الانهيارات الصخرية تهدد سكان ذمار اليمنية
شهدت، أمس الأول السبت، مديريتا عتمة ومغرب عنس بمحافظة ذمار، جنوبي صنعاء، نشاطاً زلزالياً غريباً تجاوز 15 هزة أرضية، خلال 7 ساعات. يمن مونيتور/ ذمار/ خاص
شهدت، أمس الأول السبت، مديريتا عتمة ومغرب عنس بمحافظة ذمار، جنوبي صنعاء، نشاطاً زلزالياً غريباً تجاوز 15 هزة أرضية، خلال 7 ساعات.
وأدت هذه الهزات إلى تشقق بعض المنازل، مثيرة الرعب في أوساط السكان المحللين، الذين غادروا منازلهم على وقع مخاوف من انهيارات صخرية قد تتعرض لها قرى المنطقة الجبلية.
وقال لـ”يمن مونيتور” مواطنون من مديرية عتمة بمحافظة ذمار (وسط اليمن)، إن المنطقة الممتدة من شرقي عتمة إلى وسط مغرب عنس، شهدت من الساعة الثالثة عصر أمس السبت وحتى الساعة العاشرة مساء من اليوم نفسه، نشاطا زلزاليا متكررا تجاوز الـ 15 هزة خلال 7 ساعات. أدى إلى تشقق بعض المنازل.
وبحسب المواطنين الذين تحدثوا إلى “يمن مونيتور”، في اتصالات هاتفية متفرقة، فقد شعر السكان بالهزات الأرضية في مختلف المناطق المشار إليها، لكنها كانت أكثر عنفاً في كل من (عزلة المطبابة ومغربة سماه في عتمة، ومنطقة وثن في مغرب عنس).
وكانت أعلى قوة للهزات الأرضية بين الثالثة والرابعة عصرا، وكانت بؤرتها في عزلة المطبابة من خلاف سماه مديرية عتمة والجبل المطل عليها.
وأوضح المواطنون إن الهزات التي تكررت بين الحين والآخر، كانت مصحوبة بأصوات تشبه الانهيارات الصخرية، أو ارتجاج الصواريخ، أدت إلى تشقق بعض المنازل بينما أثارت الرعب في أوساط المواطنين الذين اضطر بعضهم لترك منازلهم (خصوصاً المنازل القديمة) والمبيت خارجها أو في منازل أكثر أماناً.
ويخشى الأهالي من حدوث انهيار صخري، ذلك أن المنطقة التي تقع فيها بؤرة شدة الزلزال (المطبابة) هي عبارة عن سفح ممتد أسفل جبل سماه، وتقع في أعلاه قمة (برَّان) وهي واحدة من أعلى قمم جبال عتمة، حيث توجد فيها صخرة كبيرة آيلة للسقوط، والخوف أن يؤثر النشاط الزلزالي في سقوطها، حيث تقع في طريقها مجموعة من القرى جميعها مهددة بالخطر.
ولا يعرف ماهية الظاهرة الطبيعية التي شهدتها المنطقة، لكن المواطنين أكدوا أن المنطقة كانت قد شهدت ظاهرة مشابهة قبل حوالي شهر من الآن، لكنها كانت أخف ولم تكن بشدة ما شعروا به أمس السبت.
وشهدت اليمن، في الفترة الأخيرة، نشاطاً زلزالياً متكرراً في غياب أي رصد من الجهات الرسمية. كان آخرها قبل يومين في محافظة البيضاء. ووصلت ذبذباتها إلى كل من منطقة يافع في الضالع ومكيراس.
ولا توجد أي معلومات رسمية عن الظاهرة التي شهدتها مديريتا عتمة ومغرب عنس بذمار، كون محطات رصد الزلازل والبراكين التابعة لمركز الرصد الزلزالي في محافظة ذمار جميعها معطلة، بعد أن تعرض المركز ومحطاته للقصف من قبل طيران التحالف العربي بعد أن كان الحوثيون قد حولوه إلى معتقلات ومواقع عسكرية.
ونشرت وكالة سبأ الخاضعة لسيطرة الحوثيين، تصريحات لمحمد حسين الحوثي، القائم بأعمال رئيس مركز رصد ودراسة الزلازل والبراكين قال فيها “إن المركز لم يتمكن من تسجيل بيانات تلك الهزات بسبب توقف نشاط المركز”.
ونبه مختصون في قسم الجيولوجيا بجامعة ذمار، المواطنين في مديريتي عتمة ومغرب عنس، إلى أخذ الحيطة والحذر تحسباً لوقوع أي هزات ارتدادية، إذ يعتبر تكرار النشاط الزلزالي من مؤشرات الهزات الارتدادية التي عادة ما تكون أخطر وأشد من الهزات الأولى، ويصعب التكهن بحجم مخاطرها ومواعيدها.
ونصح هؤلاء الخبراء المواطنين الذين يسكنون في منازل عند بؤرة الزلازل أن يغادروا منازلهم وأن يبيتوا في أماكن مستوية ليس فوقها ولا بجوارها صخور ولا منازل، وأن لا يستتروا لا بالجدران ولا بالصخور حتى يتم التأكد من مضي فترة الهزات الارتدادية.
وتقع مديريتا عتمة ومغرب عنس ضمن محافظة ذمار التي تعد من أكثر المناطق الزلزالية في اليمن والتي شهدت زلازل مدمرة عبر التاريخ، كان آخرها زلزال ذمار عام ١٩٨٢م من اكبر واهم الحوادث الزلزالية في جنوب شبة الجزيرة العربية والذي خلف أكثر من ٢٥٠٠ قتيل وأضرار لأكثر من ١٢ ألف مسكن وعدد كبير من المرافق والخدمات.