هذا البرد القارس تتضاعف مأساتهم بين التعذيب الجسدي والتهوين بوضعهم بلا إمكانيات تواجه البرد والصقيع والاهمال.
يجب ألا نفتر في المطالبة بإطلاق سراحهم وأن تكون قضيتهم هي رأس القضايا الإنسانية المتراكمة في وطن لم يعد للإنسان قيمة فيه.
عبد الخالق عمران، يموت ببطء تحت التعذيب وجراء أوجاع مرضه ومعاناته، ولا ضمير لمنظمات حقوق الإنسان كي تسعى في حق اليمني ما دام ينظر له كشيء أقل من إنسان.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.