هدنة جديدة في اليمن… هل تصمد أم تكون كسابقاتها؟
قوبل إعلان الأمم المتحدة بهدنة جديدة في اليمن لمدة 72 ساعة قابلة للتمديد بردود فعل مختلفة، ففي حين بدا البعض متفائل بعض الشيء، ذهب آخرون إلى أنها مناورة استراتيجية ولن تصمد.
يمن مونيتور/صنعاء/ خاص:
قوبل إعلان الأمم المتحدة بهدنة جديدة في اليمن لمدة 72 ساعة قابلة للتمديد بردود فعل مختلفة، ففي حين بدا البعض متفائل بعض الشيء، ذهب آخرون إلى أنها مناورة استراتيجية ولن تصمد.
وأعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، اسماعيل ولد الشيخ أحمد، فجر اليوم الثلاثاء تمديد قرار وقف إطلاق النار في اليمن لمدة 72 ساعة قابلة للتمديد ابتداءًا من فجر الخميس، كتتويج لجهود دولية استمرت قرابة شهرين.
وتفاوتت أراء مراقبون حيال الهدنة الجديدة، لكن الغالبية يعتقدون أنها ستكون مثل سابقاتها من الهدن التي خرقها الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، ولن تصمد لساعات.
ويرى الصحفي والباحث اليمني “نبيل البكيري” بأن الهدنة ستظل عبارة عن جولات استراحة مالم تعالج أساس المشكلة.
وقال البكيري في تصريح لـ” يمن مونيتور”: “لا أعتقد أن أي هدنة ستصمد مالم تتطرق إلى أساس المشكلة وجذرها الرئيسي لهذه الحرب وهي مسألة الانقلاب، وكيفية اسقاطه كمقدمة رئيسية وضرورية لإنهاء الحرب”.
ويعتقد الكاتب الصحفي “فهد سلطان” إن أي هدنة لا بد أن تقام على مداميك، وأن أي هدنة من أجل الهدنة كمسمى فقط، دون أن يكون هناك أساس متين تبنى عليها سيكون مصيرها إلى الفشل.
وأضاف “سلطان” في تصريح لـ” يمن مونيتور”: “حتى اللحظة لم يحدد بوضوح من الذي افشل الهدن السابقة ولم يلتزم بها”.
وتابع ” إذا كانت الهُدن السابقة كانت مشروطة وفشلت، ومن الطبيعي جداً أن تفشل هذه الهدنة”.
وفيما أكد بأن الهدنة في الأساس هي ” مطلب شعبي” ومن أهم شروطها السماح بتدفق المواد الاغاثية، أكد سلطان بأنه لا يوجد مؤشر حقيقي على العودة إلى مسارات السلام بين الحكومة و الحوثيين وقوات صالح.
واعتبر مدير مكتب شبكة الجزيرة في اليمن “سعيد ثابت”، في تغريدة على تويتر، أنه إذا لم يقابل الضغوط الدولية بوقف الحرب، ضغوط دولية مماثلة بإنهاء الانقلاب الذي هو سبب الحرب، فإن كل الهدن تظل مجرد استراحة محارب.
ويرى “محمد عيضة شبيبة”عضو جمعية علماء اليمن، وأحد مشائخ محافظة صعدة بأن أي هدنة أو حوار يستغلها الحوثي في ترتيب أوراقه والعودة أقوى مما كان عليه.
وقال “شبيبة” في تغريدة على تويتر :” منذ انطلاق شرارة الحوثي الأولى وكل مفاوضات أو هدنة أو حوار إنما يستغلها في ترتيب أوراقه والعودة أقوى مما كان” .
وقوبل إعلان الهدنة باهتمام الإعلاميين الخليجيين، و قال الإعلامي السعودي “سلمان الدوسري” إن الدعوة إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في اليمن بالجيدة ولا يوجد عاقل يرحب باستمرار هذه الحرب.
وقال الدوسري، إن الخبر السيء، أنه من المستبعد الجزم بأن مثل هذه الهدنة تكفي لوقف الحرب وإرساء سلام دائم، فكل التجارب مع الهدن السابقة أثبتت أن الانقلابيين يوافقون عليها ثم يخترقونها، وفي النهاية لا يلتزمون بها.
وشهدت الأسابيع الماضية، تحركات دولية مكثفة لإقرار وقف إطلاق النار في اليمن وإنها النزاع المتصاعد منذ أكثر من عام.
وبعد يوم من توقعات وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بأن تعلن الهدنة خلال يوم الإثنين، أو اليوم الثلاثاء، أعلنت الحكومة اليمنية موافقتها على الهدنة لمدة 72 ساعة قابلة للتمديد، لكنها اشترطت في المقابل التزام الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وفك الحصار عن مدينة تعز.
وفي المقابل، لم يعلن الحوثيون في وسائلهم أي موقف رسمي حيال الهدنة، لكن المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، ذكر أنه تلقى تأكيدات من جميع الأطراف اليمنية، بما فيهم الحوثيون.
وسيكون تفعيل لجنة التهدئة والتنسيق هو العقبة الأبرز للهدنة المرتقبة، حيث ما يزال حزب صالح يرفض الذهاب إلى ظهران الجنوب السعودية، التي ستكون مقرا للجنة المركزية رغم موافقة حوثية.
ومن المتوقع أن يعيد الحوثيون تشكيل ممثليهم في اللجنة، بعد مقتل عدد من أعضاءها في الهجوم الجوي الذي تعرض له مجلس العزاء بصنعاء، أبرزهم رئيس اللجنة، اللواء أحمد مانع، وعضو اللجنة علي الذفيف.
وحتى مساء اليوم الثلاثاء، لا تزال المؤشرات معدومة لانعقاد الهدنة، حيث ما يزال التصعيد سيد الموقف بعدد من الجبهات اليمنية والشريط الحدودي مع السعودية.