ترامب.. المرشح الثري ماديا الفقير سياسيا (بروفايل)
منذ إعلان نيته الترشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية في يونيو/ حزيران العام الماضي وحتى قبل يومين من إجرائها، لايزال الجمهوري دونالد ترامب يثير جدلاً محلياً ودولياً في ظل خطاباته الحادة ضد منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون أو تصريحاته العنصرية ضد اللاجئين والمسلمين.
يمن مونيتور/واشنطن/الاناضول
منذ إعلان نيته الترشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية في يونيو/ حزيران العام الماضي وحتى قبل يومين من إجرائها، لايزال الجمهوري دونالد ترامب يثير جدلاً محلياً ودولياً في ظل خطاباته الحادة ضد منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون أو تصريحاته العنصرية ضد اللاجئين والمسلمين.
ورغم افتقاد رجل الأعمال الملياردير ترامب لأي ماض سياسي، إلا أنه نجح في اقتناص تذكرة الحزب الجمهوري الوحيدة للترشح للانتخابات الرئاسية عن الحزب بعد انتخابات تمهيدية تغلب فيها على منافسه السناتور “تيد كروز” عضو مجلس الشيوخ عن ولاية تكساس.
ويهدف الرجل الذي لفت الأنظار حوله عبر خطاباته الحادة، لأن يكون أول رئيس لا يتمتع بماض سياسي يتسلم سدة الحكم في البلاد.
وحين أعلن عن ترشحه في 2015، كانت قلة قليلة فقط ترى أن له نصيبا في الرئاسة، إلا أنه استطاع أن يتجاوز منافسيه الأقوياء ويكون الخصم القوي لكلينتون.
ودخل المرشح الجمهوري المنعطف الأخير في سباق الانتخابات الرئاسية – حيث يتوجه الأمريكيون إلى مراكز الاقتراع بعد غد الثلاثاء- بالتساوي مع منافسته التي تلازمها فضيحة البريد الإلكتروني وتكاد لا تستطيع التخلص منها.
واختار ترامب لمنصب نائب الرئيس، “مايك بنس”، الذي يشغل حاليًا منصب حاكم ولاية إنديانا.
– من هو دونالد ترامب؟
ولد المرشح الجمهوري في مدينة نيويورك عام 1946، ودرس المرحلة الجامعية في قسم الاقتصاد بجامعة “بنسلفانيا” وتخرج فيها عام 1968.
وتولى إدارة شركة والده الذي كان يعمل في مجال العقارات عام 1971، وقام بتغيير اسمها فيما بعد إلى “مؤسسة ترامب”.
نقل المقر الرئيسي لشركته إلى حي منهاتن بنيويورك، ووصل إلى الشهرة خلال فترة قصيرة عبر الفنادق التي أنشأها.
وزادت شهرته من خلال البرنامج الذي أعده في 2004 على قناة “ام بي سي” الأمريكية بعنوان “المتدرب”.
وتزوج ترامب ثلاث مرات، كان آخرها من زوجته الحالية ميلانيا، حيث عقدا قرانهما في 2005، ولديه 5 أولاد من زوجاته الثلاث.
وبحسب مجلة “فوربس”، وصلت ثروة رجل الأعمال هذا إلى 4 مليارات دولار.
– آراؤه في ملفات داخلية وخارجية
لم يسقط اسم ترامب عن أجندة الإعلام الأمريكي منذ إعلانه نيته الترشح للانتخابات لاسيما بعد آرائه حول مجمل الأحداث التي أثارت جدلًا واسعا لدى الرأي العام الداخلي والعالمي، أبرزها اقتراحه بمنع المسلمين من دخول البلاد وإنشاء جدار فاصل مع المكسيك.
ففي ديسمبر/ كانون ثان الماضي وعقب مقتل 14 شخصا في عملية إطلاق نار في مدينة “سان بيرناردينو” بكاليفورنيا قام بها مسلم، طالب المرشح الجمهوري بعدم دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة.
كما طالب باعتماد بطاقة هوية خاصة بالمسلمين لذكر الديانة وتخصيص قاعدة بيانات لهم، وبمراقبة المساجد.
ورغم ما قوبلت به هذه التصريحات من غضب واسع داخل الولايات المتحدة وخارجها، إلا أن ترامب عاود التأكيد على موقفه من “الإسلاموفوبيا” في مارس/ آذار الماضي قائلاً “الإسلام يكرهنا”.
ولم تتوقف تصريحات ترامب العنصرية عند حد المسلمين ولكن امتدت إلى المهاجرين، حيث اقترح بناء جدار عازل على حدود الولايات المتحدة مع المكسيك، لمنع وصول المهاجرين غير الشرعيين وإنهاء تدفق اللاتينيين إلى أمريكا، وهو أمر أثار سخرية الحكومة المكسيكية وغضبها.
ووُجهت لترامب انتقادات شديدة عقب تصريحاته العام الماضي بأن قسما كبيراً من المهاجرين من المكسيك من المغتصبين ومهربي المخدرات.
