أيام صعبة أيتها الغالية، وكل يوم يأتي أصعب من الآخر، حتى أننا بتنا نعتقد أن السعادة لا وجود لها إلا في الأحلام. كنا نحسب أن الأمر سينقضي، وكل شيئ سيكون جميلاً، لكن الواقع كان عكس ذلك تماما.
أيام صعبة أيتها الغالية، وكل يوم يأتي أصعب من الآخر، حتى أننا بتنا نعتقد أن السعادة لا وجود لها إلا في الأحلام.
كنا نحسب أن الأمر سينقضي، وكل شيئ سيكون جميلاً، لكن الواقع كان عكس ذلك تماما.
أحلامنا ما تزال تتنفس الحياة على قيدها، تنتظر موعد اللقاء مع الحقيقة الجميلة.. ما يزال لدى أحلامنا أمل أن تعايش الواقع ولو لوقتٍ قصير؛ لكن الواقع هو من يفرض علينا أن نقطع حبل الأمل، وأن ننظر لما نحن فيه من أوجاع وآلام.. فالذين يموتون جوعاً، ولا يجدون المسكن الذي يأوون إليه، وينامون على أرصفة الطرقات.. هم من أبناء وطننا.
وهذه الأزمة التي فرضت علينا ها هي تذبح أحلامنا كل حين، وتقطف أرواحاً من حقها أن تعيش كبقية العالمين.
ما يزال يا صديقتي حديث أمي يجول بخاطري، وتنهداتها تطرق أذني بعنف شديد، حينما كانت تخبرني عن مرحلة من مراحل اليمن الحبيب التي مرت عليه.. كانت تتنهد كثيراً وهي تقول:”كنا سعداء في ذلك الوقت، وكنا لا ندري غنيهم من فقيرهم.. الشعب جميعه يعيش ولو بجزء من الراحة، وقد تصل عند البعض إلى الرفاهية.. رخصٌ في الأسعار وطمأنينة في الأجواء وسكينة في القلوب.. رعى تلك الأيام، تضيف أمي.
أما الآن يا صديقتي فلا راحة بال، ولا وسكينة أنفس، وإذا حاولنا جاهدين أن نريح أنفسنا قليلاً من ضنك الحياة تصعقنا كارثة مدمية للقلوب؛ وكأنه قد كتب على جباهنا الشقاء الدنيوي كله.
أتمنى أن ألقاك قريباً، وأن نرى معاً العصافير وهي تعود إلى وكورها تتمتع بحرارة اللقاء بعد الفراق الأليم، وتنعم بالعيش الرغيد بعد قسوته وشظفه، ونشتم العبير الذي يفوح من حديقة قريتنا الصغيرة، ونداعب الورود بأيدينا في بلدتنا هذه التي تمتلئ الآن ركاماً وأشلاء، ونضحك كثيراً.
لنفرح لأننا بخير، لنرى السلام مصافحاً جباه الذين من حولنا، لنجد الأمن هامساً إلى أذن الثرى، أن أخرجي براعمك فقد آن الأوان لنعيش سعداء.
ما زالت يا صديقتي عروقنا تنبض بشوق شديد لحياة جميلة وما زالت أرواحنا تحب البقاء.
نسأل الله لأنفسنا مزيداً من الصبر والجلد كي نستمر في العيش، رغم الواقع الأليم.