حزب صالح يتهم الحوثيين باعتقال 200 من أنصاره والجماعة ترد “هذا تهرب من المسؤولية”
يستمر تبادل الاتهامات بين المسلحين الحوثيين وحزب الرئيس اليمني السابق في إدارة المحافظات الخاضعة لسيطرتهما، منذ تشكيل تحالفهما (المجلس السياسي الأعلى) نهاية يوليو/تموز الماضي. يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص:
يستمر تبادل الاتهامات بين المسلحين الحوثيين وحزب الرئيس اليمني السابق في إدارة المحافظات الخاضعة لسيطرتهما، منذ تشكيل تحالفهما (المجلس السياسي الأعلى) نهاية يوليو/تموز الماضي.
وجاءت أزمة تسليم الرواتب لتزيد حالة الانشقاقات والاتهامات بين تحالف الحرب الداخلية، حيث اتهم قيادي في حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح الحوثيين باعتقال 200 من أنصاره والتخطيط لاجتثاث الحزب.
وتسببت أزمة رواتب الموظفين في تعميق أزمة تفكيك (تحالف الحوثي/صالح)، إذ يحمّل صالح، الحوثيين مسؤولية ذلك باعتبارهم سلطة أمر واقع، فيما يتنصّل الحوثيون عن ذلك بذريعة أنهم يخوضون حرباً يصبح معها الحديث عن الرواتب ترفاً.
وكتب محمد انعم رئيس تحرير صحيفة “الميثاق” الناطقة بلسان حزب المؤتمر في حسابه على فيس بوك “إن من كنسوا الرواتب يهددون بكنس المؤتمر الشعبي العام وكنس الشعب”.
وأشار إلى أن هناك نحو 200 من حزب المؤتمر اختطفوا ومعتقلون في سجون غير معروفة تابعة للحوثيين وبتهم كيدية قائلا إن “هذه دفعة أولى من الكنس وإذا لم يتم إطلاقهم سيتم النشر”.
وكان مسلحون حوثيون قاموا أمس السبت حملة اختطافات واسعة في أوساط متظاهرين المطالبين بصرف رواتبهم في ميدان التحرير وسط العاصمة صنعاء، بعد إيقاف تسليم الرواتب منذ ثلاثة أشهر.
وتشتد الخلافات بين علي عبدالله صالح وحليفه الحوثيين على تشكيل حكومة تنفيذا لاتفاق بينهما قضى بتشكيل مجلس سياسي لإدارة المحافظات الواقعة تحت سيطرتهما.
وحول ذلك قال مهدي المشاط، مدير مكتب زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، في منشور على صفحته الشخصية في “فيسبوك”: “أنا أعتقد أنه لم يتم الموافقة على المجلس السياسي إلا بعد انسحاب اللجان من المؤسسات، وقد شاهدنا بعض المقاطع لذلك”، في ما بدا إشارة إلى ما يتردد عن اشتراط فريق صالح انسحاب “اللجان الثورية” للحوثيين من المؤسسات الحكومية قبل تشكيل أي حكومة.
وأضاف المشاط في الجماعة: “إلا إذا كان هذا تهربا من المسؤولية فلن تعدم العلل، أما نحن فلن نخذل شعبنا، وسنقف إلى جانبه مهما كانت التحديات، ولنا الشرف بذلك”، مضيفاً: “لسنا ممن يتهرّب وقت اللازم، لأن المسؤولية تفرض علينا ذلك، وأنت كما شئت افعل”.
وقام المشاط بعد وقت قصير بحذف حديثه من الصفحة الشخصية واستدرك بمنشور آخر، يحذر من أسماهم “المرتزقة” (أنصار الشرعية) من محاولة استمرار الخلاف بينهم وبين “حزب المؤتمر”، مشيراً إلى أن مواجهة ما يصفونه بـ”العدوان” أمر يجمعهما.
وفي تطور يعزز تصاعد الخلافات، كشفت وثيقة عن استقالة القيادي البارز في “حزب صالح”، جليدان محمود جليدان، مما يعرف بـ”لجنة العفو العام”، المكلفة بالإشراف والمتابعة لتنفيذ القرار الصادر بهذا الصدد.
وأرجع جليدان استقالته في رسالة إلى “المجلس السياسي” بفشل اللجنة بالقيام بأي خطوات عملية حتى اليوم، وكان القرار قد صدر في سبتمبر/أيلول الماضي، ويتضمن العفو عن مناصري الحكومة ومؤيدي التحالف وفق شروط محددة.
وفي وقت سابق قال ياسر اليماني القيادي في حزب “صالح” لـ”يمن مونيتور” إن تحالف الحزب مع الحوثيين غلطة. من جانبه، قال “عادل الشجاع” القيادي في حزب المؤتمر بان الحوثيين وعدوا الشعب بالسيادة واوصلوه للمعاناة ووعدوه بتحسين وضعه وزادوا من معاناته وجوعه ووعدوه بمكافحة الفساد وأفسدوا.
ولا تقتصر هوة الخلافات بين الحلف داخل الأراضي اليمنية فحسب، فالوفد التفاوضي المشكل بالمناصفة يعيش هو الأخر هوة غير مسبوقة، تعمقت عقب الحرب الإعلامية غير المعلنة بين “صالح” وناطق الحوثيين محمد عبدالسلام، بسبب القرار 2216 ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، ويتواجد فريق الحوثيين في مسقط دون وجود لفريق على عبدالله صالح.