أضطرت السعودية لفتح عملية “عاصفة الحزم” لحماية أمنها القومي من التهديد الطائفي الإيراني المباشر في اليمن أضطرت السعودية لفتح عملية “عاصفة الحزم” لحماية أمنها القومي من التهديد الطائفي الإيراني المباشر في اليمن، واضطرت تركيا لفتح عملية “درع الفرات” لحماية أمنها القومي من التهديد العنصري القومجي الكردي في شمال سوريا، وكلا التهديدين ترعاهما أمريكا في مشاريع تغيير معالم المنطقة سياسياً، واقتصادياً، واجتماعياً، والبعد الاجتماعي هو البعد الأخطر في هذه الحروب، لأن إيران تسعى لتغيير التركيبة الطائفية حيثما وصلت في احتلالها في البلاد العربية، فإيران سعت لتغيير هوية التركيبة الديمغرافية في أهم عاصمة عربية وهي دمشق، وكذلك فعلت في بغداد، ولا شك أنها فعلت ذلك في صنعاء وغيرها.
هذا الخطر شعرت به تركيا في شمال سوريا، حيث عملت الأحزاب الكردية الإرهابية وبرعاية أمريكية لتطهير المدن العربية السورية السنية والتركمانية وتحويلها إلى مدن تحت وصاية الأحزاب الكردية وتشريد أهلها العرب منها، وكانت الخطة التركية في “درع الفرات” هي الحل، وهي تقوم على تقديم الدعم العسكري العلني للشعب السوري وما يمثله من فصائل سياسية وعسكرية، مثل الجيش السوري الحر، فالخطة التركية تسير بنجاح في عملية “درع الفرات”، كما تسير بنجاح عملية “عاصفة الحزم” الخليجية في اليمن، في دعمها للشعب اليمني باستعادة الشرعية السياسية والاجتماعية، وبذلك استطاعت تحجيم المخاطر الإيرانية في اليمن على الأقل، ووقف التوسع الإيراني وإن لم تقض عليها، لأن هناك أطرافاً دولية كبرى تريد استنزاف السعودية ودول الخليج في حرب اليمن إلى أمد بعيد، وهذا ما يعطل مؤتمرات السلام الخاصة في اليمن.
إن الوضع في معركة الموصل لا يختلف عما يجري في شمال سوريا أو جنوب الجزيرة العربية في اليمن، فالمساعي الإيرانية والأمريكية تريد تغيير التركيبة السكانية وهوية الموصل الحضارية العربية السنية والتركمانية، لأن الهدف بناء حاجز دولي بين الدول العربية والجمهورية التركية، وهذا الحاجز تعمل إيران وأمريكا والأحزاب الكردية إلى بنائه باسم الدول أو الكنتونات السياسية التي تبقى في وحدة سياسية فيدرالية تحت النفوذ الإيراني والأمريكي، ولذلك أعرب وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر يوم 25 أكتوبر الجاري عن رضاه عما وصلت إليه الأمور في الموصل، ويعرب عن سعادته بالتعاون بين الحكومة العراقية الطائفية الإيرانية وقوات البيشمركة الكردية التي تعمل لزيادة مساحتها الجغرافية والنفطية على حساب هوية أهالي مدينة الموصل العربية السنية، فالصراع في الموصل صراع طائفي من جهة إيران وصراع قومجي من جهة الأكراد، وما داعش إلا ذريعة تمكنت المخابرات الدولية من صناعتها لتشريع الحرب الإجرامية واحتلال المدن العربية والسنية وتغيير هويتها الحضارية والتاريخية والتراثية والمعاصرة، فهل تتحالف الدول العربية وتركيا في عملية عسكرية واحدة للدفاع عن نفسها مرة أخرى في الدفاع عن الهوية السنية والعربية في الموصل، قبل أن يصل لهيب هذه الحرب إلى العواصم الخليجية والمدن التركية.
نقلا عن الشرق القطرية