“الكوليرا”.. حرب صامتة تغزو حياة اليمنيين
وباء الكوليرا يتسلل إلى حياة اليمنيين بصمت، ليضيف عبئاً جديداً إلى جانب الحرب الممتدة منذ نحو عامين. يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
بدأت” الكوليرا” تتسلل بصمت إلى عدد من المدن اليمنية، كقاتل جديد يثقل من معاناة اليمنيين الذين يعيشون ظروفا مأساوية صعبة جراء الحرب المتصاعدة منذ أكثر من عام.
ومع تردي الخدمات الصحية جراء انهيار النظام الصحي وصعوبة الحصول على مياه الشرب النظيفة، بدأ الوباء القاتل يتفاقم في البلاد، ويهدد حياة السكان، وخصوصا الأطفال.
وكان اليمن قد أعلن خلوه من وباء الكوليرا في العام 1999، أي قبل أكثر من عقد ونصف، لكن الحرب التي أعادت اليمنيين إلى حياة البؤس والشتات، أعادت الكوليرا أيضاً إلى الواجهة.
وتقول منظمة الصحة العالمية، إن 76 ألف يمني يواجهون خطر الكوليرا، وإن الممارسات الصحية قد تمنع انتشار المرض.
وبعد أكثر من أسبوعين من الافصاح عن تسجيل أولى الحالات في العاصمة صنعاء، ما يزال الرقم عند 15 حالة مؤكدة.
مصدر طبي في المستشفى الجمهوري بصنعاء، طلب عدم الكشف عن هويته أكد لـ”يمن مونيتور”، أن الحالات المؤكدة قد تجاوزت الخمسين، لكن السلطات الصحية الخاضعة للحوثيين لا تمتلك الشجاعة للإعلان عنها.
وقال المصدر: “الوباء يتفاقم والحالات تتوسع إلى أحياء جديدة، ربما أن وزارة الصحة اليمنية لا تريد أن تصدم الناس أكثر”.
وتزايدت عدد الحالات المشتبهة باصابتها بالكوليرا، وقالت منظمة “أوكسفام” العالمية، اليوم السبت، إن عدد الحالات المشتبه بها وصلت إلى 186 حالة.
ونالت العاصمة صنعاء نصيب الأسد من الحالات المؤكدة والمشتبهه على حد سواء وفقاً للتقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، حيث بدأ الانتشار في مديرية “شعوب” التابعة لأمانة العاصمة.
وبدأ المرض بالانتشار في المحافظات اليمنية، وخصوصا في “تعز”، وسط البلاد، والحديدة، غربي البلاد، كما بدأت السلطات الصحية في العاصمة المؤقتة عدن بتحركات بعد الاشتباه بعدد من الحالات وكذلك محافظة لحج، جنوبي البلاد، والبيضاء، وسط البلاد.
وتوقعت مصادر طبية أن يتزايد الرقم خلال الفترة القادمة، وخصوصا في الأرياف واستمرار أزمة المياه النظيفة وخصوصا في مجتمعات النازحين.
وفي محافظة الحديدة، غربي البلاد، تتكتم السلطات الموالية للحوثيين عن انتشار مرض الكوليرا، كما قام رئيس جامعة الحديدة، الموالي للحوثيين، بفصل الصحفي “منصور الدبعي” من الجامعة بعد نشره خبراً عن وفاة شخصين بالكوليرا في مستشفى العلفي الجامعي.
ولم تعلن السلطات الصحية رسميا، عن تسجيل حالات وفاة بسبب الكوليرا حتى الآن، وأعلن الدكتور عمر صالح، خبير الطوارئ في منظمة الصحة العالمية باليمن، أن هناك “حاله استنفار واستعدادات قصوى من قبل جهاز الترصد الوبائي والصحة العالمية واليونيسف لرصد وكبح أي ارتفاع مفاجئ لوباء الكوليرا”.
وكشف صالح، في تغريدة على صفحته الرسمية على “تويتر”، أنه سيتم انشاء 15 مركزاً لعلاج الكوليرا بالمحافظات للسيطرة على المرض.