حصري- الحوثيون يضاعفون الإجراءات الأمنية مع اقتراب حُكم ترامب
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
ضاعف قادة جماعة الحوثي، الاحتياطات الأمنية مع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني، حيث يخشون التعرض لمنهجية اغتيالات بمساعدة إسرائيلية-حسب ما أفادت مصادر لـ”يمن مونيتور”.
كما زادت الجماعة المسلحة من جهود التعبئة العامة، في مناطق سيطرتها مع تجدد المخاوف من عملية عسكرية برية تستهدف مناطق استراتيجية خاضعة لسيطرتها خاصة في السواحل الغربية لليمن.
وقال مصدران مطلعان على إجراءات الحوثيين لـ”يمن مونيتور”، إن قادة الحوثيين حرصوا على تمويه تحركاتهم بين المحافظات عبر عدة غطاءات لتجنب الرصد، بما في ذلك تغيير معظم مقرات الجماعة السرية، بمقرات جديدة مع وضع ما يشبه البروتكول للوصول إليها والتي غالباً ما تحتوي منشآت تحت الأرض محمية.
ولفت واحد من المصادر أن التغيّرات الجديدة، جاءت بتوجيه مباشر من زعيم الجماعة، خلال اجتماع مغلق أشرفت عليه وحدة اتصالات خاصة بالحوثيين على درجة عالية من الثقة.
كما جرى توجيه القادة الأمنيين والعسكريين بتجنب -قدر الإمكان- الأجهزة الالكترونية، بما في ذلك الهواتف الشخصية. وجرى استبدال الاتصالات بأجهزة مختلفة.
في أكتوبر/تشرين الأول الماضي قالت مصادر لـ”يمن مونيتور” إن زعيم الحوثيين ومعظم قيادة الصف الأول والثاني يتحركون ضمن إجراءات أمنية صارمة لعقد الاجتماعات والتنقل بين المناطق والمهام الموكلة إليهم، كما يعقدون اتصالاتهم عبر دائرة مغلقة جرى تطويرها مؤخراً، وجرى التخلي عن دائرة اتصالات سابقة.
ورفعت جماعة الحوثي معظم النقاط المنتشرة في مناطق سيطرتها، ويعود ذلك أساساً لتجنب رصد تحركات قادة الجماعة الذين يمرون عبرهم -حسب ما أفاد مسؤول في صنعاء مطلع على تفكير الحوثيين لـ”يمن مونيتور”- وينتشر في هذه النقاط الأقل ولاء من الحوثيين، بعضهم كانوا أعضاء أو مجندين لصالح حزب المؤتمر الشعبي العام الذي كان يقوده الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، ويشك الحوثيون بولائهم ويعتبرونهم “طابور خامس”.
وقال رجال قبائل مطلع يناير/كانون الثاني الجاري إن الحوثيين رفعوا بعنف حاجز مستحدث لقبيلتهم في منطقة “معبر” (بين صنعاء وذمار) كان الهدف منه الوصول لأفراد قبيلة أخرى قتلوا اثنين من أبنائهم.
وقال محمد ابن الحسن إنه كان متواجداً وقت رفع الحاجز بالقوة: أطلقوا النار على الفور، وأزالوا البرميل والساتر الترابي الذي كان موجوداً، واعتقل 6 منّا وحقق معنا في مدينة ذمار حول سبب وضع الحاجز، وتدخلت شيخ كبير للإفراج عن الجميع مع التعهد بعدم تكرار ذلك”.
حِمل الحوثيين الجديد
بعد اغتيال حسن نصر الله وضعف نفوذ حزب الله اللبناني، وسقوط نظام بشار الأسد السوري، ظهرت تساؤلات جديدة حول إمكانية ازدياد تأثير الحوثيين كمشاركين فعالين داخل محور إيران في الشرق الأوسط. كان قادة حزب الله يلعبون دوراً أساسياً في قيادة السياسة الإيرانية في المنطقة، إلا أن التغيرات الحالية أصبحت ملموسة، وخيارات البدائل أمام إيران أصبحت محدودة للغاية.
ويرى خبراء وسياسيون إسرائيليون وأمريكيون أن على إدارة ترامب استهداف قادة الحوثيين لإضعاف إيران. وقالت صحيفة وول ستريت جورنال يوم الاثنين، إن الخطوة التالية للاحتلال الإسرائيلي هي ضرب قادة الحوثيين.
وقال مسؤول أمني في جماعة الحوثي لـ”يمن مونيتور” إنهم “يعرفون النوايا الأمريكية والإسرائيلية باستهداف “قادة اليمن، ونتوقع أنه ستكون هناك مساعدة عربية من الإمارات والسعودية”.
لذلك، يضيف المسؤول الأمني، يجري تغيير المنظومة والإجراءات الأمنية التي كانت معروفة حتى وقت قريب، حتى يكون من الصعب على “الاستخبارات المعادية الوصول إلى هدفها”.
وتحدثت المصادر في التقرير شريطة عدم الكشف عن هويتها إما خشية الانتقام، أو أنها غير مخولة بالحديث لوسائل الإعلام.
وتعاني إسرائيل والولايات المتحدة بالفعل من فشل مخابراتي يتعلق بجماعة الحوثي المسلحة؛ وقال رئيس الموساد الأسبق، إن الأمر يتعلق “بالاستثمار (تخصيص الموارد) لكننا في النهاية سنجلب المعلومات الاستخباراتية”. وهو ما لم يخصصه الأمريكيون والإسرائيليون من قِبل.
- معهد إسرائيلي: الغارات على اليمن رسالة للعرب والتحالف الأمريكي قبل أن تكون لإيران
- صحيفة أمريكية.. خطوة إسرائيل التالية ضرب كبار قادة الحوثيين
- قلاع رملية.. المجلس الرئاسي الهش وصراع وحدة الصف
- حصري- في خطاب داخلي.. الحوثيون: سقوط الأسد لا يهم.. ونستعد لمعركة فاصلة
- حصري- الحوثيون يتحفزون لمواجهة زلزال سقوط الأسد السوري بتقديم التنازلات للخارج
تحالف مع الولايات المتحدة وإسرائيل
وفي يوليو/تموز الماضي سلمت القيادة المركزية الأمريكية (المنتشرة في المنطقة وتهاجم الحوثيين منذ عام)، إدارة بايدن، قائمة أوسع لاستهداف قادة الحوثيين، لكن الإدارة رفضت السماح باستهداف قادة الجماعة اليمنية خشية أن يؤدي إلى حرب إقليمية تشارك فيها إيران. ويبدو أن إدارة ترامب ستسمح بالبدء في العملية حيث تشير التسريبات إلى أن ترامب سيوسع العمليات ضد الحوثيين في اليمن.
يوم الثلاثاء، أجرى نائب قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي، الأدميرال براد كوبر، مشاورات في تل أبيب مع نائب رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال أمير برعام. والذي تزامن مع تحذير ترامب من أنه إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة بحلول موعد تنصيبه في 20 يناير/ كانون الثاني، فإن “الجحيم سوف يندلع في الشرق الأوسط”.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في أواخر ديسمبر/كانون الأول: “سنلاحق جميع قادة الحوثيين، وسنضربهم كما فعلنا في أماكن أخرى”. فيما قال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إن “المعركة مع الحوثيين بدأت”.
ويسعى الاحتلال الإسرائيلي لبناء تحالف يضم الولايات المتحدة ودول عربية لمهاجمة الحوثيين، بدلاً من شن هجمات منفرداً ضد الجماعة التي لا تؤدي إلا إلى تضخيم العمل الداعي للحوثيين. لكن الدول العربية ترفض تماماً المشاركة في أي تحالف مع الولايات المتحدة بشأن الهجمات في البحر الأحمر وتعتبر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة دافع تلك الهجمات. ولا يعرف ما إذا كان الوضع سيتغير مع الإدارة الأمريكية الجديدة.
وقال ألون بينكاس، وهو دبلوماسي إسرائيلي كبير سابق، إن حكومة الاحتلال “تخاطر بتحويل مشكلة دولية إلى أن تكون مسؤوليتها الوحيدة إذا تصرفت بمفردها مع الحوثيين، الذين أعاقوا التجارة الدولية بمهاجمة السفن في البحر الأحمر”.
وأضاف أن “إسرائيل تعمل على أسرلة المشكلة”؛ مشدداً على ضرورة وجود تحالف لمهاجمة الحوثيين.
وفشلت التحالفات والجهود العسكرية الدولية لوقف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
وقال المسؤول الأمني التابع للحوثييين الذي تحدث لـ”يمن مونيتور”: المشكلة الأساسية هي العدوان الصهيوني، وعندما ينتهي سيتوقف كل شيء إذا رحلت القوات الغربية من البحر الأحمر.
ومع ذلك يشكك محللون وخبراء في توقف هجمات الحوثيين مع التوصل لاتفاق ينهي الحرب الوحشية الإسرائيلية على قطاع غزة، ويقولون إن ذلك لن يمنع الحوثيين من إيجاد مبررات أخرى لاستخدام مهاجمة الملاحة الدولية كرافعة سياسية لتحقيق مكاسب محلية وإقليمية.
- لماذا الحوثيون سعداء للغاية بالهجمات الإسرائيلية؟!
- البحر الأحمر وعملية السلام اليمنية.. لعبة الأمن البحري رافعة الحوثيين السياسية الجديدة (تحليل)