مأساة انتظار المرتبات لشهور والتي تمر على الأسر كثقل الجبال مأساة انتظار المرتبات لشهور والتي تمر على الأسر كثقل الجبال، ليست سوى مقدمة لمأساة تقسيط المرتبات والتي ستمثل حقنة منعشة للمديونية المتراكمة على الموظفين وفاتحة أبواب الجحيم عليهم، فما هي إلا دفعة منشطة لمطالبات المستحقين من مؤجر وصاحب بقالة وغيرهم لن تكفي إلا لمزيد من الحنق واحتقان الناس ضد سياسة تجويع وافقار هذا الشعب.
النصف راتب تخدير موضعي لعملية بتر المطالبة بالحقوق، فاستكانة الناس هي من تعلم اللصوص أصول السرقة المنظمة.
وكأنما خبر الأئمة طبيعة شعبنا اليمني الصبور منذ قرون، وليس عقود فحملوه فوق طاقته في سبيل شعارات زائفة وبخداع عجيب.
حتى تعود اليمنيون أن يربطوا على بطونهم الحجارة والحجارة ثروة أيضا، وتعودوا تكميم أفواههم باسم أن الفرج قريب.
فمنذ متى كانت حياة اليمنيين ومعيشتهم مكتملة، ومنذ متى كان لهم وجود حياة في عهد الأئمة وحليفهم حتى يستنكروا فكرة صرف نصف راتب بعد انقطاع شهور؟
هكذا يموت الأمل بين الرجاء والانتظار والخوف من وصول الراتب المنتظر وعلى أبواب مكاتب البريد سيراق العرق وماء الوجوه فكم من التابعين والملاحقين بانتظار المخفي المنتظر، والذي سيخرج للناس مقسوما لنصفين نصف للجياع ونصف لجيوب اللصوص بعد أن ضاع في السرداب زمنا ويأس المريدون من ظهوره.
وإنها لمهزلة أن يؤمن بخروجه الناس أو يرضوا به قانعين والحق أن يعاد لسردابه أو يأتي مكتملا كما أوجده الله حقا للموظفين بشريعة اعطوا الأجير أجره قبل أن يجف دمه في عروقه انتظارا.