نسمة اليمنية تتوج ملكة جمال الحرب
وسط عتمة المآسي وصعوبات الواقع الذي يعيشه اليمنيون بسبب الصراع والحرب في بلادهم، استطاعت الشابة نسمة الكميم أن تبعث نسمات الأمل في نفوس الشباب بطريقة مبتكرة وبسيطة حثت من خلالها اليمنيين على التصدي لبعض ظواهر السلبية في المجتمع بهدف الحد منها. يمن مونيتور/العرب اللندنية
وسط عتمة المآسي وصعوبات الواقع الذي يعيشه اليمنيون بسبب الصراع والحرب في بلادهم، استطاعت الشابة نسمة الكميم أن تبعث نسمات الأمل في نفوس الشباب بطريقة مبتكرة وبسيطة حثت من خلالها اليمنيين على التصدي لبعض ظواهر السلبية في المجتمع بهدف الحد منها.
ونجحت نسمة، وهي أم لطفلين وتقيم مع عائلتها في العاصمة اليمنية صنعاء، في أن تكون ضمن أبرز الناشطات اليمنيات على مواقع التواصل الاجتماعي حين اختارت أن تحاكي الواقع الصعب في بلدها الذي تمزقه الحرب، بصور بسيطة حولتها إلى أنشطة مجتمعية لاقت إعجابا شديدا لما تضمنته من إصرار على المساهمة في نشر الوعي بين أفراد المجتمع.
واستطاعت الشابة اليمنية نقل معاناة المواطنين عن طريق الصور التي تلتقطها بهاتفها، معبرة عن واقع وقضايا تهم المجتمع، في محاولة منها للتوعية والعمل على حل العديد من الظواهر والمشكلات التي يعاني منها اليمنيون، خصوصا في زمن الحرب. وتميزت نسمة باختيارها لمواضيع حساسة ترافقها بصورة وموقف معين ثم تطرحها على الناس لمناقشتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن خلال مواقع مثل فيسبوك وانستغرام نجحت الكميم منذ أكثر من عامين ، في إبراز العديد من القضايا عن طريق نشر صور معبرة لها تم التقاطها للتأكيد على ظاهرة معينة تستوجب العلاج والعمل على حلها. وقالت نسمة إنها نشرت صورا عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي لتعبر عن العديد من القضايا المهمة في البلاد، كنشرها لصورة “ماعز” يمضغ نبتة القات، الذي يداوم على مضغه معظم اليمنيين، كتعبير منها عن رفض هذه الظاهرة المنتشرة في البلاد والتي لها آثار سلبية اجتماعية واقتصادية وخيمة وتهدر المال والوقت.
وأضافت أنها ناقشت أيضا قضايا أخرى عن طريق الصور، كقضية حمل السلاح في اليمن، الذي تقول تقارير إنه يحوي أكثر من 50 مليون قطعة سلاح، أو عن قضية العالقين اليمنيين في الخارج الذين لم يستطيعوا العودة إلى بلدهم بسبب الحرب، بالإضافة إلى مناقشتها عن طريق الصور مسألة أنانية الأحزاب في البلاد والعمل فقط من أجل الحزب نفسه.
ونالت نسمة لقب “ملكة جمال الحرب” بعد أن لاقت صورها صدى واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث استطاعت أن تناقش قضايا ومواقف مهمة بإمكانيات وفكرة بسيطتين جدا. وقالت إن “لقب ملكة جمال الحرب أعجبني، فأي امرأة تحب أن تلقب بملكة جمال. إنه أمر ممتع أن يُخرج الناس من الحرب جمالاً، واختاروني أنا الملكة”. وعن آثار الحرب على حياتها اليومية كشفت نسمة أنها أثرت عليها بشكل إيجابي، على عكس العديد من المواطنين الذين قد تؤثر عليهم بشكل سلبي نتيجة المأساة والآلام اللتين تخلفهما.
وأوضحت أن “الحرب جعلتني أحب الحياة أكثر فأكثر. لقد أثرت على واقعي، وجعلتني أحرص على وقتي، وأعرض أفكاري وأطرحها في صور”. واعترفت نسمة بأنها لاقت تشجيعا كبيرا من الناس، رغم استهزاء واستخفاف البعض بما تقوم به، لكنها استدركت بالقول إنها “ستواصل نشر القضايا التوعوية في البلاد، وأنها ستقوم بعرض أفكار ومناقشة مسألة تنظيف الوطن من القمامة، وتوعية الناس بأهمية النظافة”.
وبينت أن اختيارها لتصوير نفسها في موقف معين كتعبير عن قضية مهمة في البلاد لم يكن سهلا في البداية، فقد كانت تخشى ردة فعل والديها على مسألة نشر صورها على مواقع التواصل الاجتماعي وهي تعالج مسألة معينة في البلاد، لكن والديها قاما بتشجيعها بعد ذلك. وتطمح نسمة بأن تكون فكرة مناقشتها للعديد من القضايا عن طريق التصوير، بمثابة التمهيد للدخول في التمثيل، حيث تتمنى أن تصبح يوما ما ممثلة، وتطرح ما تريد من قضايا وعادات وتقاليد عن طريق التمثيل