أبناء سقطرى يحتفون بلغتهم الأم ويخشون عليها من الانقراض

يمن مونيتور/سقطرى/خاص
شهدت منصات التواصل الاجتماعي، مساء الأحد، احتفاء واسع باللغة السقطرية في يومها الذي يصادف 3 مارس من كل عام.
ويقول أبناء محافظة سقطرى إن الاحتفاء بيوم لغتهم الأم يهدف إلى تعزيز هويتهم الثقافية واللغوية الفريدة
ويشيرون إلى أن المناسبة تأتي في الوقت الذي تشهد فيه الجزيرة مساعي وأنشطة حثيثة تهدف إلى تغريب المجتمع السقطري عن هويته وثقافته وانتماءه.
واعتبر نشطاء محليون شاركوا في الاحتفاء بيوم اللغة السقطرية ما يجري من استهداف لتراثهم الفريد، محاولة بائسة، يسعى من يقف خلفها لفك ارتباطهم بتاريخهم وهويتهم اليمنية.
وتقول الدراسات إن تاريخ اللغة السقطرية يمتد إلى آلاف السنين، فهي لغة قديمة وأصيلة من اللغات السامية لكنها تصنف اليوم من اللغات المهددة بالانقراض لعدم وجود مراكز تعليم ودراسات خاصة، بالإضافة إلى انفتاح سكانها على العالم.
يقول الناشط سعيد الرميلي السقطري: نحتفي اليوم 3 مارس بيوم اللغة السقطرية لنؤكد ان كل المساعي التي تهدف لتجريدنا عن هويتنا الثقافية والوطنية والإنسانية وفك ارتباطنا بتاريخنا تظل مساعي بائسة وفاشلة تتحطم على صخرة وعينا وارتباطنا بموروثنا وهويتنا.
وأضاف أن سقطرى بلغتها الخاصة والنادرة، وطبيعتها الفريدة والوحيدة في هذا الكون، أكبر من ان يتعامل معها الآخرون الطارئون بعقلية الضم والتبعية.
وتابع: بل إننا لن نغفر لهم تجاوزاتهم هذه وأطماعهم التي تجاوزت كل الأبعاد الإنسانية والتاريخية والجغرافية.
وقال إن استغلال الظرف التاريخي والمرحلة الحرجة التي يمر بها اليمن، ليكشر الطارئون عن انيابهم واطماعهم التي لا تتسق ولو بالقدر القليل مع البعد التاريخي والإنساني الذي نفتخر به، مستندين على ماديات زجاجية طارئة وغير منسجمة مع تكوينهم البدائي في سواحل عمان.
ويذهب الناشط أحمد ثاني إلى أن اللغة السقطرية والمهرية تمثلان مفاتيح لثقافات أصيلة وتراث إنساني يمتلك التميز والثراء ولا تزالان ضمن اللغات المعرضة للتآكل والانقراض.
ويعلق الأكاديمي أحمد الرميلي على المناسبة قائلا: ما من لغة في العالم إلا وترتبط ارتباطا وثيقا بالعادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية والمعتقدات القديمة ، تقوى اللغة بقوة تلك العادات وتضعف بضعفها.
وأضاف: ما من عادة وعرف يموت إلا وتموت معه آلاف الكلمات، مضيفا أن هذه أخطر المهددات التي تواجه اللغة السقطرية ، فقد هجرت الناس الكثير من ذلك وماتت الكثير من الألفاظ.