حب الوطن فوق الجميع ،عبارة نسمعها من أفواه الكثير، صغيرهم مع كبيرهم، صالحهم مع الطالح من بينهم.
حب الوطن فوق الجميع ،عبارة نسمعها من أفواه الكثير، صغيرهم مع كبيرهم، صالحهم مع الطالح من بينهم.
الكل يتغنى بحب الوطن، ويظهر للناس أنه مضحٍ للبلد بنفسه وماله وأهله، لكن المأساة هي أن هذا الوطن المحبوب من قبل الجميع قد أصبح وأهله ضحيةً للأسلحة الثقيلة والمتوسطة، فهل الحب هو القاتل له كما يقال: “ومن الحب ماقتل”؟، أم أن حب الوطن فوق الجميع عبارة كثر تداولها على الألسن، ما أدى إلى حفظها، ولهذا هي تقال بكل وقتٍ ومكان وكأنها عادة دون هدف وحب، أم أن الواقع يعمل بالعكس، فالحب ليس إلا قول والأعمال كلها حقد وكراهية له وعليه.
إن المتأمل في الواقع يحتار كثيراً في الأمر، فقلةٌ هم الذين يتغنون بحب الوطن ويعملون من أجله الكثير، ويضحون لأجله بالغالي والنفيس، وتجد أقوالهم تطابق أفعالهم، وهمهم الأسمى هو بقاء الوطن شامخاً بطوله وعرضه.
لكن البعض من الناس من يجعل من حب والوطن ستاراً يخفي تحته الحقد كله والكراهية والأعمال القذرة والمحسوبية والاستغلال والابتزاز والوصول إلى مناصب رفيعة، بغض النظر عن مؤهلاته أو شهاداته أو ضميره وحبه لبلده.
وهؤلاء لا يعرفون من الحب شيئاً، وهم الذين يقولون ما لا يفعلون، تجدهم لا يعرفون إلا الأقوال التي حفظوها لأهداف برؤوسهم، ولا يعرفون من الحرب الحاصلة إلا الأموال التي تدر عليهم بين الحين والآخر، بل إن عددا منهم تحولوا إلى ما يشبه “تجار حروب”.
عزائي لهم جميعاً بموت ضمائرهم، وموت النخوة التي يحملها كل يمنيٍ أبيّ، وقولي لهم إن الوطنَ قد حمل منكم الشيئ الكثير والعبء الثقيل والوزر الكبير.. دعوه فهو أدرى بشأنه منكم، كفاه منكم هذا الحب الذي أضله عن طريق الصواب، وعن متنفس الحياة.
إن قوامه لم تستقم بعد إثر ضرباتكم الموجعة التي تثخن جسده بكل حين، هو لم يطلب منكم شيئاً ولم يثقل عليكم بشيئ، فتوقفوا عن أعمالكم البائسة التي تظنون أنكم بها تجاهدون من أجل الوطن، وأريحوا الوطن وأنفسكم، وأريحونا من أعمالكم وأقوالكم التي لا فائدة ولا جدوى منها سوى الوجع والألم للوطن والمواطن