عقب فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، قامت إحدى الصحف الفرنسية بوضع صورة سوداء على كامل غلافها، ووصفت فوز الرجل بأنه مؤشر على انحلال القيم الحضارية. المؤسسات الإعلامية الكبرى في أمريكا تبدو منصدمة من النتيجة.
يقودك الصعود الديمقراطي لترامب إلى الصعود الحوثي على شاشات التلفزة باعتباره زعيم اللحظة الدموية، السيد الرابض على عرش الكهف؛ عندئذ، تغتاظ حائرًا من المقلب الذي اُبتليت به في زمن الحوثي، قد تفكر بتعليق الصحيفة الفرنسية، لكن الصحيفة الوحيدة التي بقيت في زمن الحوثي، قد سبقتك بالتعليق ووصفته بالمثابر الذي يحمل رؤية، ولأنه قد أفرغ نصف ساعة لمحاورة رئيس التحرير، فقد خرج الأخير محفوفًا بالبركة ويغشاه الارتباك ليتحدث عن الرجل بوصفه ملاك اقتصادي نزيه بروح شبابية تتناغم مع متطلبات الثورة، لتجد، بعد أشهر، سبابة الملاك مشهرة في وجهك: تبرع بخمسين للبنك!
يختلف ترامب عن عبدالملك الحوثي بالخطاب والسلوك، بيد أن أنصار الحوثي يرونه شبيهًا بالسيد من بوابة المقارنة بين مجنونين. تفاوتت مواقف أنصار الحوثي بين من أضمر فرحته بفوز ترامب ومن أعلنها، طغيان الفرحة في لوبي قناة “اليمن اليوم” التابعة للرئيس المخلوع، يستدعي الاهتمام.
لوهلة ستتخيل أن ترامب عضوًا في ما يسمى بـ”المجلس السياسي” الذي شيده الحليفان “صالح والحوثي”.
في أمريكا، يقوم اللوبي اليهودي بدعم أحد المرشحين. في اليمن قام اللوبي العفاشي بدعم الحوثيين، ليس بالانتخابات، ولكن بالعتاد العسكري، بالصواريخ والدبابات.
لا يوجد شبهًا بين ترامب والحوثي..
ترامب جمهوري والحوثي ملكي. ترامب يجوب العالم وخلفه حسناواته وعبدالملك الحوثي لم يخرج من بوابة الكهف، يظهر بالكاد وحيدًا، لا يوجد خلفه حتى الناشطة الحقوقية المحسوبة عليه: أمل باشا.
ترامب في حلبة المصارعة مؤثرًا بماله، مصارعون من الفريق المناهض يبيعون له الفوز، مصارعون يمسكون له بالخصم، فيحلق شعورهم صفرًا ويلطخ صلعاتهم بالكريمات البيضاء، أما الحوثي فقد حول البلاد إلى حلبة دموية شديدة الحُمرة، وحَلَق أرواح الناس فقالت له المقابر: نعيمًا يا مليح!
لترامب امبراطوريته الاقتصادية، غرابة تصرفاته لم تكبل خطاه نحو الثراء الفاحش، أما الحوثي فقد أثرى مقربيه ومَلَّكَهم بنايات تتعدى الطابق الثامن عبر السلب والنهب والمجهود الحربي.
ماذا ستقول الصحيفة الفرنسية لو كان لعبدالملك الحوثي ثقل فراشة في أولويات العالم..
في اليمن لا صحيفة لتقول. ربما لو ذهبت إلى صفحة صحفي مقرب من الجماعة، ستجده يكتب: بعث السيد ليتمم مكارم الأخلاق.