بعد إغلاق 7 مراكز غسيل كلوي (5) آلاف مريض يمني يكابدون الموت
يكابد أكثر من خمسة آلاف مريض مصابون بالفشل الكلوي تهديد حقيقياً بعد توقف سبع مراكز غسيل في عدة محافظات يمنية نتيجة تردي الوضع وانعدام مستلزماتها. يمن مونيتور/صنعاء/خاص
يكابد أكثر من خمسة آلاف مريض مصابون بالفشل الكلوي تهديد حقيقياً بعد توقف سبع مراكز غسيل في عدة محافظات يمنية نتيجة تردي الوضع وانعدام مستلزماتها.
وأوضح رئيس هيئة المستشفى الجمهوري التعليمي بصنعاء الدكتور نصر القدسي، في تصريح خاص لـ”يمن مونيتور”: نمتلك في مستشفى الجمهوري التعليمي خمسة عشر جهاز غسيل نستطيع أن نعمل كمعدل أقصى يتم توزيعها على جلستين غسيل كلوي وننجز في اليوم الواحد ما يعادل 120 جلسة لكل مريض جلستين لـ60 مريض ومريضة بالفشل الكلوي.
مضيفا: لا نستطيع ان نعالج جميع حالات الفشل الكلوي لأن هناك حالات بحاجة إلى أكثر من جلستين وإلا فإنه سيؤدي إلى الوفاة.
ولفت إلى أن كثير من المستشفيات الحكومية والمرافق الصحية والمختبرات العامة للغسيل الكلوي ومرض السكري مهددة بالإغلاق، حيث اغلقت 7 مراكز غسيل في عدد من المحافظات نتيجة انعدام مستلزماتها، مشيرا الى أن عدد المرضى المصابين وصل إلى أكثر من 5 آلاف شخص.
وتابع قائلاً: المرضى مهددون بالموت نتيجة عدم توفر الدواء فضلا عن مرضى زارعي الكلى والثلاسيميا والصرع وتليف الكبد.
وقال احمد صالح، لـ”يمن مونيتور” متابع لحالة والده المرضية بالفشل الكلوي : لجأت إلى مستشفى خاص حيث ان والدي يعاني من فشل وظائف الكلى وبحاجة إلى ثلاث جلسات بشكل يومي وهذا ما ترفضه المستشفيات الحكومية بحجة أنها غير قادرة على استيعاب المزيد من المرضى.
مضيفاً: وإن تم إدخال المريض بوسيلة أو بأخرى إحدى المستشفيات فإنه يتم تحديد جلستين غسيل كلوي كحد أقصى ما اضطرنا إلى اللجوء إلى مستشفى السعودي الألماني رغم ان اليوم الواحد نقوم بدفع أكثر من 40ألف ريال بشكل يومي.
من جانبه تحدث أحد الممرضين لـ”يمن مونيتور”: ما زاد الوضع سوء عدم تخصيص غرف لقسم النساء وقسم للرجال كما كان في السابق، مضيفاً: فرضت علينا الظروف الأخيرة واقعاً مغايراً لم يعد هناك خصوصية في الأقسام وإنما نعيش حالة طوارئ على مدارس الساعة وبعد انتهاء جلسات الغسيل الكلوي فإنه يتم وضع مريض آخر مباشرة سواء رجل أو امرأة لا يوجد فرق طالما نحاول المحافظة على حياة المريض من الموت مجتهدين في إنجاز أكبر عدد ممكن من الجلسات.
ووفقا لاستبيان قامت به “اريج” للصحافة الاستقصائية على عينة عشوائية من زارعي الكلى في العاصمة صنعاء مكونة من 50 مريضاً، تبين أن 80% يواجهون صعوبة مالية في الحصول على الدواء، مقابل 8% يتاح لهم الحصول عليه عبر مسافرين من أقاربهم في السعودية والأردن، و12% يحصلون عليه من جمعيات وفاعلي خير. ويظهر الاستبيان أن 32% من المرضى غير قادرين على الاستمرار في شراء الدواء، فيما 58% يستطيعون مؤقتاً شراء الدواء البديل الذي تصنعه شركات أخرى أجنبية غير الشركة الأم، ويقل سعره عن سعر دواء الشركة الأم بما مقداره 10% كحد أدنى.
ووفقاً للاستبيان، فإن بقية أفراد العينة ويمثلون 10% يحصلون على الدواء بصعوبة من السوق السوداء ومن أقارب لهم في الخارج أو جمعيات وفاعلي خير لكنهم أكدوا في الوقت عينه عدم قدرتهم مستقبلاً على الاستمرار في شراء الدواء المطلوب مدى الحياة.
وتجدر الاشارة إلى أن وزارة الصحة العامة والسكان أعلنت في مؤتمر صحفي عن ان ما نسبته 85في المائة من المستشفيات الحكومية ستتوقف عن أداء عملها في الايام القادمة وباتت شبه مشلولة وعاجزة عن اداء نشاطها الانساني بسبب انعدام المحاليل والمستلزمات الطبية الضرورية لعملها.
حيث أوضح وكيل وزارة الصحة لقطاع الطب العلاجي ناصر العرجلي، المعين من قبل الحوثيين ان الأيام القادمة ستشهد كارثة انسانية كبرى في اليمن بسبب انعدام المحاليل والادوية والمستلزمات الصحية المطلوبة لأداء تلك المرافق الحيوية لتقديم خدماتها للمرضى.
وناشد الوكيل العرجلي منظمة الصحة العالمية واليونسيف وكافة مؤسسات المجتمع الدولي التحرك العاجل لرفع الحصار الجائر والعمل السريع للمساهمة في توفير هذه المحاليل المطلوبة للمختبرات المركزية التي تقدم خدماتها الانسانية لمئات الالاف من المرضى اليمنيين.
ويلجأ كثير من المرضى إلى المستشفيات الخاصة التي تفرض مبالغاً كبيرة لانها تقوم بشراء مستلزمات الغسيل والمشتقات النفطية مرتفعة السعر أما المعدمين