مقابلة- نائب وزير الخارجية اليمني مصطفى نعمان: تغيّرات في السلك الدبلوماسي وتعنت الحوثيين وراء جمود عملية السلام
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ حوار رشاد النواري
قال نائب وزير الخارجية اليمني مصطفى نعمان، إن العملية السياسية في اليمن تمر بمرحلة جمود بسب تعنت جماعة الحوثي واستمرارها بفرض اشتراطات غير منطقة لإنهاء الحرب.
وفي مقابلة مع “يمن مونيتور” نُشرت يوم الخميس، قال نعمان إن الخلافات السياسية داخل معسكر الحكومة المعترف بها دولياً “قد خفت لكنها مازالت مصدر قلق، وتبذل السعودية الجهود لتقليصها”.
ولفت إلى أن مهمة وزارة الخارجية هي التعبير عن مواقف وسياسات الرئاسة والحكومة. لافتاً إلى إجراءات الوزير شايع الزنداني لإصلاح الخلل البنيوي في هيكل الوزارة وتحويلها إلى أداة فعالة لخدمة السياسة اليمنية. مشيراً إلى أن هناك تغيراً هيكلياً في السلك الدبلوماسي، لكن ذلك “يحتاج دعم قوي من الرئاسة والحكومة”.
وحول تأثير تصنيف الحوثيين من قِبل الولايات المتحدة على العملية السياسة في اليمن يرى مصطفى نعمان أن من الصعب الحكم الآن “على النتائج المباشرة لهكذا تصنيف، لكنه حتماً يشكل ضغطاً هائلا على الحوثيين”. ويشير إلى أن ما يشغل الحكومة هو تقليص الآثار السلبية لهذا التصنيف على اليمنيين.
نص الحوار..
كيف تقيم التطورات الأخيرة في العملية السياسية في اليمن وجهود الأمم المتحدة في هذا السياق؟
تمر العملية السياسية بمرحلة من الجمود بسبب تعنت جماعة الحوثي في صنعاء واستمرارها في وضع العراقيل والاشتراطات غير المنطقية لإنهاء حالة الحرب التي نقلت البلاد إلى واقع ارتفعت فيه الدعوات المذهبية والمناطقية التي كان اليمنيون قد تجاوزوها بعد ثورة السادس والعشرين من سبتمبر/أيلول 1962.
الأمم المتحدة ليست أكثر من ميسر، ولا يمكنها فرض أي اتفاق على اليمنيين رغم كل ما قدمته الحكومة من تنازلات حرصًا منها على تحسين أوضاع الناس، حتى في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي.
كيف ترى الخلافات داخل معسكر الحكومة وتأثيرها على الظهور كطرف موحد يقابل الحوثيين؟
ما من شك أن الخلافات السياسية التي كانت تعصف بمعسكر الحكومة قد خفت، لكنها ما زالت مصدر قلق. حيث تبذل القيادات والمملكة العربية السعودية الجهود لتقليصها، لأن استمرارها ينعكس بطبيعة الحال على وحدة الجبهات.
ما هي الخطوات التي تتوقع أن تتخذها الحكومة اليمنية لتعزيز دور الدبلوماسية في مواجهة الحوثيين؟
يجب أن يكون مفهومًا ومعلومًا أن المهمة الرئيسية لوزارة الخارجية هي التعبير عن المواقف والسياسات التي تقرها الرئاسة والحكومة. ومن هنا، فإن الأخ الوزير الدكتور شايع محسن اتخذ قرارات جريئة هدفها إصلاح الخلل البنيوي الذي أصاب هيكل الوزارة وحولها من أداة فعالة لخدمة السياسة اليمنية إلى ما يشبه دار نقاهة ورعاية لأعداد متزايدة من غير القادرين على تمثيل البلاد ومن غير المؤهلين للعمل الدبلوماسي.
كيف ترى تأثير تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة على العملية السياسية في اليمن وعمل منظمات الإغاثة؟
من الصعب الحكم الآن على النتائج المباشرة لهذا التصنيف، لكنه حتمًا سيشكل ضغطًا هائلًا على جماعة الحوثي ويضعها في مواجهة مباشرة مع المواطنين الذين يعيشون في نطاق سلطتها الجغرافية. المؤسف في هذا الصدد أن الحوثيين لا يضعون اعتبارًا للتأثيرات الإنسانية التي سيتعرض لها الناس، وكل ما يهمها هو ما تتحصله من بقاء المساعدات تحت سيطرتها وعبر مؤسساتها الخاصة.
