آراء ومواقف

رسالة «الجزيرة»

مأرب الورد

توهجت الجزيرة منذ لحظة ميلادها في قطر وتوسعت مع مرور الوقت لتصبح شبكة من القنوات المتنوعة الملبية لتطلعات ورغبات المشاهد العربي وغير الغربي وباتت خلال عقدين إمبراطورية في الإعلام يفاخر بها العرب كأفضل مشروع قدموه في القرن الماضي.
توهجت الجزيرة منذ لحظة ميلادها في قطر وتوسعت مع مرور الوقت لتصبح شبكة من القنوات المتنوعة الملبية لتطلعات ورغبات المشاهد العربي وغير الغربي وباتت خلال عقدين إمبراطورية في الإعلام يفاخر بها العرب كأفضل مشروع قدموه في القرن الماضي.
بلغة العرب انطلقت ومن جزيرتهم كسرت احتكار المؤسسات الإعلامية العالمية في تغطية الأحداث والحروب في منطقة الشرق الأوسط وفي كل القارات تفوقت بالسبق والحضور والمصداقية.
قبل ميلاد الجزيرة كان الإعلام العربي يسبح بحمد الحاكم ويطبل له ويدور بفلكه يقدمه للمحكوم ويغيب الشعب، لا صوت للرأي الآخر ولا نافذة للمظلومين والمعارضين حتى جاءت الجزيرة وغيرت المشهد كُلِّياً ليبدأ التاريخ الحقيقي للإعلام العربي من هذه المحطة الفارقة والمضيئة.
في عام 2011 الذي وُلد فيه الربيع العربي تعمقت العلاقة أكثر مع الجزيرة التي انحازت لحق الجماهير في التغيير وساندتها بإفساح المجال لقادتها ومغلوبيها للتعبير عن مواقفهم بحرية وغطَّت احتجاجاتهم ووثقت جرائم النظام كشاهد عِيانٍ أو مُدَّعٍ عام، كما قال مديرها ياسر أبو هلالة، في مواجهة آلة قمع أمنية وإعلامية تبرر تجاوزاتها.
شاركتنا الجزيرة كل مراحل ومحطات ثورة 11 فبراير التي أفتخر بمشاركتي فيها وكسرت حاجز خوف الشعوب وقيود الحكام لمنع الحقيقة من الوصول للناس.
لقد كسبت الجزيرة الرهان وحافظت على رأسمالها وهو المصداقية وثقة الجمهور، وهذا ما يمكن ملامسته من الواقع والاحتكاك بالمواطنين الذين يحترمونك لمجرد عملك معها ويتعاونون معك في كل ما تتطلبه مهمتك.
في ذكراها العشرين ستكون الجزيرة مطالبة بالحفاظ على هذا الرصيد وتعزيزه بالاقتراب أكثر من الجمهور بتناول قضاياه وإشراكه في صناعة محتواها كما أحسنت باستحداث برامج جديدة تفاعلية فوق منصاتها الاجتماعية الأخرى.
الإعلام رسالة وقد حملتها الجزيرة ودفعت في سبيل نقلها بأمانة وتوازن، حياة عدد من كوادرها وإغلاق مكاتبها والتضييق عليها، فضلاً عن حملات التشويه والاتهام تندرج ضمن محاولات وقف نجاحها ومسيرتها.
من كثرة الإحباط الذي أصابنا كعرب جرّاء حكم المستبدين الذين تولوا مقاليد الحكم بعد الاستقلال من الاستعمار الأجنبي المبالغة في نظرية المؤامرة وتصوير أميركا وراء كل نجاح مثل حالة الجزيرة وهو اعتقاد خاطئ ولا يمكن تصديقه.
المواطن الصحافي الذي كان للجزيرة دورٌ كبيرٌ في اكتشافه وتشجيعه لتغطية واقعه بالمعلومة والصورة والفيديو أصبح واعياً لا يمكن منعه عنها أو غيرها من وسائل التنوير مَهْمَا فعل المستبدون من حواجز وأوهام الحجب.
عقدان من الإبداع والنجاح والحضور في قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي وجدت إعلاماً يهتم بها كما يجب ويحفظ تاريخها ويواكب نضالات الشعب الفلسطيني ويقف كحارس أمين أمام محاولات تهويد القدس وتغيير حقائق التاريخ والجغرافيا.
كل عام والجزيرة أقوى وفي مقدمة وسائل الإعلام العالمية بِكادِر ولسان عربي مبين.;

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى