عربي ودولي

سكان غزة يبحثون عن آلاف الشهداء تحت الأنقاض في اليوم الثاني من وقف إطلاق النار

 

غزة/القاهرة (رويترز) – بدأ الفلسطينيون يوم الاثنين البحث عن آلاف من سكان قطاع غزة يُعتقد أنهم دُفنوا تحت الأنقاض وذلك في اليوم الثاني من سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

في الوقت ذاته أعرب السكان عن صدمتهم إزاء الدمار الهائل الذي حل بالقطاع جراء الحرب التي شنتها إسرائيل على مدار 15 شهرا وتسببت في تأجيج الوضع بالشرق الأوسط.

ودخل الاتفاق حيز التنفيذ يوم الأحد مع إطلاق سراح ثلاث إسرائيليات من الرهائن الذين تحتجزهم حماس مقابل الإفراج عن 90 فلسطينيا من السجون الإسرائيلية وذلك في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

والآن بدأ الاهتمام يتحول إلى إعادة بناء القطاع الساحلي الذي دمره الجيش الإسرائيلي ردا على هجوم قادته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.

وبحسب إحصاءات إسرائيلية، أدى هجوم حماس إلى مقتل 1200 شخص واقتياد نحو 250 رهينة إلى غزة. ووفقا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، تسببت الحرب التي تلت الهجوم في مقتل أكثر من 47 ألف فلسطيني.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل “نبحث عن جثامين أكثر من 10 آلاف شهيد لا تزال أجسادهم تحت الأنقاض حتى الآن”.

وأضاف “عدد الشهداء الذين تبخرت أجسادهم ولم نجد لهم أثرا بسبب القصف الإسرائيلي بلغ 2842 شهيدا”.

وفقد أحد النازحين ويدعى محمد جمعة شقيقه وابن شقيقه في الحرب.

وقال “كانت صدمة كبيرة والجلطات لا تعد ولا تحصى بما حدث في بيوتهم لإنه دمار.. دمار شامل. لا بتقولي زلزال ولا بتقولي طوفان، لا..لا اللي صار حرب إبادة”.

فلسطيني يجلس أمام منزل مدمر، عقب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، في البريج وسط قطاع غزة يوم 20 يناير كانون الثاني 2025. تصوير: خميس سعيد – رويترز

* أعيرة تحذيرية

قال سكان ومسعفون في غزة إن اتفاق وقف إطلاق النار صامد إلى حد كبير، رغم حدوث وقائع متفرقة. وقال مسعفون إن ثمانية أشخاص أصيبوا بنيران إسرائيلية منذ صباح يوم الاثنين في مدينة رفح بجنوب القطاع، دون تقديم تفاصيل عن حالتهم.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق أعيرة تحذيرية استهدفت أشخاصا اقتربوا من القوات التي لا تزال منتشرة بالمنطقة وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار.

ونشرت إميلي داماري وهي بريطانية إسرائيلية أُطلق سراحها يوم الأحد مع اثنتين أخريين رسالة على إنستجرام قالت فيها “لقد عدت إلى الحياة أحبائي. أنا أسعد شخص في العالم رغم كل شيء”.

وفي الضفة الغربية المحتلة، حيث عاد معظم المعتقلين الفلسطينيين المفرج عنهم، تمكنت نداء زغيبي أخيرا من احتضان أبنائها الثلاثة سدن وسيلا وطاهر الذين تركتهم وراءها بعد اعتقالها من قبل القوات الإسرائيلية.

وكانت ابنتاها سدن وسيلا تبكيان عندما احتضنتا والدتهما لدى وصولها إلى المنزل وعلى رأسها تاج من الزهور وحول رقبتها الوشاح الفلسطيني التقليدي.

فلسطينية تدعى نداء زغيبي تحتضن ابنتيها بعد إطلاق سراحها من سجن إسرائيلي، في إطار صفقة تبادل الرهائن والسجناء واتفاق وقف إطلاق النار، في جنين بالضفة الغربية المحتلة يوم 20 يناير كانون الثاني 2025. تصوير: رنين صوافطة – رويترز

وقالت لرويترز “كنت أحلم فيهم وكل ليلة أتخيل شو ممكن يكونوا يعملوا… بعرف كل الأهل هنا ما بيقصروا والكل داير باله عليهم بس مشاعر الأمومة تطغى على كل إشي صراحة”.

وسيتطلب إعادة إعمار غزة بعد الحرب مليارات الدولارات. وأظهر تقييم للأضرار أصدرته الأمم المتحدة هذا الشهر أن إزالة أكثر من خمسين مليون طن من الأنقاض التي خلفها القصف الإسرائيلي قد يستغرق 21 عاما بتكلفة تصل إلى 1.2 مليار دولار.

وذكر تقرير للأمم المتحدة صدر العام الماضي أن إعادة بناء المنازل المدمرة في غزة قد تستغرق على الأقل حتى عام 2040، لكن الأمر قد يستمر لعدة عقود.

ويُعتقد أن الأنقاض ملوثة بمادة الأسبستوس، إذ من المعروف أن بعض مخيمات اللاجئين التي ضُربت في أثناء الحرب بُنيت بهذه المادة.

وقال مسؤول في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يوم الأحد إن الحرب أدت إلى محو نتائج 69 عاما من التنمية في غزة.

وتقول إسرائيل إنها شنت الحرب بهدف القضاء على حماس وتدمير شبكة الأنفاق التي بنتها تحت الأرض.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى