حراك دبلوماسي وسياسي يستهدف الرئيس اليمني.. هل ينحني ويوافق على اتفاق مسقط؟
قبل ساعات من انتهاء يوم الخميس المقرر على بدء وقف إطلاق النار حسب إعلان جون كيري وزير الخارجية الأمريكي تشهد العاصمة السعودية الرياض حراكاً دبلوماسياً أمريكياً وفرنسيا ضاغطاً إلى جانب لقاءات للرئيس اليمني مع مستشاريه.
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
قبل ساعات من انتهاء يوم الخميس المقرر على بدء وقف إطلاق النار حسب إعلان جون كيري وزير الخارجية الأمريكي تشهد العاصمة السعودية الرياض حراكاً دبلوماسياً أمريكياً وفرنسيا ضاغطاً إلى جانب لقاءات للرئيس اليمني مع مستشاريه.
ويبدو أن الرئيس اليمني وحكومته في طريق الانحناء لضغوط دولية مكثفة، بما فيها التسريبات عن موافقة السعودية والإمارات على “اتفاق مسقط” والذي أعلنه وزير الخارجية الأمريكي.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية إن مسؤولين أمريكيين قدما اعتذاراً من وزير خارجية بلادهما جون كيري، للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بشأن تصريحاته الأخيرة.
جاء ذلك خلال لقاء نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي تيم ليندر كينغ، وسفير الولايات المتحدة لدى اليمن ماثيو تولر، الرئيس هادي في العاصمة السعودية الرياض.
وحملا للرئيس اليمني عدة رسائل من كيري تتضمن الاعتذار عما حصل وفُسر في وسائل الإعلام التي أخرجت الأمر عن سياقه، دون ذكر سبب الاعتذار مباشرة.
وحسب الرسالة فإن وزير الخارجية الأمريكي قال: ” لايمكن للسلام ان يتحقق الا بقيادة اليمن الشرعية باعتبارها اساس السلام وداعية دائمة له خلال محطات السلام والمفاوضات المختلفة”.
وأضاف ” ان خارطة الطريق هذه لا تعد اتفاقيه بل مرشدا ودليل اولي لبدء واستئناف المفاوضات التي يمكن طرح فيها ومن خلالها ما يمكن لانجاح فرص السلام دون تدخل او ضغوط من احد باعتبار الحل في النهاية يصنعه اليمنيون انفسهم.
وكان كيري قد قال في تصريحات صحفية في ختام جولة شملت سلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة، إن أطراف الأزمة اليمنية اتفقوا على وقف الأعمال القتالية في اليمن اعتبارا من الـ17 من الشهر الجاري، والعمل من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية يمنية بحلول نهاية العام.
وأكدت وزارة الخارجية الأميركية أن جماعة الحوثي والتحالف العربي اتفقا على وقف إطلاق النار باليمن، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية إليزابيث ترودو إن الحوثيين وافقوا أيضا على خريطة الطريق الأممية التي تشمل تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة في البلاد.
كما ألتقى نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن الأحمر، السفير الفرنسي لدى اليمن كريستيان تستو بحضور نائبه أرمان ماركريان، وأكدا الرجوع للمرجعيات الثالث وعلى رأسها قرار مجلس الأمن (2216) الذي يلزم الحوثيين بالانسحاب من المدن وتسليم السلاح.
وعقب اللقاءين رأس عبدربه منصور هادي اجتماعاً مع نائبه ومستشاريه، لمناقشة مستجدات الأوضاع على الساحة الوطنية بشقيها الميداني والسياسي.
ولم تشر وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) إلى تفاصيل كثيرة حول ما تم مناقشته، لكنها اشارت إلى تأكيدهم (وحدة الصف) و(الالتزام بمسارات السلام الحقه).
ويبدو أن الحراك الدبلوماسي يأتي امتداداً لرؤية غربية مشتركة قادها جون كيري في مسقط والتي أدت إلى توقيع وفد الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، امس الاربعاء رسميا على وثيقة مبادئ تضمن التزامهم بوقف اطلاق النار اعتبارا من اليوم الخمس، والانخراط في مفاوضات جديدة نهاية الشهر الجاري.
وتتضمن الوثيقة التي وقعها عن جماعة الحوثيين رئيس وفدها المفاوض وناطقها الرسمي المتواجد في العاصمة العمانية مسقط محمد عبد السلام، وعن حزب المؤتمر الشعبي امينه العام عارف الزوكا، موافقة حلفاء الحرب الداخلية على الالتزام ” ببنود اتفاق 10 ابريل 2016 الخاص بوقف الاعمال القتالية اعتباراً من اليوم الخميس، شريطة التزام الأطراف الأخرى بتنفيذ ذات الالتزامات”.
وبموجب الوثيقة التي تضمنت بنود اتفاق مسقط التي كشف عنها وزير الخارجية الاميركي امس الثلاثاء، وافق حلفاء صنعاء على ارسال ممثليهم للمشاركة في لجنة التهدئة والتنسيق العسكرية المشتركة، ومقرها مدينة ظهران الجنوب السعودية.
كما تنص الوثيقة على قبول الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي بخارطة الطريق بما في ذلك التراتبية الزمنية التي قدمها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد كأساس للتفاوض من اجل التوصل الى تسوية شاملة للصراع.
كما يتعهد تحالف الحوثيين وحزب الرئيس السابق بالانخراط في جولة محادثات جديدة بعد عشرة ايام.
ويؤكد الاعلان التزام حلفاء صنعاء بالانسحاب من العاصمة صنعاء وتشكيل حكومة وحدة وطنية، قبل نهاية عام 2016.
ورغم تكتم وسائل إعلام جماعة الحوثي، بشكل كبير على اللقاء الذي جمع وفدهم بوزير الخارجية الأمريكي، إلا أن مصادر صحافية تحدثت لصحيفة القدس العربي (الصادرة من لندن) أن كيري أبلغ الحوثيين أن هذه أفضل فرصة لهم للحصول على اتفاق يحفظ لهم حضورا وتأثيراً كبيراً مستقبلاً، وأن عليهم القبول بهذه الخارطة حفاظاً على مصالح إيران في المنطقة واستمرار تأثيرها في اليمن مستقبلا.
وأضافت المصادر التي رفضت الإفصاح عن هويتها أن كيري حث الحوثيين على عقد اتفاق من خلال الإدارة الأمريكية الحالية، محذرا من أنهم لن يحصلوا على عشرة بالمئة من هذا الاتفاق في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترامب الذي لن يرحب بأي نفوذ لإيران في الجزيرة العربية ولن يسمح لها بتهديد دول الخليج.
وأكدت المصادر أن كيري أبلغ الحوثيين بوقف أي إجراءات انفرادية ووقف تشكيل الحكومة المتفق عليها مع صالح لضمان نجاح الاتفاق.
المصادر الخاصة تؤكد لـ”القدس العربي” ان كيري أبلغ الحوثيين أن الإدارة الأمريكية ستمارس ضغطا كبيرا على السعودية لإنهاء أي دور مستقبلي للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لكنه لا يضمن حصول ذلك في ظل عدم اقتناع دول التحالف العربي وفي هذا الحال سيكون عليهم قبول الشراكة معه لفترة انتقالية محدودة.
بدوره اعتبر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الخطة بمثابة تهميش له؛ حيث تنص على تعيين نائب له (ترجح بعض المصادر أن يتم طرح اسم مستشاره ونائبه السابق خالد بحاح) تؤول إليه صلاحيات الرئيس، على أن يظل هادي رئيسا شرفيا حتى إجراء انتخابات رئاسية، بعد عام من توقيع اتفاق سلام.