السفير البريطاني: قائمة مطالب الحوثيين غير مقبولة بتاتاً وهي محاولة لإذلال كل من يعارضهم
اتهم إدموند براون السفير البريطاني في اليمن، جماعة الحوثي وعلي عبدالله صالح (الرئيس السابق) بعرقلة السلام وإذلال كل من يعارضهم. كما قال إنه لا انتقال سياسي -وفق خارطة الطريق الأممية- إلا بالتزام الحوثيين والقوات الموالية لـ”الرئيس السابق” بالتدابير الأمنية التي تشمل انسحابهم من المدن وتسليمهم للسلاح الثقيل.
يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص:
اتهم إدموند براون السفير البريطاني في اليمن، جماعة الحوثي وعلي عبدالله صالح (الرئيس السابق) بعرقلة السلام وإذلال كل من يعارضهم. كما قال إنه لا انتقال سياسي -وفق خارطة الطريق الأممية- إلا بالتزام الحوثيين والقوات الموالية لـ”الرئيس السابق” بالتدابير الأمنية التي تشمل انسحابهم من المدن وتسليمهم للسلاح الثقيل.
قال براون، في مقال نشره موقع العربية نت،: “إن القائمة الطويلة من المطالبات التي قدمتها ميليشيا الحوثيين والموالون لصالح، إضافة لكل التنازلات التي عُرضت عليهم في خارطة الطريق، غير مقبولة بتاتا. لنكن واضحين: هذا ليس تواصلا بناء مع المبعوث الخاص، بل هو محاولة من الحوثيين والموالين لصالح لإخراج العملية التي ترعاها الأمم المتحدة عن مسارها وإذلال كل من يعارضهم”.
وأضاف أن المجتمع الدولي والشعب اليمني “سيحمل كل من يعرقل السلام ويطيل أمد الصراع بكل تهوّر المسؤولية الكاملة عن هذا الصراع”.
وأشار براون إلى أن خارطة الطريق هذه ليست النسخة النهائية من الاتفاق. مضيفاً: “بل هي أداة تهدف إلى جسر الفجوة بين الأطراف. وكلا الطرفين بحاجة للتواصل البناء مع مبعوث الأمم المتحدة للتفاوض بشأن التفاصيل والتوصل لتسوية. ما من صراع يُسوّى بسهولة، وكافة الأطراف بحاجة لتقديم تنازلات صعبة”.
وأوضح السفير البريطاني إن خارطة الطريق تستند إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، وهو الإطار المتفق عليه دوليا للتوصل إلى حل بالتفاوض. وهذا القرار لم يكن الهدف منه أبدا إعفاء حكومة الرئيس هادي من مسؤوليتها في التفاوض، أو النص على استسلام طرف للطرف الآخر.
وتابع بالقول: “تشير بنود خارطة الطريق إلى انسحاب ميليشيا الحوثيين والقوات الموالية لصالح من المناطق التي احتلوها، بما فيها العاصمة صنعاء ومدينتي تعز والحُديدة. كما أن المطلوب منهم تسليم أسلحتهم الثقيلة”.
وأشار إلى أنه وبالمقابل، يُعيَّن نائب رئيس يحظى بمصداقية وقبول وطني واسع ليتولى السلطة الرئاسية بالكامل ويشرف على تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة. وهذه الحكومة هي التي تتولى عملية الانتقال السياسي المتصَوَّرة لليمن منذ 2012، والتي تفضي إلى إجراء انتخابات ديموقراطية وصياغة دستور جديد يحدده الشعب اليمني.
واستدرك بالقول: “إلا أن هذا الانتقال السياسي لن يتحقق إلا إذا التزمت ميليشيا الحوثيين والقوات الموالية لصالح بالتدابير الأمنية المشار إليها أعلاه، وأبدت استعدادها للتفاوض على تدابير حقيقية ويمكن التحقق من تطبيقها للانسحاب ونزع الأسلحة في سياق الاتفاق. فجهود فرض حكومة بقوة السلاح لن تؤدي سوى لصراع لا نهاية له”.
وقال براون: “يحظى مبعوث الأمم المتحدة وخارطة الطريق المقترحة بدعم تام من المجتمع الدولي. ومن بين المهام الأولى التي اضطلع بها وزير الخارجية، بوريس جونسون، دعوته لوزراء خارجية الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لحضور اجتماع في لندن لبحث أفضل السبل لدعم عملية الأمم المتحدة وتحقيق تقدم تجاه السلام في اليمن. وقد عقدت أربعة اجتماعات للجنة الرباعية في أربعة أشهر، إلى جانب إجراء حوارات دورية مع شركاء في المنطقة، بما في ذلك مع أطراف يمنية. واتفق مجلس الأمن الدولي ومجلس التعاون الخليجي على أن تلك هي أفضل فرصة لإحلال السلام في اليمن، وتعهدوا بإعطاء دعمهم التام لجهود مبعوث الأمم المتحدة في سبيل تحقيق السلام. إلا أن القرار الحقيقي يكمن في أيدي الأطراف اليمنية في الصراع. وإنني أحث الحكومة اليمنية والحوثيين والموالين لصالح لبذل كل الجهود الممكنة للعمل مع مبعوث الأمم المتحدة والاتفاق على سلام دائم. فالشعب اليمني يستحق أن ينعم بالسلام”.
واختتم مقاله بالقول: “لقد آن وقت الحوار والتفاوض والتراضي”.