المعارك تشتد ضراوة في اليمن والحوثيون يفقدون مواقع استراتيجية
تشتد المواجهات العسكرية في جبهات القتال اليمنية ضراوة مع الجدّل الدائر حول إعلان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري هدنة من المفترض أن تبدأ غداً الخميس (17 نوفمبر/تشرين الثاني) في وقت لم يعلن عن موعدها المحدد.
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
تشتد المواجهات العسكرية في جبهات القتال اليمنية ضراوة مع الجدّل الدائر حول إعلان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري هدنة من المفترض أن تبدأ غداً الخميس (17 نوفمبر/تشرين الثاني) في وقت لم يعلن عن موعدها المحدد.
ففي مدينة تعز وسط البلاد أفادت مصادر ميدانية لـ”يمن مونيتور” بأن قوات الجيش والمقاومة تمكنت من التقدم في الجبهة الشرقية للمدينة واستكملت السيطرة على مناطق “الجحملية العليا” وتطهير”حارة قريش” والمستشفى العسكري، ومقر قناة “السعيدة” والمركز الثقافي ومدرستي” أسماء والكويت”، وصولا إلى محيط “تبة السلال” المطلة على القصر الجمهوري.. مشيرة إلى أنه تم تحرير عشرات المختطفين من المدنيين الذين كان المسلحون الحوثيون يقومون باحتجازهم بأحد المنازل في محيط المستشفى العسكري بالجحملية العليا.
كما تمكنت القوات الحكومية التي تخوض مواجهات عنيفة منذ أمس الثلاثاء في ثلاثة محاور بالجبهة الشرقية (ثعبات – الجحملية – المحافظة) من الالتحام في حي العسكري، حسبما أفاد مراسلنا.
وقال مصدر عسكري في بلدة “الصلو” جنوبي مدينة” تعز”، إن قوات الجيش الوطني والمقاومة حررت منطقتي “الصيار” و “الشرف” الاستراتيجيتين وتقدمت باتجاه الطريق العام الذي يربط بين مدينتي “الدمنة” و”الراهدة”، والذي تستخدمه جماعة الحوثي والقوات الموالية لـ”صالح” كخط إمداد لها.
وأضاف ان قوات الجيش، تمكنت من تحرير أجزاء واسعة من مناطق “الأحكوم” في بلدة حيفان المجاورة.
وأعلنت إدارة التربية والتعليم في محافظة تعز عن وقف الدراسة والتعليم في الأحياء الشرقية للمدينة، الأربعاء، بسبب القصف العشوائي الذي تتعرض له منذ الليلة الماضية من قبل المسلحين الحوثيين.
إلى ذلك، تعرضت مواقع المقاومة لقصف بالمدفعية في جبل هان غرب المدينة.
وفي منطقة ذباب الساحلية غربي تعز، استهدفت طائرات التحالف مواقع الحوثيين كما استهدفت منصة لإطلاق الصواريخ الباليسيتية قرب محطة للكهرباء في بلدة الصليف الساحلية شمال غربي الحديدة.
وفي محافظة البيضاء وسط اليمن، تواصلت الاشتباكات في بلدة ذي ناعم، أسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف الطرفين، في حين قصفت طائرات التحالف مواقع الحوثيين في نفس المنطقة، كما شنت ثلاث غارات على مواقعها في صرواح غربي محافظة مأرب، شرق البلاد.
وفي محافظة الجوف، المجاورة، تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من استعادة السيطرة على مواقع مجاورة لمعسكر حام، فيما تدور مواجهات في محيط جبل الصلاطح في بلدة البقع شمال شرق محافظة صعدة، معقل الحوثيين، بالتزامن مع قصف للطيران استهدف مواقع الحوثيين في منطقة “الملاحيط” شمالي غرب المحافظة الواقعة شمالي اليمن.
وفي الجبهة الحدودية واصلت القوات السعودية بقطاعاتها المختلفة تأمين الحدود مع اليمن، لمنع عبور المتسللين، سواء من المسلحين الحوثيين والقوات الموالية للصالح، في الوقت الذي ترد فيه المدفعية السعودية على القذائف العشوائية التي خف معدل تساقطها على المحافظات السعودية خلال الأيام الماضية.
ووقعت معارك لليوم الثاني على التوالي بين القوات الحكومية والمسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق في بلدة “ميدي” في محافظة حجة الحدودية مع السعودية.
وقالت المصادر إنه قتل 15 من القوات الحكومية وجرح 22 آخرون. كما قتل 23 من الحوثيين وجرح 9 آخرون في هذه المواجهات.
وتشن القوات الحكومية هجوما على ثلاثة محاور لاستعادة ميدي وحرض البلدة المجاورة.
وقال العقيد عبد الغني الشبيلي وهو قائد كتيبة في القوات الحكومية في تصريحات صحافية “عملياتنا العسكرية مستمرة في ميدي وحرض لدحر الانقلابين”.
وقالت مصادر في المنطقة العسكرية الخامسة إن قوات الجيش والمقاومة حققت تقدماً في محيط مدينة ميدي في الساحل الغربي لليمن، وكبدت الحوثيين خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، وسيطرت على منطقة الكهرباء، وقرية المخازن ومنطقة العشش.
وجاء تكثف المعارك غداة اعلان وزير الخارجية الاميركي جون كيري عن مبادرة سلام جديدة تنص على هدنة بداية من الخميس وعلى حكومة وحدة وطنية.
ولم يٌعلن حتى مساء اليوم الأربعاء عن توقيت محدد لبدء وقف القتال الذي من المفترض أن يدخل حيز التنفيذ غدا الخميس، كما أن التحالف العربي، بقيادة السعودية، لم يعلن رسميا موقفه من اتفاق مسقط، وقرار وقف إطلاق النار، كما لم يصدر أي موقف رسمي من قبل الحوثيين.
وفي وقت سابق اليوم، رحب المبعوث الأممي بهذا الاتفاق، وهو ما يعني أن الاتفاق تم بعلم الأمم المتحدة.
وكان كيري صرح أمس بأن الحوثيين والتحالف العربي اتفقا على وقف القتال باليمن، اعتبارا من 17 نوفمبر، إضافة إلى العمل على تشكيل حكومة وحدة بحلول نهاية 2016.
لكن نظيره اليمني عبد الملك المخلافي اعتبر أن تصريحات كيري “لا تعني الحكومة الشرعية في اليمن”.
وأواخر أكتوبر الماضي، كشف ولد الشيخ أحمد، أمام مجلس الأمن الدولي، عن تفاصيل خارطة طريق لإحلال السلام في اليمن.
وتتضمن الخارطة تعيين نائب لرئيس الجمهورية، وتشكيل حكومة وفاق وطني، وصولاً إلى إجراء انتخابات جديدة، إضافة إلى إنشاء لجان عسكرية وأمنية تشرف على انسحاب المسلحين وتسليم الأسلحة في العاصمة صنعاء، ومدينتي الحديدة وتعز، وتشرف أيضا على سلامة وأمن المواطنين ومؤسسات الدولة.
لكن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اعتبر الخطة بمثابة تهميش له؛ حيث تنص على تعيين نائب له تؤول إليه صلاحيات الرئيس، على أن يظل هادي رئيسا شرفيا حتى إجراء انتخابات رئاسية، بعد عام من توقيع اتفاق سلام.