اهتمت الصحف الخليجية اليوم الجمعة بموجة الخروقات التي طالت الهدنة أمس الخميس في أول أيامها والتي تهدد بإ با بانهيارها في أي لحظة . يمن مونيتور/وحدة الرصد/خاص
اهتمت الصحف الخليجية اليوم الجمعة بموجة الخروقات التي طالت الهدنة أمس الخميس في أول أيامها والتي تهدد بإ با بانهيارها في أي لحظة .
وتحت عنوان “الإنقلابيون يخرقون الهدنة مجددا” كتبت صحيفة “الشرق” السعودية أنه ما إن بدأت هدنةٌ جديدةٌ في اليمن حتى قامت ميليشيات الحوثيين والمخلوع علي عبدالله صالح بخرقها ولعشرات المرات وفي أنحاء عدة إذ سجلت لجان المراقبة التابعة للتحالف العربي الداعم للشرعية أكثر من 43 خرقاً على الشريط الحدودي بين المملكة واليمن.
وقالت إن الحوثيين وحلفاءهم اعتادوا على ازدواجية الخطاب، يقولون للأمم المتحدة ما لا يطبقونه على الأرض، يدَّعون القبول بالهدنة وتثبت أفعالهم عكس ذلك، إنهم يواصلون قصف الأحياء السكنية والمواقع المدنية، ويقومون بعد بدء الهدنة بمهاجمة مواقع قوات الشرعية وباستخدام أسلحة على الشريط الحدودي في خرقٍ واضح وفاضح لاتفاق وقف إطلاق النار.
من جانبها ذكرت صحيفة “البيان” الإماراتية إن الحوثيين أنهوا أول أيام هدنة اليمن بتسجيل أكثر من 300 خرق على عدد من الجبهات خاصة على الحدود مع السعودية، وجبهات تعز والجوف وصنعاء ومأرب والبيضاء وشبوة والضالع، تنوعت بين قصف أحياء سكنية ومهاجمة مواقع الجيش الوطني والجانب السعودي من الحدود، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
ونشرت صحيفة “العرب القطرية” مقالا للكاتب اليمني “مأرب الورد” بعنوان “هل تنجح تحركات لندن لحل أزمة اليمن”
أكد فيه إن التحركات البريطانية المكثفة لم تأتِ من فراغ، وإنما يبدو أن الأميركان كلفوها بملف اليمن لانشغال إدارة أوباما الديمقراطية بترتيبات مغادرة البيت الأبيض مع قرب إجراء الانتخابات الرئاسية الشهر القادم، ولاهتمامها أكثر بالأزمة السورية.
وأوضح إن مشروع القرار والذي أعلنت بريطانيا تأجيل طرحه كان في البداية بياناً مقدَّماً للمجلس يدين إجراءات الانقلابيين بتشكيل مجلس سياسي وتصعيد العمل العسكري بالداخل اليمني وعلى حدود السعودية، لكن روسيا أفشلته بحق النقض، حتى تطور إلى مشروع قرار كان يُفترض توزيعه الأيام القليلة القادمة قبل تأجيله.
وأضاف إن التأجيل مرتبط بالهدنة التي أُعلن عنها بانتظار صمودها، وبتحديد موعد زمني للعودة للمشاورات وسط تصريحات مختلفة أن ولد الشيخ سيعرض خطة طريق شاملة للأزمة، بحسب المندوب البريطاني بمجلس الأمن، الذي يقود الحراك الدبلوماسي بالمجلس.
وشبه الكاتب “محمد عبدالله الصلاحي” في مقال نشرته صحيفة “عكاظ” السعودية الهدن في اليمن بتلك التي تحدث في بعض البطولات الرياضية أن يطلب المدرب وقتا مستقطعا يوقف فيه المباراة، ليتمكن من ترتيب وضع فريقه ذي المستوى المتدني، وتأخره عن منافسه، يُسمى هذا في قانون الرياضة بـ«الوقت المستقطع».
وأكد أن هذا التشبيه «وقت مستقطع» هو ما يحدث في حرب اليمن بين الفينة والأخرى؛ فكلما تقدمت القوات الشرعية مُحققة انتصارات على الطرف الانقلابي، تعالت الدعوات الدولية لتنفيذ وقف إطلاق النار، دعوات أشبه بوقت مستقطع، يُوقف تقدّم قوات الشرعية، وبه تسترد الميليشيات أنفاسها وتُعيد ترتيب صفوفها! حدث هذا أكثر من مرة.
و نشرت صحيفة “الخليج” الإماراتية مقالا للكاتب “مفتاح شعيب” أشار فيه إلى إن الساعات الأولى للهدنة وضعت شكوكاً حول احتمال صمودها بسبب الخروقات التي حدثت مع بدء سريانها معززة بأجواء عدم الثقة في التزام معسكر الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح بوقف إطلاق النار بما يسمح بالعودة إلى المفاوضات مثلما تأمل الأمم المتحدة وجميع الأطراف ذات الصلة بما فيها التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
وأضاف بأن الهدنة الجديدة هي السادسة في عمر الصراع خلال التسعة عشر شهراً الماضية، وهي أكبر فرصة يمكن أن تشكل منعطفاً في الأزمة إذا مرت أيامها الثلاثة الأولى بأقل قدر من الانتهاكات وجرى تمديدها مثلما يشير بيان إعلانها الأممي، فالساعات ال 72 ستشكل اختباراً قاسياً على اليمن، وعليها سيتضح إما خيار العودة إلى المفاوضات بناء على مقررات المرجعيات المعلنة أو مواصلة القتال وتكبيد الشعب اليمني مزيداً من الخسائر البشرية والتفريط في مقدراته وتعميق المآسي الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها البلد، وبدأت تتجلى بصور فظيعة خصوصاً على مستوى انهيار النظامين التعليمي والصحي، وهو ما يعزز التأكيد بأن واقع الحال لم يعد يحتمل مزيداً من التصعيد العسكري، كما لم يعد من سبيل للنجاة غير المفاوضات والتوافق على حل سلمي ينهي هذه المعاناة المريرة.