عربي ودولي

حرائق الغابات والأحراش.. نقطة ضعف إسرائيلية (إطار)

تعتبر الحرائق من الكوارث، دائمة الحضور في إسرائيل، بشكل شبه سنوي، حيث تندلع النيران في الغابات والأحراش، لعدة أيام، قبل أن تتمكن طواقم الإطفاء من السيطرة عليها.
 يمن مونيتور/القدس/الاناضول
تعتبر الحرائق من الكوارث، دائمة الحضور في إسرائيل، بشكل شبه سنوي، حيث تندلع النيران في الغابات والأحراش، لعدة أيام، قبل أن تتمكن طواقم الإطفاء من السيطرة عليها.
ورغم إصدار الكثير من التوصيات من قبل لجان التحقيق، التي شكلت عقب الحرائق التي حدثت خلال الأعوام الماضية، ورغم الكثير من الأموال التي أنفقت، إلا أن حدوث الحرائق، ما زال مستمرا.
ويتواصل اشتعال النار في العديد من المواقع في إسرائيل، وخاصة وسط وشمالي البلاد، منذ يوم الثلاثاء الماضي، وهو ما دفع الحكومة إلى طلب المعونة من 6 دول.
وأخلت الشرطة وطواقم الإسعاف والإطفاء الإسرائيلية، عشرات الآلاف من المواطنين الإسرائيليين، من منازلهم في مدينة حيفا (شمال) بعد اشتداد الحرائق فيها.
وتساعد الرياح القوية في توسع نطاق النيران التي يقول مسؤولون إسرائيليون إن بعضها متعمد.
ويتوقع المراقبون تشكيل لجنة تحقيق جديدة، عقب الانتهاء من إطفاء الحريق الحالي، ليس فقط لمعرفة أسباب الحريق الحالي، ولكن أيضا لتقييم الإمكانيات الإسرائيلية من جانب، وأسباب الفشل في مواجهة الحريق من جانب آخر.
حريق حرب يوليو/تموز
خلال حرب لبنان، التي شنتها إسرائيل، ضد منظمة حزب الله، في يوليو/تموز عام 2006، اندلع حريق في عدة جبال بسبب الصواريخ التي أطلقتها المنظمة اللبنانية تجاه شمال إسرائيل.
واحترقت الأحراش التي تعلو جبل الجرمق، وعدد من جبال الجليل بالإضافة إلى بعض المرتفعات في الجولان السوري المحتل بالكامل.
لكن هذه الحرائق، لم تلق اهتماما إعلاميا آنذاك، بسبب الحرب الطاحنة التي استمرت لأكثر من شهر.
وأوصت السلطات العسكرية والأمنية الإسرائيلية، بُعيد انتهاء حرب لبنان، بإجراء تدريبات سنوية على مستوى الدولة، لمواجهة أخطار الهجمات الكيماوية والحرائق والزلازل وأشكال متنوعة من الكوارث.
وخلال السنوات العشر الماضية، شاركت كل المستشفيات والوزارات والمئات من المؤسسات والشركات في هذه التدريبات بناء على التوصيات الحكومية وتم رصد ميزانيات مالية كبيرة.
وتدرب عدد كبير من الجنود على مواجهة هذه الحالات، وتم تشكيل فرق مكافحة الكوارث وذلك لتصدي لحوادث مماثلة أو محتملة في المستقبل.
وشاركت هذه الفرق في المساعدة بعدد من الكوارث في العالم، إلا أن حريق الكرمل الذي اندلع بعدها بأربع سنوات أكد الفشل مرة أخرى ولم تكن الاستعدادات، كافية فتم زيادة التدريبات والميزانيات حسب تحقيق الكرمل.
حريق الكرمل
ويعد حريق الكرمل، الذي نشب في ديسمبر/ كانون أول 2010 من أكبر وأخطر الحرائق التي شهدتها إسرائيل، بسبب اقترابه من مصفاة البترول ومنشآت صناعية ضخمة.
وراح ضحية هذا الحريق 44 إسرائيليا.
وتشكلت لجنة تحقيق خاصة، عقب إطفاء الحريق، وحمّلت في نهاية عملها وزير الداخلية ايلي يشاي آنذاك مسؤولية كبيرة، لأنه المسؤول المباشر عن عمل طواقم الإطفاء.
وذهب التحقيق إلى أن الخلل كان في نقص الأدوات والآليات المستخدمة في إطفاء الحرائق، والتي نفدت من المخازن، مما أطال من عمر الحريق.
وحمّل التحقيق وزير المالية يوفال شتاينتس، المسؤولية، لأنه لم يصرف الأموال اللازمة لشراء وتطوير الأدوات، خاصة بعد ظهور سيارات إطفاء تعود لعشرين سنة وماتزال في الخدمة.
واتهمت اللجنة أيضا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالتقصير، ومعه وزير الامن الداخلي، إلا أن مراقب الدولة الذي أصدر التحقيق لم يأمر بعزل أو اقصاء أي وزير.
وقُتل خلال حريق الكرمل، عدد من السجانين والمساجين الذين فروا من سجن الدامون، وعلقت حافلتهم في الحريق.
واتهم آنذاك شاب من الطائفة الدرزية برمي جمرات في الاحراش، عقب رحلة استجمام، عن طريق الخطأ، لتندلع الحرائق وتقضي على عشرات الآلاف من الأشجار في مسطح بمساحة ثلاثين ألف دونم (الدونم ألف متر مربع).
حرائق غابات القدس
نشبت خلال السنوات القليلة الماضية، عدة حرائق متفرقة في غابات القدس، إلا أنها لم تكن بخطورة الحرائق المندلعة حاليا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى