تعز 2024… حوادث سير شبه يومية في الطرق الفرعية رغم فتح طريق جولة القصر- الحوبان!
يمن مونيتور/ حصاد/ من إفتخار عبده
منذ بداية الحصار الذي فرضته مليشيا الحوثي على مدينة تعز عام 2015، أصبحت المدينة واحدةً من أكثر المناطق معاناة، على الصعيدين الإنساني والاقتصادي؛ رغم من محاولات المواطنين إيجادَ حلول بديلة لتأمين احتياجاتهم الأساسية، إلا أن التنقل بين المناطق بات يشكل تحديًا كبيرًا، بعد إغلاق معظم الطرق الرئيسية التي تربط تعز بالمناطق الأخرى.
وشهد عام 2024، حوادث مرورية على الطرق الفرعية المؤدية إلى مدينة تعز بشكل شبه يومي؛ إذ تزايدت الحوادث التي تشمل انقلاب الحافلات، والشاحنات، والسيارات الخاصة بسبب التضاريس الصعبة التي تعيشها تلك الطرقات، والأمر الذي زاد من خطورة الوضع هو استمرار إغلاق مليشيا الحوثي للطرق الرئيسية، التي كانت تعد شرايين حيوية للنقل بين تعز والمدن المجاورة، مما يجعل السكان يعانون من خيارات محدودة للتنقل.
وتستمر هذه الحوادث في التأثير بشكل سلبي على حياة المدنيين؛ إذ تسببت في العديد من الوفيات والإصابات، إلى جانب الأضرار الاقتصادية التي يعاني منها السكان داخل المدينة؛ نتيجةً لارتفاع تكاليف النقل وتعطل الحركة التجارية.
ويوم الخميس، الثالث عشر من يونيو، تم الإعلان عن فتح طريق” الحوبان- جولة القصر- الكنب” لكن هذا لم يفد الحركة التجارية بشيء إذ لم يُسمح فيه بمرور الشاحنات التجارية، الأمر الذي جعل التجار مستمرين في المضي عبر الطرق الفرعية البديلة رغم وعورتها وكثرة حوادث السير فيها.
ورفضت مليشيا الحوثي، مبادرات حكومية بفتح منفذٍ لمدينة تعز مخصص لشاحنات النقل الثقيل؛ الأمر الذي يتسبب بحوادث شبة يومية وخسائر فادحة في الأموال والأرواح على مدار العام.
وفي هذا التقرير سنحاول تسليط الضوء على أبرز الحوادث المرورية التي وقعت في الطرق الفرعية المؤدية إلى مدينة تعز والتي رصدها الإعلام خلال عام 2024.
طريق الأقروض
يتميز طريق الأقروض البديل (الرابط بين مدينة تعز وبقية مديريات المحافظة)، بمنعطفات مخيفة ومتعرجات ذات تضاريس غير مؤهلة لمرور المركبات الثقيلة فيه، وهذا ما جعل حوادث الانقلاب فيه بشكل مخيف، ومستمر.
ففي السابع عشر من مارس انقلب باص مسافرين كان متجهًا إلى الحوبان في طريق الأقروض مسببًا بكارثةٍ بحق المسافرين، أدت إلى إصابة الركاب ونقلهم إلى إحدى المستشفيات القريبة من تعز.
وفي السابع من يونيو، انقلبت سيارة من نوع صالون في الطريق البديل ذاته، وقد تسبب الحادث بأضرار في السيارة دون وقوع إصابات بشرية.
وفي التاسع من يونيو، انقلبت شاحنة في طريق الأقروض، جاء ذلك نتيجة عدم تحكم السائق بالشاحنة، بعد أن فقد الفرامل ما أدى إلى انقلابها وتكبيده خسائر مادية، وقد وقع الحادث نتيجة رداءة الطريق الذي أحدتثها سيول الأمطار الغزيرة وانعدام الصيانة الدورية له.
وفي صباح يوم الخميس، الرابع من يوليو، انقلبت شاحنة محملة بـ “البلك” في طريق الأقروض، ولم تكشف المصادر عن خسائر بشرية لهذا الحادث.
وفي صباح يوم الثلاثاء، الرابع عشر من أغسطس انقلبت “دينة” كانت محملة بالقات في هذا الطريق البديل، وتسببت بعرقلة مرور المسافرين لساعات وفق لسكان محليين.
