أمي، يأيها الحنان العذب المتدفق اللذيذ، يا جمال الروح وبريق الوجدان، يا حنان الضمير وروعة العاطفة، ويا جمال كل شيئ وضياء وبهاء الكون بأكمله. أمي، يأيها الحنان العذب المتدفق اللذيذ، يا جمال الروح وبريق الوجدان، يا حنان الضمير وروعة العاطفة، ويا جمال كل شيئ وضياء وبهاء الكون بأكمله.
يا حاملة الهم وقاتلة الأوهام.. إليكِ أهدي، وإليكِ أكتب وبحبكِ أتغنى.. وبدعائكِ أهتدي في دروب الحياة المظلمة الكئيبة.
أمي ليس للفكر قدرة على وصف جمالك وجمال عطاياكِ وعفويتك الجميلة التي تُوقفُ الكل عاجزاً أمامها.
ليس لحبر القلم جرأة على وصف نبعكِ الصافي وإرادتك القوية ومثابرتكِ المتواصلة، وليس لديه القدرة على وصف مشاعركِ الفياضة وعيونك الحنونة التي تفيضُ بالدموع خوفاعلينا بكل حين.. عيونك رواية عظيمة لا تنته وآيات من الحب والصبر الكبير.
إنها تشعرني بالخجل من ذاتي إذا نظرت إليها، حينما تصب عليّ تلك الرحمة التي أتمنى ألاِّ تغيب عليِّ للحظةٍ من الزمن، حينما تتأمل الخير فيني.. كمْ تسعدني تلك الإبتسامة التي تصاحب شفاهك الطاهر في لحظات سعادتي.
كبرتُ قليلاً أيتها الغالية وتعلمتُ أشياء كثيرة لم تكن بحسباني من ذي قبل، وعرفتُ أشياءكثيرة فعرفتُ أنّ سهرك لم يكن لمتابعة أخبار أومسلسلات.. عرفتُ أن سهرك ليالٍ كثيرة، البعض أتذكرها والبعض الأكثر لا تخطر ببالي إنما كان حناناً وخوفاً عليّ من مآسي الحياة.
وعرفت أن ذلك الهلع والخوف الذي ينتابك إذا حدث لي مكروه، إنماكان إشفاق عليّ، وأنّ هذا الإشفاق لستُ واجدةً له عند أحد من البشر.
كبرتُ ومضيتُ في طريق الحياة، يلفني حنانك بكل مكان وتحيط بي دعواتك من أن أُصاب بمكروه.
كم أنتِ عظيمة أيتها الحنونةُ العطوفةُ المحبة.. كم هي رائعةٌ لحظات وجودكِ معي، وما ألذ العيش معك، ما ألذكِ أيتها الغالية وما ألذ القهوة التي نحتسيها معاً من عمل يديكِ!
كبرتُ يا أمي وأتمنى أن أعود طفلة تتشبث بيديك كي تمر في الطريق.. تبكي كثيراً إذا غادرتِ غرفتها، كي أراكِ صغيرةً في السن كي أشعرُ أنه ما زال لدي متسعٌ من الوقت لأرد لكِ ولو جزءاً بسيطاً من جميلك الذي غمرتيني به ولازلتِ حتى اليوم.. أحبكِ أمي!
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.