اخترنا لكمتراجم وتحليلاتغير مصنف

الكساد السياسي واحتمالات الحرب الدائمة في اليمن

تمر الدولة اليمنية بمرحلة من الكساد السياسي يضرب التنظيمات السياسية المحلية كما تغلل في الجهود الدبلوماسية منذ تقديم خارطة الطريق التي تقدم بها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي. يمن مونيتور/ وحدة التحليلات/ خاص:

تمر الدولة اليمنية بمرحلة من الكساد السياسي يضرب التنظيمات السياسية المحلية كما تغلل في الجهود الدبلوماسية منذ تقديم خارطة الطريق التي تقدم بها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

بقي صوت الرصاص هو الدائم في وقت بدأت الحكومة اليمنية والحوثيين في ترتيب شؤون السيطرة والحكم، مايشير إلى مرحلة طويلة الأمد من الصراع يؤسس لخسارة المسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق امتيازات الحل السياسي، في ظل فشل جهود دبلوماسية (أمريكية وبريطانية وفرنسية) ضاغطة على الحكومة الموالية لـ”هادي” للموافقة على خارطة الطريق.

من تلك الخطوات طويلة الأمد توجيه الرئيس عبدربه منصور هادي، اليوم الخميس، بآليات جديدة لصرف رواتب القوات العسكرية، ووفقاً لمصدر عسكري، فإن هذه الخطوة ستحد من موضوع الازدواج في الصرف، وكذا ستكون واقعية، بمعنى أن الراتب سيصل فقط إلى الذين في الجبهات وليس كل من لديه رقم عسكري، وهذا ما سيوفر سيولة كانت تذهب لمنقطعين عن الجبهات أو مكررين”؛ وهذه الآلية ستأخذ وقت للإعداد والتنفيذ كما أنها تبتعد عن تحقيق آمال قريبة بتطبيع الأوضاع بما فيها القوات الباقية في مناطق سيطرة الحوثيين.

كما أصدر هادي قرارات بتغييرات عسكرية جديدة شملت عدة مناطق عسكرية بما فيها والتي يعّول على الأولية العسكرية التي تم تدريبها في المنطقة العسكرية الأولى حضرموت (شرق) في خوض معارك تحرير بقية المناطق، وشملت التعيينات شخصيات تحمل عداءً كبيراً للحوثيين من بين هؤلاء ” العميد الركن ثابت مثنى جواس الذي جرى تعيينه قائدا لمحور العند قائدا للواء 131 مشاة”.

من جهته يستمر تحالف الحرب الداخلية في صنعاء في غزو المؤسسات الحكومية، وسط تنازع بين الطرفين (الحوثي وحزب الرئيس اليمني السابق) بشكل خفي ويتصاعد كلما جرى الحديث عن حل سياسي، فقد قام الحوثيون باستبدال معلمين مضربين عن التعليم بآخرين ينتمون إلى الجماعة، كما قامت الجماعة بتعيين قرابة 300 موظف في مؤسسة الثورة للصحافة والنشر (الحكومية). كما أن تنصل الحوثيين التخلي عن ما يسمى بـ”اللجان الثورية” التي كانت تقوم بمهام إدارة الدولة قبيل تشكيل المجلس السياسي، يضع هيكل الدولة والمناصب بشكل موازي.

وتتويجاً لإخفاق المجلس السياسي في الإعلان عن تشكيل “حكومة إنقاذ” بعد أكثر من 3 أشهر من التلويح بها، جعل الحوثيين يعلنون عن حكومة “الشباب المستقل” وأدت يميناً رمزياً أمام أعضاء في البرلمان الخاضع لسيطرتهم، أمس الأربعاء، وحسب ما جاء في وسائل إعلام موالية للحوثيين فستكون مهامها مساندة الحكومة التي لم تشكل أصلاً.

واستفاد الحوثيون، منذ ما قبل اجتياح العاصمة صنعاء، بشكل كبير من تحالفهم مع صالح، فبالإضافة إلى قتال قوات صالح وحلفائه القبليين بجانب الحوثي داخل اليمن وفي الشريط الحدودي، فُتحت لهم مخازن الأسلحة التي كان صالح يحتفظ بها طيلة فترة حكمه الـ33 عاما، وخصوصا الصواريخ الباليستية التي تم تطوير مداها مؤخرا.

من ناحية أخرى تظهر التحركات الدبلوماسية الغربية الضاغطة كادساً في النتائج، فأخبر رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر السفير الأمريكي ماثيو تولير، أمس الأربعاء، أن تحقيق السلام في اليمن يتطلب إزالة مظاهر الانقلاب عن السلطة. سبق أن أخبر بن دغر الصحافي السعودي جمال خاشقجي أن تسليم الحكومة لخارطة ولد الشيخ يعني سقوط دائم لليمن في الصراعات -حسب مقال نشره السبت الماضي، فهي تحفظ سلاح الحوثيين-وإن كان مؤقتاً- وتشرعن الانقلاب وتفكك الشرعية.

ويعتقد الطرف الحكومي أن خارطة الطريق التي أعلنها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، تملك نقاط ضعفها ولا يمكن نجاحها بل ستدخل البلاد في حالة تشظي مستمر، وهو ما أشار إليه نصر طه مصطفى مستشار الرئيس اليمني في مقال بصحيفة الحياة السعودية- (أمس الأربعاء)-وقال: “من يمعن التأمل في خريطة طريق كيري اليمنية (..) فإنها، تهدف فقط الى نزع سقف الشرعية عن البلد بأكمله باستبعاد الرئيس عبدربه منصور هادي ونائبه الفريق علي محسن صالح وبالتالي وضع كل الأطراف المعنية على قاعدة الانفلات والفوضى واللادولة ليعملوا – في ظل خلافاتهم العميقة – على بناء سقف مشروعية جديد لا يستند الى أساس واضح ومحدد”

وأضاف: “وهو أمر يدرك كل من يعرف اليمن معرفة جيدة أنه لا يمكن أن ينجح وأن البلاد ستدخل بسببه في حالة التشظي والتجزئة وعصر الدويلات”.

كما التقى نائب الرئيس والجنرال القوي في دائرة هادي، الفريق الركن علي محسن الأحمر،  الملحق العسكري في السفارة البريطانية جيم مايبري والمستشار في السفارة لشؤون الاستقرار جوناثان باروننينج، وأكد الأحمر ما ذهب إليه بن دغر، فيما عبر مابيري عن أمله بوقف إطلاق النار في البلاد.

يأتي ذلك في وقت أعلنت الحكومة اليمنية بدء عمليات عسكرية واسعة في “تعز” و “حجة” و “الجوف” و”مأرب” فيما كثف التحالف العربي من غاراته واليوم الخميس فقط شن الطيران حوالى 50 غارة استهدفت مواقع عسكرية للحوثيين في البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى