تحركات دبلوماسية فاشلة في “خارطة الطريق” والجيش اليمني يتقدم في عدة جبهات
ملف خارطة الطريق جامد واتهامات للحوثيين باذلال المعارضين، والجيش اليمني يتقدم في “صرواح” وتعز. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
تشتد المعارك في جبهات القتال الداخلية باليمن بالتزامن مع فشل أي تقدم في ملف (خارطة الطريق) التي كانت الأمم المتحدة تقدمت بها بالرغم من الضغوط الدولية المستمرة.
وأعلنت القوات الحكومية اليمنية (الجيش الوطني والمقاومة الشعبية) تقدمها في عدد من الجبهات، وتصدت لهجمات أخرى للحوثيين، فيما استمر المسلحون الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق في قصف المناطق والأحياء المدنية الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية.
حيث تمكنت القوات الحكومية، مسنودة بقوات التحالف العربي من التقدم في مواقع جديدة في منطقة المخدرة الواقعة في بلدة “صرواح” إلى الغرب من محافظة مأرب، شرقي البلاد.
وأفادت مصادر ميدانية لـ”يمن مونيتور”، أن المعارك العنيفة اسفرت عن مقتل اثنين من القيادات الميدانية للقوات الحكومية وهما: “الزعيم القبلي “مرسل علي القبلي نمران”، وقائد كتيبة الحسم في اللواء 312، الرائد فارس صالح بن صالح الضحياني”.
تقدم في “تعز” و “مأرب”
ووفقا للمركز الإعلامي للقوات المسلحة، فقد تمكن الجيش الوطني من تحرير مواقع (الحمة السوداء) و(روس مداغل) و(صفراء المحمل) و(بير الاعرج) في منطقة المخدرة بمحافظة مأرب شرقي صنعاء، فيما أعلن الحوثيون، كسر زحف للقوات الحكومية في منطقة المخدرة، وفقا لوكالة سبأ الخاضعة لسيطرتهم.
يأتي ذلك بعد تمكن منظومة صواريخ “باتريوت” التابعة للتحالف من اسقاط صاروخين بالستيين اطلقهما الحوثيين والقوات الموالية لـ”صالح” على مدينة مأرب، ليل الأحد/الاثنين.
وفي بلدة “نهم” إلى الشرق من العاصمة صنعاء قالت القوات الحكومية إنها تمكنت من صد هجوم للمسلحين الحوثيين والقوات الموالية لـ”صالح” في “جبل المنارة” في محاولة من قبل الأخيرين لردع تقدم القوات الحكومية باتجاه وسط العاصمة.
ففي تعز أعلن قائد محور تعز، اللواء الركن خالد فاضل، اليوم الاثنين، أن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية حررا عدداً من المواقع جنوب شرق مدينة تعز. موضحاً في تصريحات صحافية أنه جرى تطهير مبنى الأمين العام للمجلس المحلي، ومباني مجاورة له في منطقة ثعبات جنوب شرق المدينة إثر هجوم شنه الجيش والمقاومة على مواقع تمركز خصومهم الحوثيين.
وقال فاضل” إن المباني التي تم تحريرها تطل على عدة أحياء شرق المدينة، وتستخدمها المليشيا ثكنة عسكرية وتتمركز فيها قناصتها لقصف الاحياء السكنية”. مضيفاً: “إن الفرق الهندسية تمكنت من تفكيك الألغام التي زرعتها الميلشيا في المساكن المحررة”.
قصف في محافظة إب
وفي محافظة إب، المجاورة لـ”تعز” وسط البلاد، قال مسعفون وشهود إن ما لا يقل عن 14 شخصا قتلوا في ضربات جوية على شاحنات وقود شنها التحالف العربي، صباح اليوم في بلدة “يريم” لكن التحالف قال إن المركبات كانت تقل إمدادات عسكرية للمسلحين الحوثيين.
وقال اللواء الركن أحمد عسيري المتحدث باسم التحالف الذي تقوده السعودية إن القافلة كانت في طريقها من محافظة إب حاملة ذخيرة وإمدادات أخرى للحوثيين والقوات المتحالفة معهم قرب مدينة تعز.
في شأن التحركات الداعمة لـ”خارطة الطريق” التي قدمها إسماعيل ولد الشيخ أحمد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في اليمن، اجتمع وزير الخارجية الامريكي جون كيري اليوم الاثنين الى العاهل العماني السلطان قابوس بن سعيد، وذكرت وكالة الانباء العمانية انه تم خلال الاجتماع بحث الوضع في اليمن والسبل الكفيلة لوقف الحرب.
رفض اشتراطات الحوثيين على خارطة الطريق
وحسب مصادر مقربة من جماعة الحوثي فإن من المقرر أن يلتقي محمد عبدالسلام (متحدث جماعة الحوثي) بالسفير الأمريكي لبحث خارطة الطريق، وتحاول الولايات المتحدة الأمريكية إقناع سلطنة عمان أن تكون الضامن الدولي لتنفيذ الحوثيين الجزء المتعلق بتنفيذ الخارطة.
من جهته أعلن إدموند براون السفير البريطاني في اليمن، رفض الاشتراطات والقائمة الطويلة التي أرفقها الحوثيون كمطالب للموافقة على خارطة الطريق الأممية، واتهم جماعة الحوثي وعلي عبدالله صالح بعرقلة السلام وإذلال كل من يعارضهم. مشيراً أنه لا انتقال سياسي -وفق خارطة الطريق الأممية- إلا بالتزام الحوثيين والقوات الموالية لـ”الرئيس السابق” بالتدابير الأمنية التي تشمل انسحابهم من المدن وتسليمهم للسلاح الثقيل.
وقال براون، في مقال نشره موقع العربية نت،: “إن القائمة الطويلة من المطالبات التي قدمتها ميليشيا الحوثيين والموالون لصالح، إضافة لكل التنازلات التي عُرضت عليهم في خارطة الطريق، غير مقبولة بتاتا. لنكن واضحين: هذا ليس تواصلا بناء مع المبعوث الخاص، بل هو محاولة من الحوثيين والموالين لصالح لإخراج العملية التي ترعاها الأمم المتحدة عن مسارها وإذلال كل من يعارضهم”.
وتابع بالقول: “تشير بنود خارطة الطريق إلى انسحاب ميليشيا الحوثيين والقوات الموالية لصالح من المناطق التي احتلوها، بما فيها العاصمة صنعاء ومدينتي تعز والحُديدة. كما أن المطلوب منهم تسليم أسلحتهم الثقيلة”.
وأشار إلى أنه وبالمقابل، يُعيَّن نائب رئيس يحظى بمصداقية وقبول وطني واسع ليتولى السلطة الرئاسية بالكامل ويشرف على تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة. وهذه الحكومة هي التي تتولى عملية الانتقال السياسي المتصَوَّرة لليمن منذ 2012، والتي تفضي إلى إجراء انتخابات ديموقراطية وصياغة دستور جديد يحدده الشعب اليمني.
واستدرك بالقول: “إلا أن هذا الانتقال السياسي لن يتحقق إلا إذا التزمت ميليشيا الحوثيين والقوات الموالية لصالح بالتدابير الأمنية المشار إليها أعلاه، وأبدت استعدادها للتفاوض على تدابير حقيقية ويمكن التحقق من تطبيقها للانسحاب ونزع الأسلحة في سياق الاتفاق. فجهود فرض حكومة بقوة السلاح لن تؤدي سوى لصراع لا نهاية له”.
وتحقيقاً للدور السياسي والعسكري في دول جوار البحر الأحمر بدأت بالقصر الرئاسي في الخرطوم اليوم، المباحثات السودانية اليمنية ورأس الجانب السوداني النائب الأول للرئيس السوداني الفريق أول ركن بكري حسن صالح، فيما رأس الجانب اليمني نائب رئيس الجمهورية اليمنية الفريق الركن علي محسن الأحمر.
وكان الرئيس عبدربه منصور هادي قد خطب في البرلمان الجيبوتي، السبت الماضي(11 نوفمبر/تشرين الثاني)، مؤكداً رفض خارطة الطريق الأممية.
وقال هادي إنه لا يريد سلاما مشوها ولا سلاما كاذبا، بل السلام القائم على إنهاء الانقلاب المستند إلى المبادرة الخليجية ونتائج مؤتمر الحوار الوطني.
وتأتي تصريحات هادي عن رفضه “سلاما مشوها” بعد امتناع الحكومة اليمنية عن قبول الخطة التي عرضها ولد الشيخ أحمد لإنهاء الحرب. وقالت السلطات اليمنية إن خطة ولد الشيخ أحمد تعد مكافأة للحوثيين لانقلابهم على الشرعية.
يأتي ذلك فيما كشفت مؤسسة البحوث العسكرية “جاينز” النقاب عن نشر دولة الإمارات العربية المتحدة تسع طائرات نفاثة نوع ميراج (2000) في القاعدة الجوية بميناء “عصب” الإرتيري استعداداً لعمليات عسكرية جديدة في اليمن.
وحسب ما نشره موقع المؤسسة البحثية وترجمته شبكة “يمن مونيتور”: ” كان هناك تسع طائرات نفاثة متعددة المهام طراز ميراج 2000-9 وميراج 2000 EAD، في المطار يوم 20 أكتوبر، فضلا عن اثنتين من طائرات الهليكوبتر سيكورسكي UH-60 بلاك هوك، وطائرتان من طراز Bell 407 هليكوبتر، وطائرة نقل واحدة نوع C-130 واثنين من طائرات بومباردييه داش 8 التوربيني.”