شعار «الموت لأميركا» ظل اللافتة التي يجيش بها الحوثيون أتباعهم ومن يضحكون عليهم بالعداء المزعوم لمن كانوا يسمونهم مثل داعمتهم إيران بـ «الشيطان الأكبر» وهو عداء لفظي فقط أثبتت الأيام أن الطرفين سمن على عسل.
شعار «الموت لأميركا» ظل اللافتة التي يجيش بها الحوثيون أتباعهم ومن يضحكون عليهم بالعداء المزعوم لمن كانوا يسمونهم مثل داعمتهم إيران بـ «الشيطان الأكبر» وهو عداء لفظي فقط أثبتت الأيام أن الطرفين سمن على عسل.
الحوثيون كوكيل محلي لطهران في اليمن استوردوا منها هذا الشعار مثل غيره من الأفكار والأدبيات وباسمه يقتلون اليمنيين منذ عامين بحجة مواجهة «العدوان الصهيوأميركي» وهي التسمية التي تستخدمها وسائل إعلامهم لوصف المقاومة الشعبية ومن يدعمها من الأشقاء.
الموت الذي يزعمون أنهم يهدونه للأميركيين يحصد أرواح اليمنيين ويختطف الأحياء منهم ويدمر مقدرات دولتهم وهذه هي الجغرافيا التي يقاتلون فيها منذ بدأت أولى شرارة الحرب الأولى مع الدولة عام 2004 في محافظة صعدة.
خلال مقابلته مع إحدى وكالات الأنباء الإيرانية برر محمد علي الحوثي لقاء وفدهم في مسقط بوزير الخارجية الأميركي بأنه نتيجة لما وصفه بصمودهم الذي جعل الأميركان يرضخون لهم، وهو يعلم جيدا أن اللقاءات لم تنقطع بين الطرفين من بدء الحرب وليس صحيحا أن اللقاء الأخير نتاج للصمود المزعوم.
وفي مسقط أيضا كان وفدهم مبتهجا بالهدية التي قدمها لجون كيري وهي إفراجهم عن مواطن أميركي اعتقلوه بتهمة رفع إحداثيات للتحالف العربي، في حين يرفضون إطلاق سراح المختطفين اليمنيين بحجة تأييدهم لما يسمونه «العدوان الأميركي»، وهم أفرجوا عن مواطني الدولة التي يُفترض أنها عدوهم.
الشعار بحسب حمزة الحوثي «ليس تعبيرا حقيقيا عن موقفنا من أميركا وهو مجرد شعار داخلي» وهذا بالضبط ما قاله الرجل لمسؤول أميركي عندما التقاه في الكويت خلال المشاورات.
ومع كل عملية إفراج لمواطن أميركي، كان اليمنيون يسخرون من الحوثيين على مواقع التواصل الاجتماعي ويكتبون متمنين على أميركا منح جنسيتها لمختطفينا حتى يُطلق سراحهم وبعدها تسحبها، لأن الحوثي لا يفرج إلا عن مواطنيها.
الشعار هو الصرخة التي يرددها أتباع الحوثي ليلا ونهارا ومن خلاله تحشد به قيادتهم المقاتلين للجبهات وتبرر تأخير ما وعدتهم به من انتصار بأنها تواجه «عدوان» عالمي بقيادة أميركا.
يحتاج أتباع الحوثي وقتا طويلا حتى يفيقوا ويصحوا من سباتهم بأن هذا الشعار لم يكن إلا مجرد خدعة يقودهم للموت، وليس هناك عدو أميركي موجود في اليمن ليقاتلوه غير مواطنين يمنيين مثلهم أنستهم التعبئة العقائدية هذه الحقيقة.
أميركا ليست جغرافيا اليمن حتى تواصلوا خياركم الانتحاري بالحرب للنهاية وفي الأخير لن تنتصروا بعد كل هذه التضحيات الكبيرة ولا يمكن يعود التاريخ إلى ما قبل ثورة 26 سبتمبر 1962 مهما طال أمد المعركة.;
نقلا عن العرب القطرية