“الكلاشنكوف”.. إغراء الحوثيين لتجنيد الأطفال اليمنيين
قبل أن تظهر نتيجة الثانوية العامة، وقع الطالب اليمني في شباك سماسرة من جماعة “الحوثيين”، الذين أرسلوه إلى القتال، وعندما ظهرت نتيجته الأسبوع الماضي بمعدل 92% كانت أمه تبكي ليس فرحا بالنتيجة، بل قهراً على ابنها الذي ذهب دون علمها.
يمن مونيتور/ صنعاء/ متابعة خاصة:
قبل أن تظهر نتيجة الثانوية العامة، وقع الطالب اليمني في شباك سماسرة من جماعة “الحوثيين”، الذين أرسلوه إلى القتال، وعندما ظهرت نتيجته الأسبوع الماضي بمعدل 92% كانت أمه تبكي ليس فرحا بالنتيجة، بل قهراً على ابنها الذي ذهب دون علمها.
طرقت الأم الصنعانية التي تسكن “سوق حجر” بمنطقة “حدة” وسط العاصمة اليمنية، كل الأبواب من أجل عودة ولدها الذي فقد أباه سابقاً. عرضت كل ما تملك ثمناً لعودة ولدها البالغ من العمر 18 عاماً.
تتحدّث الأم وهي تبكي بحرقة، وتعرض ذهبها، وتستجدي قائلةً: “يأخذوا ذهبي ويرجعوا ولدي”. في تقرير طويل لصحيفة “العربي الجديد” القطرية الصادرة من لندن.
سكان محليون أفادوا بأنّ سماسرة ينشطون في حارات العاصمة صنعاء ويستهدفون المراهقين، ولهم طرقهم في إقناع المراهقين بالقتال في صفوف الحوثيين.
وبحسب السكان “كثف السماسرة من نشاطهم منذ أكتوبر/تشرين الأول؛ إذ تفاجأت مئات الأسر باختفاء أحد أبنائها وتم إبلاغهم أنه أصبح مع المجاهدين”، وهو الاسم الذي تطلقه جماعة الحوثي على مقاتليها، وفق ما نقله موقع “يمن برس”.
وكشفت مصادر أمنية أن صفقات جلب المجندين تدار من قبل سماسرة على تواصل مع مشرفي جماعة الحوثي في جبهات القتال؛ حيث تدفع الجماعة قيمة كل مجند يتم جلبه 100 ألف ريال (500 دولار) يتم اقتسامها بين السمسار والمشرف الحوثي في جبهة القتال.
بدوره، أكد عبدالله نور الدين، أحد أفراد الأمن العام بصنعاء، أن السماسرة لديهم قدرات غير عادية في إقناع المراهقين بالذهاب إلى مناطق القتال دون إخبار أهاليهم؛ إذ يتم إقناع المراهق أنه في مهمة دينية ووطنية وسيكون له شأن، ويتم إغراؤه بتسليمه بندقية كلاشينكوف.
وقال نور الدين: “خلال الشهرين الأخيرين اختفى عشرات الشباب من حارة واحدة بصنعاء، تركوا هواتفهم ورسالة وصية لأهلهم، وقالوا إنهم ذهبوا للجهاد، ولم أكن أدرك خطورة الأمر حتى اختفى ابن أخي الطالب في الصف الثاني الثانوي بإحدى مدارس صنعاء، والبالغ من العمر 16 سنة”.
وأوضح أنه بعد الوصول إلى مندوب جماعة الحوثي، عرفنا أنه تم إرسال ابن أخي للقتال في جبهة نهم، وأن عودته لأهله صعبة إن لم تكن مستحيلة، وأن التواصل معه مستحيل، بينما أمه لا تتوقف عن البكاء وتخشى أن يعود ولدها جثة هامدة.
إلى ذلك، قال أحد سكان صنعاء، إنّ ابنه البالغ من العمر 16 سنة اختفى فجأة وبعد أيام أوصل شخص هاتفه مع رسالة وصية، ليسمع بعد شهرين خبر مقتل ابنه خلال الحرب بجبهة تعز.
وأعلنت القوات الحكومية سابقاً، عن أسر العشرات من الأطفال والقاصرين الذين يقاتلون في صفوف الحوثيين، وقالت إنها ألحقتهم بفصول دراسية لتأهيلهم نفسياً للعودة إلى مدارسهم، ونشرت صوراً للأطفال الأسرى في فصول دراسية.
وأفرجت السلطات المحلية في مدينة مأرب، الأحد الماضي، عن 5 أطفال كانوا أسرى لدى القوات الحكومية، حسب مصادر حكومية وأخرى حقوقية. وذكرت المصادر أن الأطفال تراوح أعمارهم بين 12 إلى 15 عاماً.
ويقول مراقبون إن لجوء الحوثيين إلى تجنيد الأطفال يشير إلى نقصٍ كبير لأعداد المقاتلين في صفوفهم، رغم أن جماعة الحوثي أجبرت عناصر قوات الأمن المركزي وقوات النجدة على الالتحاق بجبهات القتال، وقامت بقطع رواتب كل من يرفض.