آراء ومواقف

المغامرون في باب المندب

صادق ناشر

لقيت التطورات الأخيرة التي شهدتها منطقة باب المندب وخليج عدن في البحر الأحمر، الكثير من الاهتمام، بخاصة وأن طرفها الرئيسي الولايات المتحدة الأمريكية. لقيت التطورات الأخيرة التي شهدتها منطقة باب المندب وخليج عدن في البحر الأحمر، الكثير من الاهتمام، بخاصة وأن طرفها الرئيسي الولايات المتحدة الأمريكية، التي أعلنت أن إحدى قطعها البحرية تعرضت لهجوم بالصواريخ من أراض تسيطر عليها جماعة الحوثي، وأكدت أن هذه الصواريخ إيرانية تم تسليمها إلى الجماعة ضمن عملية تهريب واسعة النطاق خلال السنوات القليلة الماضية.
وبعد إعلانها، تعرضت بارجتها «مايسون» للهجوم، ردت واشنطن فوراً فدمرت ثلاثة رادارات داخل الأراضي اليمنية كانت تترصد السفن الحربية المتواجدة في باب المندب، تزامناً مع إعلان إيران إرسالها لسفينتين حربيتين إلى خليج عدن.
الأحداث المتسارعة جاءت في وقت أعلن فيه الحوثيون أنهم استهدفوا سفينة إماراتية في وقت سابق من الأسبوع قبل الماضي، لكنهم اليوم نفوا لثلاث مرات متتالية استهدافهم للبارجة الأمريكية، بل إنهم عرضوا أن يكونوا طرفاً في أي لجنة تحقيق دولية لكشف ملابسات الحادثة.
الحقيقة أن الحوثيين أرادوا بما جرى جس نبض الولايات المتحدة ورد فعلها حيال مهاجمة السفن الحربية وحتى الإنسانية في البحر الأحمر، وهي مغامرة غير محسوبة النتائج، إذ يريدون إظهار أن لديهم إمكانية إعادة خلط الأوراق في منطقة باب المندب وخليج عدن، وأنهم قادرون على استهداف أي سفينة تقترب من المياه الإقليمية اليمنية.
مع ذلك فإن الوضع في البحر الأحمر وباب المندب لم يعد يحتمل أزمة جديدة، فالحوثيون رغم تفاخرهم باستهداف السفينة الإماراتية «سويفت» التي كانت تنقل مساعدات إنسانية إلى مدينة عدن، سارعوا هذه المرة إلى النفي ومن أطراف عدة، بمن فيهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي لم تعد له أي صفة رسمية بالدولة.
خطوة الحوثيين والرئيس السابق في باب المندب وخليج عدن هدفها إشعال أزمة جديدة في المنطقة، وإدخال الولايات المتحدة طرفاً في الأزمة اليمنية، ما يسمح بتدويل الأزمة ومنحها بعداً آخر يستدعي معها تدخل دول أخرى لخلط الأوراق.
لا يدرك الحوثيون وصالح أنهم يلعبون بالنار في منطقة لم تعد تحتمل المزيد من المغامرات، فالحرب في اليمن تدخل مرحلة حاسمة، بخاصة مع تطورات الأيام الأخيرة، حيث بدأت قوات الشرعية بالتوغل في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لجماعة الحوثي، وخسارة المتمردين للكثير من المواقع المهمة في مناطق مختلفة من البلاد، إضافة إلى الوضع الاقتصادي المتدهور، حيث يريد الحوثيون صرف انتباه الناس عن هذا الوضع بالهروب إلى الأمام بافتعال أزمات في مناطق مختلفة من البلاد.
لقد وصلت الرسالة الأمريكية إلى كل أطراف الأزمة التي تريد إقحام المنطقة بمزيد من الأزمات والمشاكل، ومفادها أن العبث بأمن البحر الأحمر خط أحمر لا ينبغي تجاوزه.
نقلا عن الخليج الإماراتية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى