“بحاح”.. تحركات غامضة تبحث عن “دور” في بلد ملتهب
رغم تواريه عن الأنظار، يحتفظ “خالد بحاح”، بكامل امتيازاته التي حظي بها في رئاسة الوزراء. يمن مونيتور/ وحدة التحليلات/ خاص
لا يبدو أن “خالد محفوظ بحاح”، الذي أطاح به الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في الثالث من أبريل/ نيسان الماضي، قد غادر السلطة “ولو ذهنياً”، فالرجل ما يزال يتعامل مع الأحداث كما لو كان داخل أروقة الوزارة.
بحاح، وصل اليوم الأحد، العاصمة الألمانية برلين، وقال إنه “عازم على القيام بجولة لعدد من العواصم الغربية والعربية المؤثرة في تشكيل الرأي العام العالمي وصنع القرار لدعم جهود السلام في بلاده”.
وكتب في صفحته الرسمية في (فيسبوك) أن الجولة تهدف أيضاً إلى “حشد الجهود الإنسانية للمساهمة في إغاثة المناطق المحتاجة، ودعم مشاريع إعادة الإعمار، وعقد عدد من اللقاءات مع مجموعة من المنظمات والهيئات السياسية والمدنية وفق مبادرة شخصية لإنعاش العملية السياسية والضغط في اتجاه إيقاف الحرب وإنهاء الانقلاب وتحقيق سلام دائم”.
وتابع، “نحن بحاجة إلى رؤى واقعية وجادّة للوصول إلى سلام مستدام، والتأسيس لمفهوم جديد يستفيد من أخطاء الماضي ويتجاوزها”.
ومطلع أبريل/ نيسان الماضي، أطاح قرار رئاسي أصدره الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، اليوم الأحد، برئيس الحكومة ونائبه خالد بحاح، فيما ذهب منصب نائب الرئيس إلى الفريق الركن علي محسن صالح، ورئاسة الحكومة للقيادي المؤتمري أحمد عبيد بن دغر.
وعلى الرغم أن القرار الرئاسي قضى بتعيين خالد بحاح مستشاراً لرئيس الجمهورية، إلا أن الرجل لم يلتقِ الرئيس من يومها، وهو ما يؤكد التسريبات التي تحدثت عن سبب الإطاحة به وهي “تنازع الصلاحيات” بينه والرئيس هادي.
وظل بحاح منذ تلك الفترة مقيما في العاصمة السعودية الرياض، محتفظا بكافة الامتيازات التي حظي بها إبان تقلده لرئاسة الحكومة.
وقال مقربون من بحاح لـ” يمن مونيتور”، إن الرجل احتفظ أيضا بكافة طاقمه الإداري الذي كان يعمل معه في منصبه الحكومي، رغم تواريه عن الأنظار والكراسي الحكومية.
وكان مراقبون يتوقعون أن يعود “بحاح” للعيش في كندا التي يحمل جنسيتها أو الولايات المتحدة عقب الاطاحة به من كرسي الحكومة، لكنه استمر في الإقامة بالرياض، وقام ببعض الزيارات إلى دولة الإمارات.
ومنذ فشل مشاورات الكويت، بدأ بحاح يعود إلى الواجهة بشكل تدريجي عبر صفحته الرسمية في فيسبوك، ذات العلامة الزرقاء الخاصة بالشخصيات الشهيرة، للتعليق على الأحداث البارزة.
ومنتصف اكتوبر الجاري، طرح بحاح ما يشبه خارطة طريق للأزمة اليمنية، خلاصتها مغادرة طرفي الأزمة للبلاد، بما فيهم خصمه الجديد القديم، الرئيس عبدربه منصور هادي، كما هاجم جماعات الإسلام السياسي، في إشارة إلى الفريق علي محسن الأحمر، الذي خلفه في شغل منصب كرسي نائب الرئيس.
ويرى مراقبون أن بحاح بدأ يتحسس موقعاً في الفترة القادمة، من خلال التركيز على إعادة إعمار ما دمرته الحرب، وتقديم نفسه باعتباره الرجل الذي باستطاعته حشد دعم دولي لإعادة الإعمار، خلافا لقيادة الحكومة الشرعية الحالية صاحبة الحضور الخجول في المجتمع الدولي.
ومن الواضح أن بحاح يحظى بدعم قوي من دولة الإمارات، خلافا للموقف السعودي الغامض من الرجل، وخصوصا بعد شبهات حول علاقته بتحالف الحرب الداخلية المؤلف من الحوثي والرئيس السابق، وكذلك نزعاته التي تميل للانفصال وتقرير جنوب البلاد عن شماله مستقبلاً.
ويعوّل الرجل كثيراً على العودة مجدداً إلى السلطة، عن طريق تسوية سياسية قادمة كالتي طرحها ولد الشيخ مؤخراً ورفضتها الرئاسة والحكومة اليمنية، كان أحد بنودها إزاحة هادي ونائبه ورئيس حكومته، وهما الثلاثي القوي الذي يعتبر عقبة أمام عودة بحاح المحتملة.
وتعيش اليمن أوضاعاً غاية في الصعوبة منذ أواخر العام 2014، حينما اجتاح الحوثيون وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، العاصمة صنعاء ووضعوا أيديهم على مؤسسات الدولة، ما أدى لاندلاع حرب شعواء بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة، والحوثيين وقوات توالي “صالح” من جهة اخرى، فشلت ثلاث جولات من المفاوضات في وضع حدٍ لها.