تتزايد ضغوط جماعة الحوثيين على العمل الإغاثي في اليمن الذي تقوده منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في المناطق التي يسيطرون عليها يمن مونيتور/العربي الجديد
تتزايد ضغوط جماعة الحوثيين على العمل الإغاثي في اليمن الذي تقوده منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في المناطق التي يسيطرون عليها، وسط استمرار صمت المنظمات. يأتي هذا في الوقت الذي دعت فيه الحكومة اليمنية مؤخراً المنظمات إلى العمل من العاصمة المؤقتة مدينة عدن، جنوب البلاد، من أجل التمتع بحرية العمل التي تمكّنها من تقديم الخدمات إلى المتضررين من الحرب.
في هذا الإطار، قررت منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” منتصف الأسبوع الجاري تعليق ورشة عمل كان من المقرر أن تستمر لأسبوع وتجمع عدداً من المنظمات الدولية والمحلية، وذلك بعد اقتحام عناصر أمنية لموقع الورشة ليومين متتاليين وتهديد الموظفين الأجانب فيها. واستهدفت الورشة دراسة وتقييم مستويات انعدام الغذاء وسوء التغذية في المناطق المتأثرة من الحرب.
يؤكد مصدر إغاثي كان مشاركاً في الحدث أنّ “عناصر ملثمين ومسلحين اقتحموا فندق البستان غرب مدينة صنعاء واعترضوا ورشة العمل” مشيراً إلى أنّهم “شتموا وهددوا بعض الموظفين الدوليين التابعين للمنظمات المشاركة في الاجتماع بحدوث ما لا يحمد عقباه إذا استمرت منظماتهم في أنشطتها التي سمّوها بالاستخبارية”. يضيف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه لـ”العربي الجديد” أنّ الفريق الأمني الذي يحرس الفندق لم يتدخل لمنع المعتدين.
إلى ذلك، أقدمت عناصر مسلحة على استصدار أمر طرد نهائي للمديرة الإقليمية لمنظمة المجلس النرويجي للاجئين سيما جميل (بريطانية الجنسية) ومدير البرامج في نفس المنظمة بحجة عدم وجود تصريح بالعمل لهما. وحضرت عربة عسكرية على متنها عدد من الجنود إلى مقر سكن الموظفين واصطحبتهما إلى مطار صنعاء، وأوصلتهما إلى طائرة منظمة “الفاو” التي تتولى نقل موظفي المنظمات الأممية والدولية من اليمن وإليه.
بدوره، ذكر أحد موظفي وزارة التخطيط والتنمية التي يسيطر عليها الحوثيون أنّ الوزارة لا تفرض تجديداً دورياً لموظفي المنظمات الإغاثية الدولية، بل تقرر منحهم الترخيص من عدمه قبل دخولهم إلى البلاد لممارسة مهامهم، إلاّ إذا لوحظ عليهم سلوك مخالف للائحة عمل المنظمات، فيجري طردهم بناء على تلك المخالفات، وهو ما لم يحدث في حالة هذه المنظمة.
يذكر الموظف أنّ عناصر الجماعة أغلقوا قبل أسابيع مقر نفس المنظمة في إحدى مديريات محافظة حجة (شمال غرب) وصادروا أجهزة الاستقبال والبث الفضائي. كذلك، احتجزوا مجموعة من موظفيها المحليين واتهموهم بالانتماء إلى تنظيم “داعش” وممارسة أعمال تجسسية. يشير إلى أنّ تصعيد الحوثيين تحركاتهم ضد المنظمة ومنظمات أخرى يحدد نطاق عملها، وبذلك، فإنّ النازحين خصوصاً والمواطنين بشكل عام أكثر المتضررين.
كذلك، عملت الجماعة على تحجيم تواجد موظفي منظمات الإغاثة الدولية في محافظة صعدة (شمال) معقل الحوثيين الذي يتعرض إلى قصف مستمر وقتال على حدوده الشمالية. واشترطت وضع المنظمات ما لا يزيد عن موظفين يمنيين اثنين في المحافظة على ألا يخرجوا إلى أرياف مدينة صعدة.
يقول الموظف في وزارة التخطيط والتنمية إنّ الجماعة اتخذت الإجراء بعدما تردد داخل أوساطها أنّ موظفي المنظمات ربما ينقلون معلومات عسكرية عن المناطق المستهدفة إلى الطرف الآخر. ويضرب المصدر مثالاً أنّه لم يعد يعمل في مكتب أكبر منظمة إغاثة وأهمها على الإطلاق، برنامج الأغذية العالمي، سوى موظفين محليين اثنين فقط منذ شهر ونصف. يضيف أنّ البرنامج يوزع شحنات الغذاء التابعة له عبر منظمات محلية أنشأ الحوثيون بعضها أو منظمات أخرى، لكن لا يمكن التأكد بسبب قيود الحركة من أنّ المساعدات تُوزع للمستحقين.
وبينما رفضت السلطات المحلية طلباً لمنظمات دولية لإجراء مسوح حول احتياجات طارئة ومتعددة القطاعات الحياتية والمعيشية لكافة مديريات محافظة صعدة، سمحت فقط لمنظمة تابعة لها هي “مؤسسة الإكرام التنموية الخيرية” بإجراء المسوح بدءاً من الثلاثاء الماضي. وأعلن الحوثيون رسمياً عن تدشين النشاط عبر وسائل الإعلام التابعة لهم، فيما أشار المدير التنفيذي للمؤسسة عدنان قفلة إلى أنّ “المشروع سيبدأ مرحلة المسح الميداني للاحتياجات الطارئة لكلّ مديرية، ليشكل أرضية وقاعدة بيانات لاحتياجاتها”.
في العودة إلى المنظمات الدولية، فإنّها تخشى الاحتجاج رسمياً على التضييق عليها وإيقاف بعض نشاطاتها خشية حرمانها كلياً من المشاركة في الإغاثة في كلّ المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.