وما هي الاستراتيجية التي ستنتهجها الحكومة اليمنية في التعامل مع جماعة الحوثي بعد التصنيف الجديد؟
ما يشغل بال الحكومة هو التأكد من تقليص الآثار السلبية التي سيحدثها التصنيف، وهذا الأمر يحتاج إلى تعاون لا تبديه جماعة الحوثي في صنعاء، فهي كما ذكرت لا تهتم كثيرًا بما سيصيب المواطنين من معاناة.
كيف يمكن تعزيز التعاون الدولي لتحقيق السلام في اليمن؟
البداية، كما أكرر دائمًا، هي في وحدة الصف داخل الشرعية. فهو السبيل الذي يجعل المجتمع الدولي يشعر بقوتها ويتعامل معها من هذا المنطلق. هذا يتطلب المزيد من الجهود والعمل الجاد داخل صف الشرعية.
كيف يمكن تعزيز دور الدبلوماسية اليمنية في تحقيق السلام في اليمن؟
الدبلوماسية اليمنية لا يمكن أن تعمل بعيدًا عن الواقع السياسي الداخلي، ولا يمكنها التحليق بدون الجناح الآخر لها وهو الرئاسة. وهذا يستدعي أن تعملا معًا لتحقيق الأهداف الوطنية. لا يجب تغييب الدبلوماسية اليمنية عن النشاط المكثف الذي تقوم به الرئاسة والحكومة.
ما هي الخطوات التي تتخذها الحكومة اليمنية لتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع الدول المجاورة؟
البداية هي في تقوية دور وزارة الخارجية ودعمها بالإمكانات المادية والمعنوية وحسن اختيار ممثليها في السفارات. ثم وحدة الخطاب السياسي الذي ستعبر عنه الدبلوماسية اليمنية.
كيف ترى دور الدبلوماسية اليمنية في تعزيز الاستقرار الإقليمي؟
في الوقت الراهن فإن دور الدبلوماسية اليمنية محصور في جلب الدعم الإقليمي للحكومة كي تتمكن من القيام بمهامها الداخلية. حاليًا، لسنا في وضع يسمح بلعب أدوار نحتاج إلى استقرار داخلي.
كيف يمكن تحقيق السلام في اليمن في المستقبل القريب؟
أن يقتنع الحوثيون أنهم لن يتمكنوا من حكم اليمن منفردين مهما طال الزمن، وأن الأجدر بهم حماية لليمن واليمنيين هو القبول بما يريده أغلبية اليمنيين والالتزام بالقرارات الدولية والدستور اليمني.
هل نتوقع تغييرا هيكليا في السلك الدبلوماسي؟
هذا ما يجاهد الأخ الوزير لتحقيقه، ولكنه لن ينجزه بدون دعم قوي من الرئاسة والحكومة. لقد اتخذ الوزير الخطوة الشجاعة بالحد من التضخم الذي عانت منه السفارات، وللاستمرار في العملية التي تأخرت لسنوات يجب الحصول على الدعم المادي والمعنوي للاستمرار فيها لتتمكن من إحداث التغيير الذي ينادي به الجميع وينشدونه.
هل الشرعية متمسكة بخيار التسوية وهل لا تزال خارطة الطريق قائمة أم أنها ستتقدم برؤيتها لتغييرها؟
لم تتوقف الحكومة عن القول بأنها ترغب بأن الحل السلمي هو خيارها الأول لوضع حد لهذه الحرب التي بدأت مع انقلاب الحوثيين على الإجماع الوطني في 21 سبتمبر/أيلول 2014 حين استولوا على السلطة بالقوة. لقد قالت الحكومة وكررت أنها غير راغبة في خوض الحرب إلا كخيار أخير. هذا لا يعني بأي حال التنازل عن شروط تحقيق السلام المعروفة للجميع والحفاظ على النظام الجمهوري.
لماذا فشلت الشرعية في إقناع المجتمع الدولي بدعمها حتى بعد قرار ترامب تصنيف الحوثيين؟
لا أسميه فشلًا، بل ضعفًا في التعبير يجب معالجته بتحسين أداء الدبلوماسية اليمنية والابتعاد عن استخدام اللغة الخشبية التي لا يفهمها المجتمع الدولي، وعدم الاستغراق في المفردات التي لا تصل إلى قلوب وعقول المجتمع الدولي ولا يفهمونها.