حكومة الحوثيين.. فصل في كتاب “الانقلاب” ومجلس لإدارة حرب دائمة
ما لبث مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن أعلن عن التزام وفدهم في مسقط بخارطة الطريق للسلام حتى أعلن تحالف الحرب الداخلية في العاصمة اليمنية صنعاء، عن حكومة موازية لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتهم في أحدث مواقف الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق.
يمن مونيتور/ تقدير موقف/ خاص:
ما لبث مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن أعلن عن التزام وفدهم في مسقط بخارطة الطريق للسلام حتى أعلن تحالف الحرب الداخلية في العاصمة اليمنية صنعاء، عن حكومة موازية لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتهم في أبرز تجليات انقلاب الحوثيين.
تعيد هذه (التراجيديا والكوميديا) المأساة والملاهاة إلى حادثة مشابهة في أغسطس/آب قبل أن يقدم ولد الشيخ أحمد خطته لإنهاء الصراع في البلاد في مشاورات الكويت، أعلن الحوثيون وحزب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح عن تشكيل المجلس السياسي الأعلى لإدارة البلاد.
وبالرغم من كل تلك الفصول من الانقلابات على إرادات السلام ظل المجتمع الدولي يتحدث عن رغبة لدى الحوثيين من أجل صناعة السلام في اليمن.
اعترف صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الذي قام بتعيين الحكومة الموازية لـ”صحيفة نيويورك تايمز” الأمريكية بأن المصادر الرئيسة للدخل ليست في يده، وسيبقى والحكومة التي تم تشكيلها من أجل إدارة الحرب الداخلية ربما إلى أجل غير مسمى.
دخل الحوثيون والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في مشاورات برعاية أممية، لكن طوال تلك الفترة لم يعرف ما هو الهدف الذي من أجله يقومون بالتفاوض.
وقال دبلوماسي خليجي لـ”يمن مونيتور” مفضلاً عدم الكشف عن هويته: “بالرغم من أن خارطة الطريق نفذت رؤية الحوثي/صالح، التي قدمت خلال مشاورات الكويت إلا إنهم أعلنوا عن حكومة موازية في صنعاء، إنها تحركات تدعو للتعجب”.
يعتقد الدبلوماسي الخليجي المطلع على المشاورات اليمنية بأن الحوثيين وحزب الرئيس السابق لديهم خطتهم ليتم تنفيذها وما المشاورات إلى محاولة إلهاء، فقد وافقوا في مايو/آيار2015م على قرار مجلس الأمن (2216) ثم رفضوا ما جاء فيه جملة وتفصيلاً، و”تحدثوا عن اتفاق السلم والشراكة الذي وقع عند اجتياحهم لـ”صنعاء” في سبتمبر/أيلول2014م إلا إنهم لم يعودوا لذكره مجدداً، هم يريدون فقط إنهاء الشرعية وبقاءهم كتهديد لبلداننا الخليجية”.
من خلال الأسماء (42) فيظهر واضحاً أن ذلك مجلس لإدارة الحرب، فجنرالات وقادة قبليين وزعماء فرق “ميليشياوية” وتجار أسلحة ومفاوضين كانوا ضمن القائمة لحقائب وزارية لم تحدث قبلاً في تاريخ البلاد الحديث.
وبذلك تمكن الحوثيون وحليفهم صالح ببراعة من نسف أي جهود للسلام في البلاد، وأبقوا الدولة على فوهة المدفع حتى يكون منتصر إما هم أو الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والمدعومة من التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
وحول الاعتراف الدولي قال قيادي في جماعة الحوثي المسلحة لـ”يمن مونيتور” إن من المبكر الحصول على اعتراف، لكن مع الوقت سيعترف الجميع بالأمر الواقع حتى بدون اللجوء للمشاورات أو جهود الأمم المتحدة، والاعتراف سيكون تدريجياً.
ويعتقد القيادي الحوثي، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أنه مع الوقت ستكون الحكومة الموازية أكثر قبولاً لدى اليمنيين والمجتمع الدولي وسيختفي الاعتراف بحكومة هادي بذات الطريقة حتى في الدول التابعة للتحالف.
وبالرغم من أن التفكير على ذلك النحو يجر البلاد نحو استمرار التصعيد إلا إنه في نفس الوقت لا يعطي أملاً للحوثيين بأن يحصدوا ما يريدونه، فالتحالف العربي ما يزال داعماً للحكومة الشرعية التي بدأت عدد من العمليات العسكرية في جبهات البلاد الرئيسية.