خلال أقل من شهرين، التقى رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان بأرفع ثلاث شخصيات في سلم صناعة القرار في المملكة العربية السعودية خلال أقل من شهرين، التقى رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان بأرفع ثلاث شخصيات في سلم صناعة القرار في المملكة العربية السعودية، ليس هذا فقط بل تم عقد اجتماع وزاري تركي – خليجي بعد انقطاع طويل، تلاه زيارة وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد إلى تركيا، وهي الزيارة التي عكست كما يتم تداوله في أروقة صناعة القرار، تطوراً إيجابيا مهما .
وفي هذا السياق، فقد عكس الاجتماع الوزاري الذي جمع تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي في الرياض، أولويات ومصالح الطرفين المشتركة، ومن المنتظر أن يشكل البيان الختامي الذي صدر عن هذا الاجتماع أجندة مشتركة لبناء تفاهم غير مسبوق بين الطرفين، لمواجهة المخاطر الجسيمة التي باتت تعصف بهما، في ظل تحالف النظام الإيراني مع روسيا، وتفاهمه مع إدارة أوباما على توسيع نفوذه في المنطقة بشكل غير مسبوق في التاريخ الحديث.
وفي ترجمة لهذا التعاون، لم يخلُ أي خطاب مهم للرئيس أردوغان مؤخراً من انتقاد لقانون جاستا الذي يستخدم كسيف مسلط على المملكة، بالإضافة إلى الملفين الأكثر أهمية في المنطقة أي سوريا والعراق، حيث يسعى اللاعب التركي لأن تكون له كلمة على طاولة المفاوضات، من خلال العمليات العسكرية على الأرض.
ومن الواضح أن الجانب التركي يواكب هذا التقارب مع دول الخليج العربي بمواقف سياسية أشد تجاه النظام الإيراني وحلفائه، لقد أثار هذا السلوك التركي جنون الجانب الإيراني، خاصة عندما قام وزير الخارجية مولود جشاويش أوغلو باتهام النظام الإيراني بتكثيف جهوده في الاستعانة بالميليشيات الشيعية الطائفية من أفغانستان وباكستان بالإضافة إلى حزب الله، وذلك أثناء النقاشات التي دارت في الجلسة المغلقة لاجتماع لوزان بشأن سوريا.
وبما أن التخريب هو ما يبرع فيه نظام الملالي، فقد قام مؤخراً باستخدام الحكومة العراقية وميليشياتها ليزيد من الضغط السياسي والإعلامي على تركيا في العراق، ولم يتورع كذلك عن استخدام أبواقه من رجال الدين هناك لإعطاء الموضوع بعداً طائفيا، تحت يافطة مهترئة ظاهرها السيادة وباطنها خدمة السيد الإيراني فقط.
لم يتم الاكتفاء بذلك، بل ذكرت صحف إيرانية بأن السلطات الإيرانية استدعت السفير التركي، وسلمته رسالة احتجاج على تصريحات المسؤولين الأتراك الأخيرة فيما يتعلق بتطورات الأوضاع في المنطقة، وقد تزامن ذلك أيضاً مع التهديدات التي صدرت عن نظام الأسد بإسقاط أي طائرة تركية حال عبورها المجال الجوي للبلاد، وهي التصريحات التي يعتقد كثر أنها جاءت على الأرجح نتيجة لإيعاز إيراني.
لغة وسلوك وتصرفات النظام الإيراني باتت توحي بأنه يرى فعليا أن المنطقة أصبحت في جيبه، سيما وأن ما تقوم به الولايات المتحدة وروسيا يصب في خدمة أهدافه أولاً وأخيراً. وما لم يتم وضع حد لهذا السلوك، فإننا مقبلون على كوارث أكبر قريباً.;
نقلا عن العرب القطرية