لنطالب برحيل هذه الطائرات التي زادت الوضع شقاء، لكننا لن ننسى في خضم النقمة التي تعتمل في قلوبنا لما يحدث، أن السبب فيما آل إليه حالنا من قتل وخراب وفقر، هو انقلابكم. لن يذهب الحزن عقولنا، فما زالت تشير بأصابع الاتهام لمن يطمع أن يغلّها, لمن يريد تغييبها بكميات الفجائع المتسارعة على قلب الوطن.
ما زلنا قادرين رغم سديم الحقائق الضائعة أن نفكر ونقرر من هو قاتلنا وجالب القتلة أيضاً للمشاركة في ولائم أوجاعنا, ما زالت روائح انجازاتكم التاريخية تزكم أنوفنا, فكلها ضد هذا الشعب وكلها من أجل منافعكم وسلالتكم.
المجاعة والجهل والمرض يشهد أنكم أنتم عدونا.
كيف ننسى أنكم اعترضتم طريق ثورة الشباب كيهوذا حين اندس في حواري عيسى ليطعنه بخيانة الوشاية, وأنتم قتلتم الثورة بوجودكم المندس فيها كالجذام، لتلووا عنق الحوار وتكسروا رقاب الشباب.
كيف ننسى ثورتكم الساقطة من أجل ألف ريال، لتنهبوا الخزينة وتسرقوا الدولة؟!
كيف ننسى تفشيكم في كل محافظة، وكيف ننسى كل ضحايا تعز وعدن وكل مدينة؟
لن تستطيعوا طمس ذاكرة شعب مهما تفننتم في حبّك ألعابكم السياسية والاجرامية وتبادلتم أدوار الإدانة والتنديد.
مهما فرقتم دماء هذا الشعب بين الأطراف ستظل دماؤنا في أعناقكم..
نعم.. لقد أغرق الأسى هذا الوطن كما أغرقته الصواريخ والمقذوفات، ونسى الكثير في غمرة تبادل الاتهامات من السبب في هذا القتل الذي يذهب ضحيته الأبرياء من الطرفين؟ لكننا لن ننسى!
ولنحزن على قتلانا الذين يسقطون بصواريخ التحالف، فالمملكة أو أي دولة أخرى لن تأسف على سقوط هؤلاء الضحايا رغم أن سقوطهم سيضرها كثيرا, لنحزن ولنطالب برحيل هذه الطائرات التي زادت الوضع شقاء، لكننا لن ننسى في خضم النقمة التي تعتمل في قلوبنا لما يحدث، أن السبب فيما آل إليه حالنا من قتل وخراب وفقر، هو انقلابكم.
لن ننسى كل قطرة دم أريقت وكل قطع أشلاء تبعثرت وكل قهر لاك الصدور.. لن ننسى.
ستقتص سنة الله في التداول من كل قاتل خاض في الدماء.