تهب فيه دماء جديدة وكأنها الدماء من توقظ الدماء، تهب ببذخ الوجع الذي سكن شوارعها وحواريها وقلوب أهلها. تهب طوفان من الفداء كي يزيل وسخ أقدام القتلة الذين وطؤها. تقدمي تعز وروح اليمن معك، فأنت لا تقاتلين عن حوض الأشراف أو الجحملية..
أنت لا تدحرين القتلة عن ساحتك فقط، لقد عقد بك الأمل، وصرت روح المقاومة ضد الوجود العنصري في اليمن، أنت كاسحة ألغام الطائفية فوحدي صفوف أبنائك من كل ربى الوطن وتقدمي فدتك أرواحنا يا بلاد المشاقر والرياحين.
معاناتك التي دامت شهوراً طويلة هي وقود الصمود وتجويعك وتعطيشك ومحاصرتك كل ذلك هو التضمير ليوم السبق والفوز بالنصر.
تعز هي قلب كل يمني حرّ وشريف، ولن يمثلها سوى الشرفاء والأحرار، أما الساقطون فتحت الأقدام موطنهم.
هي تعز جذوة من نور ونار في كف وطن انحنى من ثقل الوجع، هي ما يستضاء به في حلكة التفاوض والتنازل ومزايدة البعض وتخاذل الآخر، هي الثبات بين التراجع والتقدم تخطو بقدميها العارية من السند والمساندة وتصنع قفزة تعيد الروح للهمود.
فكلما تراجع منسوب الحماس والأمل في القلوب والهمم، اشعلت تعز جذوته بانتفاضة وجود.
تهب فيه دماء جديدة وكأنها الدماء من توقظ الدماء، تهب ببذخ الوجع الذي سكن شوارعها وحواريها وقلوب أهلها. تهب طوفان من الفداء كي يزيل وسخ أقدام القتلة الذين وطؤها.
كل مرة يا تعز ترفعين الرؤوس المنكسة نحو جلال مقامك، فأنت هي بحق مدينة السلام.
فمحاربة الطغاة والوقوف بوجه أطماعهم، هو ما يصنع السلام وليس الخضوع لهم.
ستظلين شوكة الحق التي لن تُكسر، مغروزة في حلق الطاغوت فيُستعصي عليه ابتلاع الوطن كلما همّ بابتلاعه.
وذلك النعيق الخافت الذي يلوم فرحتنا بانتصاراتك هو من يزايد بالدماء ويريده خنوع بلا انتفاضة.
نعم، تعز تقبل وتدبر فكل حرب هي كر وفر، والعار ألا تنتفض كل مرة تخسر فيه شبرا من شرف الحرية والوجود لهذا الوطن.