حراك دبلوماسي في الرياض وسط رفض حكومي “ضمني” لخارطة ولد الشيخ
شهدت العاصمة السعودية الرياض، حراكا دبلوماسية واسعا لسفراء الدول الكبرى، وسط رفض حكومي “ضمني” لخارطة ولد الشيخ أحمد. يمن مونيتور/ الرياض/ خاص
شهدت العاصمة السعودية الرياض، اليوم الخميس، حراكا دبلوماسية واسعا لسفراء الدول الكبرى، وسط رفض حكومي “ضمني” لخارطة السلام الأممية التي قدمها المبعوث إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
والتقى الرئيس عبدربه منصور هادي، ورئيس حكومته، أحمد عبيد بن دغر، كلا على حده، سفراء روسيا وفرنسا والصين، واليابان، لدى اليمن، وفقا لوكالة سبأ الرسمية.
وكُرست اللقاءات لمناقشة جهود المجتمع الدولي لإحلال السلام، والتحركات لطرح خارطة سلام أممية تنهي النزاع المتصاعد منذ أكثر من عام ونصف.
ووفقا للوكالة، فقد أكد هادي خلال لقاء سفير روسيا، فلاديمير ديدوشكين، حرص الحكومة على عملية السلام في جميع محطاتها المختلفة وتعاملها الايجابي مع مجمل تلك الاطروحات التي رُفضت من قبل الحوثيين والرئيس السابق.
ولم يتطرق هادي إلى خارطة السلام الأخيرة التي طرحها ولد الشيخ، لكن رئيس الحكومة، أحمد عبيد بن دغر، أعلن، خلال لقاءه السفير الصيني لدى اليمن، تيان تشي، أن الحكومة “لم تستلم حتى الآن أي مشروع اتفاق أو تسوية من قبل المبعوث الأممي”.
وقال بن دغر، إن الحكومة “ستتعاطي ايجابياً مع كافة الجهود المبذولة لاحلال السلام وايقاف الحرب التي فرضتها مليشيا الحوثي على أبناء الشعب اليمني”، لافتا إلى أنه “في حال كانت هذه الرؤية متوافقة مع المرجعيات الثلاث المتفق عليها وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن وخاصة القرار 2216 ومخرجات الحوار الوطني، فأن الحكومة ستكون إلى جانبها، وإذا لم تتوافق فسنوضح الخلل في الرؤية”.
وحمّل بن دغر الحوثيين مسؤولية ما وصلت إلى البلاد من حرب، وقال خلال لقاء آخر مع سفير فرنسا لدى اليمن، كريستيان تستو، أن العالم “سيدرك لاحقا أن الحوثيين هم مشكلة حقيقية ليس على اليمن ولكن على المنطقة والعالم”.
وقال بن دغر” نحن لانبحث عن تهدئة فقط بل نبحث عن سلام دائم ،وفق المرجعيات الاساسية المتفق عليها والمتمثلة في قرار مجلس الأمن الدولي رقم ٢٢١٦، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، لافتاً إلى أنه “بدون هذه المرجعيات سيكون السلام في اليمن هشاً وضعيفاً وغير قابل للإستمرار”.
ولم يعلن المبعوث الأممي رسميا تسليم الحكومة نسخة من خارطة السلام التي سلمها الثلاثاء في صنعاء لوفد الحوثي وصالح، لكنه دعا اليوم الخميس مجددا، الأطراف اليمنية، إلى ترك السلاح، والالتزام بالخارطة، ما يوحى إلى أنه فريق قد سلمها بالفعل للوفد الحكومي، لكن سبب رفضها قد يكون راجعا إلى تهميش دور “هادي” في الفترة المقبلة.
وشكر ولد الشيخ، في تغريدة مقتضبة على تويتر، دولة الإمارات، على مساندتها لدوره وللخارطة الأخيرة، من خلال تصريحات وزير الدولة للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، والذي أعلن أن خطة الطريق تمثل حلا سياسيا للأزمة اليمنية، وأن الخيارات البديلة مظلمة.
وتعيش الحكومة الشرعية حالة استنفار واسعة منذ يومين، وخلال الساعات الماضية، طغت أخبار المؤسسات الرسمية والمسؤولين الحكوميين الموالين الذين يرفضون ضمنيا الخارطة الأممية، على أخبار وكالة سبأ الرسمية.
ونشرت الوكالة بيانات لعشرات المؤسسات التي تؤكد تأييدها لاجتماع الرئيس هادي مع مستشاريه، أمس الأربعاء، والذي أكد أن أي حل لا يستند على المرجعيات الثلاث، سيكون غير مقبول.
ولا يُعرف ماهي نتائج تلك التحركات الدبلوماسية في الرياض، وخصوصا بعد إعلان المبعوث الأممي أن الخارطة تحظى بدعم دولي لا مثيل له، وما إذا كان المجتمع الدولي، بما فيه السعودية والإمارات، سيتجه لإرغام هادي للقبول بها، أم أنه سيطرى تعديلات جديدة عليها، وسيرفضها الحوثيون فيما بعد