تقول المعطيات على الأرض، إن هذا الأسبوع هو الأسوأ على مليشيا الحوثي وصالح في تعز منذ بدء الحرب. هذا هو السبب المنطقي الذي جعل وزير الدولة السابق، حسن شرف الدين، يصرخ: تعز أكذوبة الثقافة! كلما أنهكتهم تعز؛ تباكوا على الثقافة، فتتخيل أنهم جاؤوا إلى تعز للقيام بورش عن الكتابة والرسم وتعليم الموسيقى، لا ليدمروا ويفجروا ويشبعوا المحافظة قتلًا وديناميت.
تقول المعطيات على الأرض، إن هذا الأسبوع هو الأسوأ على مليشيا الحوثي وصالح في تعز منذ بدء الحرب. هذا هو السبب المنطقي الذي جعل وزير الدولة السابق، حسن شرف الدين، يصرخ: تعز أكذوبة الثقافة!
الوزير الحوثي أحس بفخامة ثقافته وهو يستخدم لفظة “أكذوبة”، فهو دائمًا ما يحس بفرادته كشخص له مميزات عن بقية اليمنيين، فهو من السلالة المقدسة، علاوة على ذلك هو المسؤول النزية الذي قطع مشاويره على متن الدراجة الهوائية، كان ذلك قبل تسقيف الطابق الثامن.
والحق يقال؛ كان الوزير أعجوبة (على وزن أكذوبة)، لدرجة أن المواطنين ذرفوا أدمعهم عند رؤيته على هذا الحال، خاصة أن السخط الشعبي كان يتفاقم بسبب فشل الحكومة إداريًا، لكن من أعضائها رجل “راكب سيكل”.
لا أحد يعرف ما الذي قدمه الوزير للبلاد أثناء توليه المنصب، وربما لا أحد يعرف اسمًا بهذا الوزير الذي يُصر على ابتزاز اليمنيين بالمشوار الذي قطعه على متن الدراجة الهوائية.
ونجل شرف الدين، راكب فوقه، فوق السيكل، كانت المليشيا التي ينتمي إليها تقوم بأنشطة محمومة داخل محافظة تعز، تجمعات في الريف والمدينة، وصار لديهم مقر داخل المدينة عُرف باسم: بيت الجن.
لم يكن أحد يعترض على هذه الأنشطة، لأنها وببساطة كانت تحت يافطة سلمية: أنشطة ثقافية. هذه الأنشطة هي التي مهدت لاقتحام تعز وتدميرها بأسلحة لم نعرف أنها تستخدم للتثقيف إلا في زمن الحوثي: المدافع والألغام، الدبابات والقناصات. إنهم بلا شك، يرسمون لوحة الدمار العظيم، ويرتقون بالثقافة مرتقى صعبًا، أولاد الألغام.
شُيدت الأبراج العالية بعد ابتلاع الدولة، والناس يموتون بفضل الحرب والجوع، تبكي أعين السياكل. هناك تناغم غريب بين بيكاسو والسيكل: السين والكاف. ربما ساورت الوزير خلجة كهذه التي تجعلك “تلخج” من هول ما ذهب إليه الوزير بصرخته: تعز أكذوبة الثقافة.
الشاعر الشاب، فخر العزب، رجح هازئًا: ربما يبني رأيه هذا لأنها ـ أي تعز ـ لم تستقبل المفكر العربي أبو علي الحاكم ولا الشاعر والروائي الكبير صادق أبو شوارب!
لم تنتظر سخرية الشاعر كثيرًا، حتى كانت الأخبار تتردد: أبو علي الحاكم يحشد القبائل للقتال في تعز ويحذرهم: نكون أو لا نكون.
يبدو أن الرجل لديه نشاط ثقافي دسم سيستضيف أدونيس.
وعلى كلٍ، هذه هي المرة الخامسة على الأقل، التي ينزل فيها أبو علي إلى تعز. كلما تعرضوا لضربة موجعة أرسلوا لها الرسام من باب إرهاب أبناء المحافظة، وكأن الرجل مخطط عسكري كبير، لا رعديد يُضحي بالآخرين على هامش اللوحة ثم يعود إلى صنعاء.
أهلًا بك أبو علي.. هتلر كان رسامًا.. حتى اختلف الناس في نهايته!.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.