الشعور بالاستنزاف والتحدي الغربي تجعل هدنة اليمن أكثر حظاً من سابقاتها
تدخل اليمن هدنة حرب جديدة هي السادسة منذ عامين، لكنها تبدو أكثر حظاً من سابقاتها من ناحية استمرارها رغم التصعيد العسكري قبيل ساعات من بدئها. يمن مونيتور/ صنعاء/ تقدير موقف:
تدخل اليمن هدنة حرب جديدة هي السادسة منذ عامين، لكنها تبدو أكثر حظاً من سابقاتها من ناحية استمرارها رغم التصعيد العسكري قبيل ساعات من بدئها.
يشعر طرفي الحرب أنهما في حالة استنزاف مستمرة وكبيرة، وإن كان تحالف الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق تظهر أكثر استنزافاً في مواردها وأسلحتها إلا أن الحكومة والتحالف مستنزفتان دبلوماسياً وسياسياً مع التصعيد الروسي الأخير في مجلس الأمن بالدعوة إلى حظر جوي في اليمن، إلى جانب الاستنزاف المالي والعسكري.
يقول إسماعيل ولد الشيخ أحمد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إن الهدنة ستمدد بموافقة الأطراف اليمنية، وفي حال اتفاق طرفي النزاع على تمديد مهلة وقف إطلاق النار أو الدخول في مفاوضات، فإنهما سيجدان نفسيهما أمام تحديات دبلوماسية وسياسية، وملفات أكثر تعقيداً مما يمكن طرحه في رؤية أممية.
في وقت يشعر الحوثيون وعلي عبدالله صالح بالنقص. ويزيد الحوثيون بالشعور بالمظلومية ولذلك لجأوا للحديث عن أنفسهم كأقلية، ودائما ما اشتكت الجماعة مراراً من مشاعرها بالاضطهاد والتمييز مع أن نظام صالح الذي تحالف معهم اضطهد الشعب اليمني باختلافاته طوال (33 عاماً)، ومارسه الحوثيون بسوء مضاعف منذ اجتياحهم صنعاء في سبتمبر/ أيلول 2014م.
وإذا ما اتفق الجانبان على إجراء مباحثات، فإن تلك المطالب ستوضع على طاولة المفاوضات، لاسيما مع إصرار الحوثيين على ضرورة تخلي منصور هادي عن منصبه. ويتوقع فانسان دوراك الخبير الألماني في الشرق الأوسط -خلال تصريحات صحافية- أن هذا المطلب يجعل المحادثات أمرا صعبا ويعمل على إفشالها. وحتى لو أن الرئيس وافق على التفاوض، فإن قضايا أخرى ستلقي بظلالها على الأوضاع. ويرى دوراك أنه “يجب تنظيم انتخابات جديدة تنبثق عنها حكومة مستعدة لبحث طلبات الشعب اليمني”، مؤكدا على تلك القضايا المحورية لا يمكن حلها إلا بضغط دولي أكبر.
غربياً يظهر الحكم على طريقة التغطية الأخيرة للصراع في اليمن وكأن التحالف السعودي وداعميه الغربيين هم الذين على خطأ، وليس المحرضون التابعين لإيران الذين بدأوا الصراع، واحتلوا مؤسسات الدولة الرسمية وافتعلوا المناورات العسكرية على الحدود مع المملكة العربية السعودية وهاجموا الممرات المائية الحساسة وعرقلوا سُبل التوصل لأي حلول سلمية جذرية.
وتعمل جماعات حقوقية عديدة إلى توجيه سيل من الانتقادات للتحالف الذي تقوده السعودية بارتكاب جرائم حرب بينما تنأى عن الاقتراب من سلوك الحرس الثوري الإيراني الذي يستخدم المؤسسات المدنية اليمنية بانتظام، مثل المشافي والمدارس، دروعا بشرية.
يمثل الصراع اليمني تحدياً غربياً وأقليمياً أكبر من الجدل حول من يكون الطرف المذنب بارتكاب انتهاكات حقوقية، فقرب اليمن من الشرايين التجارية الحيوية في الخليج لا يعني فقط استمرار حالة عدم الاستقرار بقدر ما هو تهديد للأمن الغربي كما هي الحال في بقية المنطقة.
ربما يكون الغرب قد فشل في ترتيب وقف لإطلاق النار في سوريا، لكن هذا لا يعني أنه لا ينبغي أن يحاول من أجل وقف مماثل في اليمن، كما يجب بذل كل جهد ممكن لحث الحوثيين على العودة لطاولة المفاوضات ووضع حد لإراقة الدماء وإلا فمن المحتمل أن يفقد المزيد من الأبرياء أرواحهم، إلى جانب خطوط تجارية حيوية تحت التهديد المستمر.