جولات الصراع المقصود بها تحسين شروط الجلوس على طاولة المفاوضات، وصناعة الفلاشات الدعائية لن تفيد الشرعية. ليس ما يثبط من عزيمة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في دحر الانقلابيين أكثر من نشطاء ومثقفين يؤدي تساهلهم في استعادة الدولة إلى اظهار معاناة الناس بسبب الحرب، وتحويل رغبتهم في السلام إلى مرادف للتفاوض مع المليشيات، لفرض ارادتها على اليمنيين جميعا بحجة ايقاف الحرب!!
كما أنه ليس هناك اسوأ على الجيش والمقاومة الشعبية من صحفيين واعلاميين يسعون إلى تبرير التجاوزات التي تحصل خلال القتال من تمثيل وقتل في حق الخصوم، لأن ذلك يخلخل التماسك الشعبي حول الجيش، فالالتزام بأخلاق الحرب خلال الصراع هي من تمنح الجيش والمقاومة مشروعيتهما، بدون ذلك فإنه يتحول إلى انعكاس لخصومه من العصابات الانقلابية..
يحاول الانقلاب في اليمن فرض ارادته علينا جميعا بالحرب أو بالسلم، وهو لا ينتهي برغبة منه، ولا بتسوية محكومة بشروطه، فزواله لن يتم إلا متى أزاله اليمنيون بالفعل لا بالقول.
إن جولات الصراع المقصود بها تحسين شروط الجلوس على طاولة المفاوضات، وصناعة الفلاشات الدعائية لن تفيد الشرعية، لكنها ستعمل على تآكلها يوما بعد يوم، حتى لا يجد فيها الشعب ما يغري بالالتفاف تحت رايتها..
ليست الحرب قدر اليمنيين كما يقول الخالد عبد الله البردوني لأن “ارتزاق واحتراف الحروب ليس قدرا حتميا على هذا الشعب، وانما هو الفرصة الذهبية النادرة في أزمة الحرمان من الحقوق الشرعية، وأزمة الطموح المشروع، ولما عجز الشعب عن تحقيق طموحه الحقيقي استغل كل بادرة لاثبات وجوده وشعور الكبار بالضرورة إليه”.