أما في السياسة الخارجية، فرأى المرشح الجمهوري أن على الولايات المتحدة ألا تتدخل في سوريا بشكل كبير، وقال في تصريحات في مايو/ أيار الماضي إنه في حال فوزه “لن يحارب (رئيس النظام السوري بشار) الأسد” لأن بلاده “لديها مشاكل أكبر منه”.
ويتبنى المرشح الجمهوري مبدأ تقليص تدخل الولايات المتحدة في سوريا، ففي 28 سبتمبر/أيلول الماضي، طرح فكرتين في مقابلة مع برنامج “60 دقيقة” على شبكة “سي بي إس” الأمريكية الأولى.
الفكرة الأولى تتعلق بـ”السماح لداعش بقتال الأسد وبعد ذلك التقاط ما تبقى”، والثانية “السماح للروس من التخلص من داعش في سوريا”، ليرسم بذلك استراتيجية إعطاء مساحة للتنظيم لقتال الأسد، ومساحة أكبر لروسيا لقتال “داعش”، دون تدخل أمريكي.
وفيما يتعلق باللاجئين السوريين، عارض ترامب بشدة مشروع أوباما من أجل السماح بقدوم 10 آلاف لاجئ سوري إلى الولايات المتحدة هذا العام.
وحول الأزمة العراقية، انتقد المرشح الجمهوري احتلال بلاده للعراق وأشاد بالرئيس الراحل صدام حسين الذي اعتبره “شخصًا سيئًا بالفعل، لكن الأمر الجيد الذي فعله هو قتله للإرهابيين”.
واعتبر أن إدارة الرئيس الحالي باراك أوباما أعطت جزءً من العراق وسوريا كـ “هدية لإيران”.
في نفس الاتجاه، جاءت وجهة نظر ترامب تجاه الملف الليبي حيث التدخل العسكري الأمريكي في 2011 للإطاحة بالرئيس الراحل معمر القذافي، معتبراً أن ذلك أنتج العديد من السلبيات في البلاد، بحسب تصريحاته في تجمع انتخابي لمؤيديه في ولاية كاليفورنيا 6 يونيو/حزيران الماضي.
واعتبر أن الضرائب المفروضة في بلاده عالية جدًا، ووعد بتخفيضها إلى حد كبير حال فوزه بالانتخابات.
– لمن سيصوت المسلمون؟
كشفت نتائج استطلاع للرأي أجراه المعهد العربي الأمريكي (مستقل) في الفترة ما بين 4-12 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم، أن 60% من الأمريكيين العرب في الولايات المتحدة سيصوتون لصالح كلينتون، مقابل 26% لترامب.
وقبل أيام من انتخابات الرئاسة، أعربت ثلاثة وجوه بارزة في المجتمع الإسلامي بالولايات المتحدة عن تحفظها تجاه كلا المرشحين، معتبرة أن الناخبين المسلمين في هذا البلد أمام “خيارين أحلاهما مر”.
وأظهر استطلاع للرأي أجراه مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، أن 72 % من الناخبين المسلمين يعتزمون التصويت لصالح كلينتون، مقابل 4% لصالح ترامب، بينما لم يحدد 24 % وجهتهم الانتخابية.
ويعمل ترامب على ركوب موجة “الإسلاموفوبيا” المتصاعدة في الولايات المتحدة، واستخدامها كوسيلة للترويج لنفسه في الانتخابات الرئاسية.
ويرى ضرورة ألا تكون بلاده “شرطي العالم”، فيما يعارض بشدة اتفاقيات التجارة الدولية، الأمر الذي يدفع نسبة من الجمهوريين إلى تأييده في هذه المسائل، والتصويت لصالحه.
– هجومه على أوباما وكلينتون
وفي إطار حرب الدعاية الانتخابية، انتقد ترامب خلال لقائه في وقت سابق مع ناخبيه في مدينة “تامبا” بولاية فلوريدا، سياسة أوباما حيال تنظيم “داعش” الإرهابي، متهمًا منافسته الديمقراطية بأنها “تكذب أكثر من أي شخص طبيعي”.
كما اتهم المرشح الجمهوري أوباما بعدم اتخاذ أية إجراءات في إطار مكافحة تنظيم “داعش”.
وفي إحدى تصريحاته، هدد منافسته كلينتون بإيداعها السجن في حال توليه الرئاسة على خلفية اتهامات طالتها باستخدام بريدها الشخصي في مراسلات رسمية خلال توليها وزارة الخارجية، كما وصفها بإحدى خطاباته بـ “المرأة البغيضة”.
ووصف ترامب منافسته الديمقراطية بأنها “من أكثر المرشحين فساداً في تاريخ الولايات المتحدة وأنها كاذبة من الطراز الأول”.
كما هاجم زوج هيلارى الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، قائلاً إن فترته الرئاسية “عرفت سجلاً رهيبًا من الاعتداءات على النساء”.