نقيل كربة الصحى
حصد نقيل كربة الصحى الرابط بين محافظة تعز والعاصمة المؤقتة عدن، الكثير من الأرواح خلال هذا العام، بالإضافة إلى الكثير من الخسائر المادية للتجار وذلك بسبب تدهور هذا النقيل إثر الأمطار والسيول التي شهدها هذا العام.
ففي صباح يوم الثلاثاء، الرابع عشر من أغسطس انقلب بابور فولفو محمل (نيس) في طريق كربة الصحي جنوب تعز، ما تسبب بإغلاق الطريق أمام المسافرين.
وفي الثامن عشر من أغسطس انقلبت شاحنة محملة بالأخشاب في عقبة “كربة” الصحى ما أدى إلى إصابة السائق ومرافقه بإصابات طفيفة، بالإضافة إلى أضرار في المواد التي كانت محملة بالشاحنة، كما أدى الحادث إلى قطع الطريق في ذلك اليوم حتى صباح اليوم التالي.
ويوم الاثنين، السادس عشر من سبتمبر انقلبت شاحنة نقل بضائع في الطريق ذاته، ووفقاً لمصادر محلية، فقد انحرفت الشاحنة المحملة بالبضائع عن مسارها في أحد المنعطفات الخطرة بالطريق، وسقطت في الهاوية، مما أدى إلى تلفيات بالغة في الشاحنة ووفاة سائقها مصطفى قائد العريقي بشكل فوري.
وكان يوم الأحد/ الثامن من سبتمبر على موعد مع فاجعة كبرى شهدها هذا الطريق؛ إذ توفي 16 شخصًا، في حادث مروري مروع في نقيل كربة الصحى، وذلك إثر انقلاب حافلة نقل مسافرين (باص) كانوا في طريقهم إلى عدن، أدى الحادث إلى وفاة 16 شخصًا بينهم طفلان وثلاث نساء، فيما أصيب 3 آخرون، أحدهم في حالة حرجة.
ويوم الأربعاء، الرابع من ديسمبر، انقلبت شاحنة محملة بالخضروات والفواكه، في النقيل ذاته، وقالت المصادر، إن سائق الشاحنة فقد السيطرة عليها في إحدى المنعطفات وهرولت ما تسبب بانقلابها.
* خط الضباب*
ويشهد خط الضباب الرابط بين مدينة تعز والنشمة العديد من الحفريات، والطرق غير المسفلتة؛ لكنه ربما الأقل ضررًا بالمارين فيه فلم يشهد حوادث مرورية مؤسفة كالذي تشهده بقية الطرق الفرعية.
في السادس عشر من سبتمبر أفاد شهود عيان عن انقلاب شاحنة نقل نفايات في خط الضباب تعز، وبحسب الشهود أن السائق لم يتعرض لأي إصابات.
وفي يوم الأربعاء/ العشرين من نوفمبر شهد خط الضباب حادث تصادم بين سيارتين، ولم تذكر المصادر عن إصابات بشرية.
طريق جبل حيفان
وفي يوم الخميس الأول من أغسطس، توفيت مُسنة وحفيدها، إثر انقلاب شاحنة نقل ثقيل تحمل موادًا غذائية، عليهما أثناء تواجدهما بجانب الطريق في منطقة غبيرة دبع بمديرية الشمايتين، (الطريق البديل عبر جبل حيفان)، جنوب محافظة تعز، وكان السائق قد حاول الهروب من دهس أحد الدراجات النارية ما تسبب بفقدانه السيطرة على الشاحنة وانقلابها على جانب الخط مباشرة على المسنة وحفيدها ما تسبب بوفاتهما وإصابة السائق.
وفي يوم الأحد، الثامن من ديسمبر انقلبت شاحنة في النقيل ذاته، ما أدى إلى قطع الطريق وتكدس عشرات السيارات والشاحنات في المنطقة.
وتتكرر الحوادث بشكل متواصل في طرقات تعز البديلة، التي أوقعت المئات من الضحايا، ناهيك عن حجم الخسائر المادية الكبيرة بسبب إغلاق مليشيا الحوثي للطرق الرئيسية المؤدية إلى مدينة تعز.