فشل حكومة هادي منحت حلف النهاية (الحوثي وصالح) الوجود وكتبت له النجاح،
بغياب الحكومة الفعلي على الساحة اليمنية بكل تنوعاتها، أعطى للحوثي وصالح القوة والفاعلية على كل المستويات، فشل حكومة هادي منحت حلف النهاية (الحوثي وصالح) الوجود وكتبت له النجاح، وحينما بدأت الحكومة تصحح من اخطائها، بدأ المتابع يستنتج أن هذا الحلف بدأ بالتلاشى، وبين فترة وأخرى تخرج اختلافاتهم للعلن، وإن لم يكن، فيكفي أن تكون الجبهة الإعلامية التابعة لكلا الطرفين قد تصدعت، ولم يعد بمقدور أحد السيطرة عليها، وطرأ عليها التناحر، لأنها موجهة، فكثير من قيادات صالح الفاعلة تهاجم الحوثي ومليشياته، وكذلك قيادات الحوثي البارزة تهاجم صالح، بل وتهدده شخصيا وبلهجة حادة، فهذه المعطيات ليست آراء فردية بالطبع، ولن يصدق الناس أن إعلامي مرتبط بصالح ارتباط وثيق يهاجم الحوثة ويكون هذا أمرا عاديا، فكل هذه التصدعات بين حلف بدأ وتشكل بتماسك قوي، واستمر لفترة متماسكا، تؤكد أن الحلف الطارئ نهايته أصبحت حقيقة حتمية، ولا شيء غير ذلك!
المدارس، مثلا، التي تزورها قيادات حوثية كبيرة، وضباط صالح، ويقابلها الطلاب بالرفض، والتمسك باليمن الجامع، والجامعات التي تحتج على وجود اليد المليشاوية، التي تتحكم بقراراتها، وتخرج للتظاهر بالمطالبة بحقوقها، والمساجد التي تغضب على طائفية يراد لها أن تكون ملزمة دينيا، كل هذه الأشياء، تكتب النهاية الحتمية لهذه العصابة، مهما تمسكت باليد الأمنية الفاشية، فالناس، مهما صمتوا، لن يستمر صمتهم على بطونهم الجائعة!
التطورات الأخيرة أيضا تثبت حقيقة وحيدة، وهي أن مليشيا الحوثي وصالح في وضع متأزم ومنهارة بالفعل، هناك رفض شعبي بدأ يطرأ على السطح بشكل صارخ، بداية من المدارس والمساجد، ونهاية بالجامعات ومؤسسات الدولة، هذا الرفض الجمعي، مع الأيام، سيتشكل إلى غضب عارم على الهاشمية الإمامية التدميرية، وإن لم يتشكل فيجب أن يكون، وليس هناك جرم أشد من مليشيا طائفية تنازع الناس في قوت يومهم، وتحرمهم من أبسط حقوقهم في طفرة ما بعد العالم الثالث، وهذا ما بدأ الناس بفهمه، ولن يطول فهم بقية الشعب!
حلف الحوثي وصالح يلفظ أنفاسه الأخيرة حقا، ولو لم يكن كذلك لما تحركت كل دول العالم من أجل انقاذهم، والمجيء بخلطة طريق ناعمة، يقودها المبعوث الأممي “ولد الشيخ” من أجل تنصيبهم في أي سلطة حاكمة قادمة، كلها تؤكد المؤكد، فتهريب فلوس الشعب، عبر مطار صنعاء وصولا إلى عمان، وفقا لمصادر متواترة، وسرعة قيادة أنصار اللهط بزيادة الأرصدة البنكية، والاستثمارات المتزايدة مؤخرا، وفتح الشركات، وبناء الأبراج والعمائر، كل هذه التصرفات الإجرامية، تؤكد حقيقة واحدة، وإن تأخرت أو غابت عن البعض، الحقيقة تلك هي: أن المليشيات الطارئة تسابق الزمن في الانتهاكات قبل الرحيل، وشعورهم بقرب النهاية!
ليس المؤلم هو ما تقوم به المليشيا، لأن هذا هو المتوقع والمؤمل منها، الأشد إيلاما من هذا هو المغرر بهم والذين يستخدمهم هؤلاء الطارئين وقود لحربهم الظالمة وغطاء لخططهم الإجرامية، وإلا من يصدق شعارات الحوثي الساذجة؟! أبسط الأسوياء ومن يملك ذرة من عقل ومنطق لا يمكن، على الإطلاق، أن يصدق علي صالح وعبد الملك الحوثي ولو تلبسوا بالفضيلة والشرف، فضلا عن أن صالح منذ مجيئه للسلطة بنى حكمه على الوهم والكذب والخداع، ويعرف أجهل الجهلاء أن الزعيم بنى دولته لأغراض تخدم عائلته، واستخدمنا كشعب كمنتج فقط، ليسوق مشروعه الظالم، ليس هناك زعيما يقتل شعبه، لمجرد أنهم يرفضونه كحاكم، بعيدا عن أن هذا المتسلط سلم البلاد وقرارها للخارج، وما إيران إلا تجلي لهذه العمالة السوداء!
الوطن ليس هو الفرد، ولن يكون الشعارات، وقطعا ليس الانتماءات، لطالما استخدم المتعاقبون على حكم اليمن الوطن إلى راية فقط، والمؤكد أن الوطن هو ليس ما يحدثنا به حكامنا، الوطن هو الإنسان والتراب، هو التعايش، ويكفي أن يختصر الوطن بقيمة ذهبية (التعايش)، أما الوطنية فليست منا ولا أذى، الوطنية لن توصلك للوطن عبر الدبابة والدم، والكذب والخداع، العمالة والبيع والشراء لا تمتان للوطنية بصلة، فهل آن الأوان لأنصار الحوثي وصالح أن يدركوا أن الوطن والوطنية نقيضة للحلف الإمامي (الحوثي وصالح)، فالذي يعمل من أجل الوطن لا يقتل ولا ينهب الحقوق والحريات والممتلكات العامة، فماذا لو كانت خصوصية؟! ومن يفعل ذلك فكيف سيكون وطنيا؟! عودوا لرشدكم، ارجعوا لأطفالكم وأمهاتكم وأسركم، تعالوا لنبني وطنا يستوعبنا جميعا، نحن الضحية دائما، وكفانا غباء وحمقا، الوطن والوطنية ليستا الحوثي وصالح، وكلاء إيران!