يوميات امرأة في متاهة الحروب والجبهات
يروي كتاب “امرأة من فلسطين.. متاهة حروب وجبهات”، لمؤلفته ريم رفعت النمر، قصة استثنائية لزوجين في غاية الانسجام والتكامل في ما بينهما، على الرغم من الخلافات الصارخة التي كانت تنشب بينهما من وقت إلى آخر. يمن مونيتور/العرب اللندنية
يروي كتاب “امرأة من فلسطين.. متاهة حروب وجبهات”، لمؤلفته ريم رفعت النمر، قصة استثنائية لزوجين في غاية الانسجام والتكامل في ما بينهما، على الرغم من الخلافات الصارخة التي كانت تنشب بينهما من وقت إلى آخر.
الكتاب، الصادر عن دار “رياض الريس” ببيروت، يضم قصة حياة زوج الكاتبة نفسها كما عايشتها، فأبوالعباس بقامته المديدة كان يتمتع بشخصية مهيبة لقد جمعنا حبنا لفلسطين ولأولادنا ولحوار هادئ وسط عالم كان يبدو أحيانا مليئا بالجنون المطبق.
وكان على علاقة متينة بالزعيم الراحل ياسر عرفات، على الرغم من الخلافات السياسية بينهما، ونفذ أبوالعباس الكثير من العمليات العسكرية، التي لم تحقق أهدافها المرجوة، إلّا أنها كانت تعبّر عن صرخة المقاومة، التي شدّت انتباه العالم نحو الظلم، الذي تعيشه فلسطين وشعبه.
بدأت حياة ريم النمر في عام 1970 عندما انضمّت إلى حركة فتح، وكان الدافع للانضمام إلى الحركة هو تحرّر فلسطين بأيدي الفلسطينيين وحدهم، وفي شهر سبتمبر بدأ مناضلو فتح بتنفيذ تسلل من الأردن وشن هجمات داخل إسرائيل، عن تلك الفترة تقول “كنت أقصد معسكرات فتح باستمرار مرتدية الزي العسكري، وتعلمت فنون التصويب والتسديد على الأهداف”.
حجز محمد زوجها الأول مقعدين في سيارة أجرة متجهة إلى بغداد، وجلست في المقعد الخلفي، إلى جانب راكب آخر، ولدى الوصول إلى نقطة الوليد الحدودية ختم الضابط جواز محمّد، ثم نظر إلى جوازها وقال “أريد أن أراها”، كانت صورة السيدة الموجودة على الجواز تكبرها بعشر سنوات، سألها الضابط “من أنتِ؟” فأصرت على القول إنها مريم صاحبة الصورة، وهنا قال لها الضابط “أنا لا أعرف من أنتِ، ولكن عندي إحساس يقول إنني يجب أن أسمح لكِ بالعبور.. وختم الجواز”.
تزوجا في التاسع من سبتمبر عام 1982، وذهبا إلى الشيخ وملآ الاستمارات القانونية للزواج وعادا إلى شقتهما في ركن الدين بدمشق. ثم انتقلا إلى العراق الذي أصبح وطنا لهما خلال الأعوام الـ17 التالية. وقدّم لهما صدّام حسين فيلا مطلية باللون الأبيض في منطقة الكرادة، كانت تحتوي على ميكروفونات مخفية.
تبيّن ريم النمر في الكتاب، أنه ربما انطوت حياة أبي العباس العسكرية على البعض من الأخطاء أو الفشل، ولكن هي التي عرفته جيدا، وهي التي عرفته أكثر من أي شخص آخر، إذ رافقته وسارت على نهجه السياسي، وهي صديقته وزوجته.
وتقول “كنت معجبة بشخصية أبي العباس، كيف استطاع هذا الولد الفقير القادم من وسط مخيم النيرب بحلب، ومن زواريب مخيم اليرموك المقفرة في دمشق أن يكتسب كلّ هذه المعرفة والحكمة والثقة بالنفس؟”.