يمن مونيتور/ بلومبيرغ
بشار الأسد، الرئيس السوري الذي ورث السلطة عام 2000 بوعود بالإصلاح، ولكنه قمع معارضيه بوحشية في حرب أودت بحياة مئات الآلاف، قد أُطيح به في تقدم خاطف للمتمردين، وفقاً للتلفزيون الرسمي.
وبحسب تقارير متعددة، فقد فر الأسد من دمشق مع دخول قوات المعارضة بقيادة إسلامية إلى العاصمة، منهية بذلك أكثر من نصف قرن من حكم عائلته.
ولم تتضح وجهته على الفور وأشارت تقارير من رويترز ومجموعة غير حكومية تتابع الحرب في سوريا إلى أن طائرة الأسد غادرت مطار العاصمة قبل فترة وجيزة من سيطرة المتمردين عليها.
حاكم غير متوقع
وُلد بشار حافظ الأسد في 11 سبتمبر 1965 في دمشق، وهو الطفل الثالث والابن الثاني لحافظ الأسد وأنيسة مخلوف.
تعود جذور العائلة إلى الطائفة العلوية، وهي جزء صغير من المدرسة الشيعية في الإسلام.
كان والده ضابطاً في القوات الجوية، وساهم في انقلاب عام 1963 الذي أوصل حزب البعث الاشتراكي إلى السلطة، قبل أن يستولي على الحكم بانقلاب عسكري أبيض عام 1970.
نشأ الأسد في العاصمة وتخرج من كلية الطب بجامعة دمشق عام 1988، وفقاً لسيرته الذاتية الرسمية، وبفضل إجادته للغة الإنجليزية، تلقى تدريباً متقدماً كطبيب عيون في لندن عام 1994 عندما توفي باسل، الاختيار الأول لوالده لخلافته وعاد الأسد إلى سوريا ليتم إعداده لقيادة البلاد.
تولى الأسد الحكم الاستبدادي في سن الرابعة والثلاثين، متعهداً بالسير على طريق الإصلاح والانفتاح الاقتصادي.
صورة شبابية
رحب العديد من السوريين والقادة العرب والغربيين بالأسد في البداية، حيث أظهر صورة شاب يسعى لتخفيف القبضة الحكومية.
كسر الأسد الخطوط الطائفية بالزواج من أسماء الأخرس، وهي مسلمة سنية وابنة مغتربين سوريين نشأت في بريطانيا ورزقا بولدين، حافظ (2001) وكريم (2004)، وبابنة زين (2003).
تميزت أسماء، الحاصلة على شهادة من كلية كينغز في لندن والتي عملت ثلاث سنوات في بنك جيه بي مورغان، بلمسة شعبوية مغايرة لنهج حافظ البعيد والمتقشف ودعمت حقوق المرأة والتعليم محلياً، وحظي الزوجان باستقبالات رسمية في الدول العربية والأوروبية.
في الأشهر الأولى من رئاسته عام 2000، أمر الأسد بالإفراج عن 600 سجين سياسي، كان بعضهم أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين المحظورة.
تغير النبرة
بعد حوالي عام من رئاسته، قمع النظام حركة الديمقراطية، واعتقل قادتها بتهم تراوحت بين محاولة تغيير الدستور إلى التحريض على النزاعات الطائفية.
وفي عام 2005، أصدرت جماعات المعارضة إعلاناً طالبت فيه بانتخابات برلمانية حرة ومؤتمر وطني حول الديمقراطية وإنهاء القوانين القمعية ورد الأسد بسجن الموقعين البارزين.
أسلحة كيميائية
في عام 2013، اتهمت الولايات المتحدة الأسد بقتل أكثر من 1400 شخص قرب دمشق باستخدام غاز السارين.
في المقابل، حمّل نظام الأسد الهجوم للجماعات المتطرفة، لكنه وافق على خطة أمريكية-روسية لتسليم أسلحته الكيميائية.
إيران وروسيا
دعمته إيران وروسيا بالأموال والقوات والأسلحة. وفي عام 2015، تدخلت روسيا لصالح الأسد، مما ساعده على وقف تقدم المعارضة واستعادة الأراضي.
بحلول عام 2020، تمكنت القوات الموالية للأسد، بمساعدة روسيا وإيران وحزب الله اللبناني، من تقليص أراضي المعارضة.
المجتمع النازح
قُتل الأسد أكثر من 600 ألف شخص في الحرب الأهلية السورية حتى مارس 2024، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، ونزح أكثر من نصف سكان سوريا قبل الحرب، والبالغ عددهم 23 مليوناً، داخلياً أو إلى دول أخرى، مما جعلها واحدة من أخطر أزمات اللاجئين منذ الحرب العالمية الثانية.