كتابات خاصة

القاتل الآخر

فكرية شحرة

تبدو فكرة تقسيم اليمن بهذا الشكل غير مخيفة للكثيرين من العامة والنخبة أيضاً بل يجدونها حلا سلميا ينهي شبح الحرب. رغم تبدل الأحداث وتغيرها وعدم التكهن بما سيحدث خلال يوم إلى أيام في اليمن من تطورات في الجانب السياسي أو حتى الميداني، إلا أن الواضح أن فكرة التقسيم لليمن هي الأبرز والأوضح، وهي الهدف الفعلي لحدوث الحرب، ومهما تخفى هذا التقسيم بأسماء مواربة كالتقسيم الفدرالي إلا أنه في حقيقة الأمر تقسيم طائفي.
وتبدو فكرة تقسيم اليمن بهذا الشكل غير مخيفة للكثيرين من العامة والنخبة أيضاً بل يجدونها حلا سلميا ينهي شبح الحرب والاقتتال.
إن الخضوع لفكرة تقسيم اليمن طائفياً شر محض لسببين بديهيين هما:
الأول: أن اليمن لم تكن حاضنة أو مرتعا لمذهب الشيعة الطائفي فمذهب الزيدية المنتشر شمال اليمن بعيد كل البعد أن جوهر التشيع المغالي والمتطرف.
الأمر الثاني: أن التقسيم يعني التوطين والتسهيل لفكر التشيع الدخيل في اليمن، وترك مساحة من الحرية له كي ينتشر ويتغلغل ويستشري في المجتمع اليمني البعيد كل البعد عن هذا المذهب لكن بوجود العمل على قدم وساق في إنشاء حوزات وجامعات في صنعاء تدرس المذهب الاثني عشري وتقيم شعائر الشيعة وتحيي مظاهرها بين عامة الناس كالاحتفاء بيوم الغدير وعاشوراء وإقامة الحسينيات واللطميات وكل تلك المظاهر المستوردة من إيران على شعب يجد في كل شيء متنفس للتقليد فما بالكم لو كان فيه ترغيب وترهيب لإتباع هذا المذهب.
تقسيم اليمن بترك النفوذ الحوثي ينفرد بشمال الوطن هو الخطر الذي سيكتسح حتى المملكة وكل جزيرة العرب، وسيحدث نفس المسلسل الدامي الذي نراه في العراق وسوريا ونستبعد حدوثه لدينا بحجة أنه لا طائفية في اليمن.
نعم لم يكن هناك طائفية لكن العمل على وجودها يسير على قدم وساق والفرص مهيئة جدا بسبب الأقلية الهاشمية المتغلغلة في النسيج اليمني ولأنهم فيما مضى حكموا اليمن فسيلجأوون لكل الطرق وأبشعها للعودة للحكم ولو عن طريق إيران وتشيعها ولقد صرحوا بهذا في أدبياتهم المختلفة.
سنجد أنفسنا في اليمن الحبيب ضحية لهذا التقسيم الذي سيفرز الوطن إلى منطقة شيعية وأخرى سنية، ولن تنتهي مأساتنا هنا بل ستبدأ فصولها الفعلية.
وهي فصول رأينا ملامحها وملاحمها في العراق وسوريا وكل منطقة وطأها التشيع، مأساة ليست خافية أو مجهولة للكثيرين بل هي بارزة كالشمس في كبد السماء، ولكننا ننساق نحو هاويتها مكمميّ العقول والتصرف.
إن الأمر الذي استبعده البعض لاستحالة حدوثه في بلد كاليمن ربما نشهده في القريب أو يعاني منه أبناءنا في المستقبل.
فتحت دعوى القبول بالآخر وشعار الوطن يتسع للجميع، نحن من يتيح الفرص لتغول جماعات لن تسمح لنا بالبقاء أو الحياة.
إن مقاومة وطرد حاملي أي فكر عنصري سلالي بنظام أمامي هو السلام الذي ننشده لوطننا، وهو ليس إلغاء للآخر، فهذا الآخر معروف أنه لن يقبل سوى وجوده الوحيد على أي أرض وسيعمل على إبادة كل سني أو مخالف مهما رضخ الآن لأي فكرة سلام تنتجها المفاوضات.
لا يوجد أمامنا من حل سوى المقاومة وإنهاء الحركة الحوثية الإمامية بكل أباطيلها وخرافاتها كي ينعم الوطن بسلام حقيقي، وكي لا نقع فيما وقعت به من سبقتنا من دول.
وإذا الشعب يوماً اراد الحياة، فلابد أن يطهر أرضه من جماعات تقتات من عبوديته لها.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي. 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى